18 ديسمبر، 2024 6:28 م

مأزق السوداني في حرب غزة..!!

مأزق السوداني في حرب غزة..!!

يدخل العراق في حرب غزة، بقصف الفصائل الولائية بالصواريخ الباليستية لإسرائيل،وقصف القواعد الامريكية في أربيل والانبار وغيرها،ووصول بعض الفصائل الى لبنان، وإلتحاقها بحزب الله اللبناني،لتنفيذ عملياتها من الحدود،في وقت أعلنت حركة النجباء على لسان قائدها أكرم الكعبي،(تحرير العراق عسكرياً ) ،وإنهاء التواجد العسكري الأجنبي،إذن العراق يدخل (حالة حرب) مع أمريكا وإسرائيل مباشرة،دون موافقة رئيس الوزراء وحكومته وبرلمان العراق،فماهي الإنعكاسات والتداعيات لمثل هكذا تجاوز،على الحكومة والبرلمان، في حرب مصيرية خارج حدود العراق،والتي تحتاج قرارات مصيرية ، لايمكن تمريرها إلاّ بموافقة وتصويت الحكومة والبرلمان،هذا القرا ر وأقصد به قرار الدخول في حرب غزة ضد إسرائيل،له تداعيات خطيرة جداً على العراق، فهو يجعل من العراق ، ساحة حرب مباشرة، ستشمل كل المنطقة،وستغادر جميع السفارات الأجنبية للدول، التي تشارك في حرب غزة مع اسرائيل،وعندها ستتعّرض حكومة السوداني، الى عقوبات دولية قاسية جداً، وتسحب إعترافها بحكومته،وتضع العراق تحت البند السابع، وتفرض عليه حصاراً، أقسى من حصار التسعينيات وأوله منع تصدير نفطه الى الخارجإلاّ بإشراف الامم المتحدة،وهذا يعني إنهيار الحكومة وعودتها الى المربع الاول، وإدخالها في نفق لا تتخيل شدة ظلامه،فيما ستخرج فلول داعش الإرهابي من جحورها وتستثمر الحرب، لتهاجم مدناً عراقية وتعيث فيها قتلاً ودماراً ،كما حصل في عام 2014،بمعنى العراق سيعاد الى العصر الحجري وليس الصناعي فقط،فكيف سيواجه السيد السوداني وحكومته والبرلمان العراقي، كل هذه التداعيات، (إذا دخل العراق في حرب غزة)،وكيف سيقنع الفصائل الولائية ،التي تنضوي تحت قيادة الحشد الشعبي، كمظلة لها،بالتوقّف عن قصف السفارة الأمريكية وقواعدها وتهديد مصالحها، وكيف سيواجه دعوة السيد مقتدى الصدر، لغلق السفارة الأمريكية وطرد سفيرتها من العراق،كيف يواجه كل هذه التحديات  الداخلية ، وحكومته منقسمة على نفسها ،فقسم من الاطار التنسيقي يرفض الدخول في حرب مع أمريكا وإسرائيل في غزة وقصف السفارة والقواعد وغلق السفارة،والكتل الاخرى السنية والكردية ترفض أيضا ماتقوم به الفصائل الولائية ، وتفضّل التعامل الدبلوماسي فقط مع الازمة ، وهي التظاهرات والشجب والإستنكار ،والدعم اللوجستي والانساني فقط لغزة ، ولاتريد حرباً مدمّرة هي غير قادرة على مواجهتها ،في ظل تحالف دولي عسكري كبير مع إسرائيل،يفوق التحالف الذي واجهه العراق في غزوعام 2003،وحرب هو ليس طرفاً مباشراً فيها،فهناك إجماع عربي على تجنّب الحرب مع إسرائيل وحلفائها من الدول العظمى، والتعامل معها بدبلوماسية ،كحلِّ أفضل وتتجنّب توسعتها ووصولها الى حرب عالمية ثالثة، لاتُبقي ولاتذر، اليوم التكنولوجيا العسكرية الفائقة التي تمتلكها أمريكا وحلفاؤها ،هي من يقرّر نتائج أية حرب عالمية،وحرب غزة دليل على ذلك،فالحروب بنتاجئها وليس بصفحاتها،وهكذا نرى أن على السوداني وبرلمان العراق، إعلان موقف العراق صراحة وعلانية ، أن ماتقوم به الفصائل هو خارج إرادة وموافقة الحكومة والبرلمان، لتنأى بنفسها ، و(ربمّا) تجنّب العراق كوارث لاحدود لها، وتلزم الفصائل عدم قصف  السفارة والقواعد الامريكية ، وتلتزم بالقوانين الدولية لحماية البعثات والسفارات، وأن البرلمان العراقي والحكومة هم من يقرّر غلق السفارة ،أما غلقها( بالقوة)، فسيترتب عليه إجراءات قاسية من الادارة الامريكية،لذلك يتحتّم على السوداني مواجهة الفصائل ،بهذه الحقائق وتحميلها ما سيترتب عليها من نتائج كارثية ، العراق في غنى عنها، ولايستطيع تحمّلها، لأنه إكتوى من حرب طاحنة ،لم ينهض منها شعبه الى الآن ،وكذلك  على البرلمان ورئيس البرلمان،أن يقول كلمته من المشاركة بحرب غزة، وقضية غلق السفارة الامريكية ،التي يدعو لها زعيم التيار الصدري،ويقوم بالتصويت داخل البرلمان على عملية غلقها ، لتأخذ العملية صفتها القانونية والبرلمانية،ولاتسمح لأية جهة تعريض العراق، لتدميرآخر وغزو آخر،تماماً كما تفعل المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر والاردن والمغرب وغيرها،كموقف عقلاني من حرب غزة، التي يتفق الجميع على أنها حرب إبادة لشعب أعزل،تشارك فيه الدول الكبرى، وهي حرب جنونية غير متكافئة،يرفضها العالم كله،وحتى منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، حماس قامت بعمل شجاع نعم وبطولي ايضاً، ولكنها لم تحسب نتائجه الكارثية عليها، وعلى شعب فلسطين العظيم، وماحصل من دمار وقتل وتهجير،لأهل غزة بوحشية قلَّ نظيرها ،دليل على ذلك،أرى السيد السوداني في مأزق لايحسد عليه، سيكلّفه ثمناً باهضاً جداً ربما إقالة حكومته، فهو لايستطيع مواجهة وإقناع الفصائل الولائية، التي تهدّد السفارة وتقصف القواعد، ولايستطيع مصارحة أمريكا ،وعجزه عن حماية قواعدها وسفارتها،فهو بين ناريّن ،لابدَّ أن تحرق واحدة منها حكومته ،وليس بمقدوره، ومقدور رئيس البرلمان ،أن يتخذا قرارات، تمنع الفصائل من عملياتها ومشاركتها في حرب غزة وتداعياتها في المنطقة ، في العراق وسوريا ولبنان، فالفصائل تأخذ قراراتها وتعليماتها من الخارج، ودخول الحوثيين لمعركة غزة ،ومشاركتهم القصف بالصواريخ الباليستية الإيرانية ، وكذلك قصف الفصائل العراقية لإسرائيل بالصواريخ الباليستية  ، يؤكد ان الحرب ستتوسع بكل تأكيد، وتصبح حرباً إقليمية، وتخرج من حدود غزة الى العراق واليمن وسوريا ولبنان، وهذا أمر نراه واقعاً على أرض المعركة، ومجرياتها العسكرية ، والجميع بإنتظار خطاب السيد حسن نصرالله، ليعلن شكل وطريق وأسلوب ومكان الحرب خارج حدود غزة وداخل الكيان الصهيوني بحرب شاملة،وبذلك ستكون المنطقة كلها على كفّ عفريت، لايمكن تكهّن نهاية لهذه الحرب المدمّرة،ولن يكون أحدٌ بمنأىً عنها في الشرق الأوسط كله،إنهّا ملامح حرب عالمية ثالثة،فمأزق السوداني وحكومته في حرب غزة،هو مأزق شعب العراق كله، وليس مأزق أحد غيره…!!!!! حفظ الله العراق وشعبه ، وأهلك عدوّه ..والله الساتر …!!!