18 ديسمبر، 2024 10:07 م

مأزق الرئيس ترمب بعد الانتخابات

مأزق الرئيس ترمب بعد الانتخابات

يعتقد الكثير ،أن الانتخابات البرلمانية العراقية في مايو القادم ، ستكون سهلة وشفافة ، خاصة بعد زوال خطر داعش الأرهابي ، وتفرغ العبادي لمعركة الانتخابات بقائمة كبيرة خاصة به ، تحلقت حوله عشرات القوائم والكتل والشخصيات النافذة، تماما كما فعل قبل قبله نوري المالكي، وحصل على أعلى الاصوات ،بالترغيب والترهيب والتزوير الفاضح ، ولكن الأمر أعقد مما يتصوره البعض، بل الأخطر ، لأنها ستكون معركة فاصلة بين عصرين، معركة بين أمريكا وحلفائها من جهة،وبين إيران وأذرعها في الداخل والخارج (هناك تحضر لمعركة اسرائيلية مع حزب الله )،وحده الشعب العراقي، سيكون الخاسر بهذه المعركة ، لأن مصيره ستحدّده نتيجة هذه المعركة، فالصراع الأمريكي- الأيراني اصبح علنيا وإن المعركة قد بدأت إعلاميا ،وقد بدأت الآن التصريحات والتهديدات الامريكية الغاضبة ،من التدخل الايراني في العراق وسوريا واليمن ، تشهد تصاعداً حد إعلان الحرب بينهما، أقلّها إلغاء الأتفاق النووي الايراني، في مايو القادم قبل موعد الانتخابات العراقية ،ومطالبة العبادي وحكومته ، حلّ الحشد الشعبي والميليشيات ودمّجه في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وتسليم الأسلحة الثقيلة للحكومة، بل ظهر إنزعاج وقلق امريكي شديد على العبادي ،والذي سيكون هذا هي الشعرة التي ستقصم ظهر العبادي، إذا لم ينفذ الامر الأمريكي ،بإعادة(9) دبابات أبرامز امريكية مع اسلحتها الثقيلة سلما العبادي للميليشات التي تهدد القواعد الامريكية والتواجد الامريكي في العراق، وهذا ما يقلق الادارة الامريكية، وهو مأزق الرئيس ترمب في العراق ألآن ، في وقت تطلق إيران تهديدات للتواجد الامريكي في المنطقة ، وآخرها تصريح مستشار المرشد الأعلى خامنئي علي أكبر ولاياتي من بغداد قائلا،( على المقاومة الاسلامية طرد التواجد العسكري الامريكي من شرق الفرات) ،وهو يقصد بالمقاومة الاسلامية الأذرع الايرانية لقاسم سليماني من ميليشيات تأتمر بأوامر المرشد الأعلى مباشرة،وهي معروفة لدى الامريكان بالأسماء وحجم التسليح ، ويتناغم هذا مع تصريح ولاياتي في بغداد أثناء حضوره مؤتمر المقاومة الاسلامية، حينما قال وطلب من الاحزاب الايرانية الحاكمة في العراق من( إبعاد وطر وهزيمة التيارات والاحزاب العلمانية كالشيوعيين والبعثيين والقوميين من الانتخابات)، بمعنى حسم الانتخابات لأيران وتسليم السلطة لميليشياتها وأحزابها ، وهذا أيضا يتطابق مع تصريحات أخرى لعضو المجلس الأعلى للثقافة الإيراني يحيى آزغدي ، الذي أعلن أن هناك(5 دول عربية) يسيطر عليها المرشد الاعلى خامنئي،( وحان الوقت لأعلان الامبراطورية الفارسية في المنطقة )، فماذا بقي إذن سوى إعلان الحرب بينهما ،وهناك من يقول أن أمريكا ولإيران(حبايب) ولايمكن لهما أن يعلنان الحرب على بعضهما، مهما تصاعدت حدة التهديدات بينهما، لسبب بسيط هو ان المصالح الاستراتيجية العليا لكل منهما تتلاقيان هنا في العراق ، وتفترقان في أماكن أخرى وهذا جدا صحيح ، ولكن ، وهذا المؤكد أن أمريكا لايمكن لها أن تفرط بحلفائها الاستراتيجيين، كالسعودية وتركيا وإسرائيل وبعض دول الخليج العربي ، والدليل أنها جازفت ووحشدت 30 دولة وأرسلت الآف الجيوش لتحرير الكويت من غزو الجيش العراقي للكويت، حفاظاًّ على مصالحها ومشاريعها العليا، وبعدها غزت العراق وأعلنت الحرب عليه وإسقاط نظامه الوطني وإحتلاله ، وتنصيب أدوات لها بديلا عنه ،اليوم إختلفت الاستراتيجيات والمصالح ،وتغيرت الاحداث والادوات ، ومنذ أشهر أعلنت الادارة الامريكية ، إعادة السناريو العراقي نفسه، فإجتمعت بالمعارضة الايرانية بكل توجهاتها (أبن شاه ايران ومجاهدي خلق وحركة الاحواز وبيجاك الكردي والقوى الوطنية الايرانية في الداخل والخارج) ودعمها بكل أنواع الدعم العسكري واللوجستي والاعلامي، وحصلت التظاهرات الغاضبة التي هزت عرش حكام طهران من جذوره، ولكن تم تأجيل الامر لوقت تحدده الادارة الامريكية، أعتقد أن الادارة الامريكية وهي تواجه ايران في اكثر من مكان في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان ، وتعلن على لسان ترمب ونائبه ووزير دفاعه أن إيران هي الراعية الاولى للارهاب في العالم وهي تزعزع أمن وإستقرار العالم والشرق الاوسط بدعمها للارهاب وتغذيته بشكل علني، مما يجعل المنطقة على كف عفريت إيراني شديد الخطورة ،وما نشاهده على الارض في العراق وسوريا واليمن من تغول إيراني واضح ، ناهيك عن تصريحات وتهديدات حكام طهران ، بإدخال المنطقة بحرب شاملة طائفية وقومية هو ما نراه سيحدث ، إن الصبر الاستراتيجي الامريكي بدأ ينفد تماما ، وحان الوقت للتدخل الامريكي لايقاف تغول وخطر ايران في المنطقة ، الذي بات وهذا الاهم يهدد المشروع الامريكي في كل من سوريا والعراق تحديدا،وهو ذاته يهدد المشروع الايراني في المنطقة برمتها، وهنا مكمن الافتراق وربما المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران، وهو مما نراه حاصلا وليس محتملا ، بعد الانتخابات العراقية ، وجميع المؤشرات والدلائل والاحداث والتوقعات على الارض تؤكد ، حقيقة واحدة ، هي المواجهة المنتظرة بين امريكا وايران ، فقط ربما نختلف على التوقيتات وساحة المعركة ، والمؤكد ستكون الارض العراقية هي الاتعس حظا ًّ ، لهذا تاتي تصريحات الادارة الامريكية حول القواعد العسكرية في العراق وضرورة بقاء القوات العسكرية والناتو لفترة طويلة بحجة خطر تنظيم داعش الارهابي، وتجريد سلاح الميليشيات العراقية التابعة لايران، يقابلها تهديدات معلنة لقادة ايران وأذرعها في العراق، على ضرورة اخراج القوات الامريكية من العراق ، وهذا هو المأزق العراقي لحيدر العبادي الذي يجهد نفسه بإقامة توازن مع امريكا وايران ، وايجاد أرضية توافقية تضمن له الولاة الثانية، وتصريحات التطمينية للادارة الامريكية ،حول زيارته للبصرة ومحاربته للارهاب وقصقصة اجنحة الميليشيات الوقحة الخارجة عن القانون ، وضرورة تجريدها من السلاح وحصره بيد الدولة ، وكلها للاستهلاك الاعلامي وذر الرماد بالعيون، ويعتقد أن امريكا نائمة عما تفعله الميليشات والتي اصبحت قوة عسكرية لايمكن لامريكا ولا العبادي وجيشه ، أن يجردها من سلاحها ودباباتها الابراماز التي زودها بها العبادي نفسه ذات لتقاتل داعش، لكي تسلمها بعد الانتصار على داعش وطرده من العراق للعبادي، نقول للعبادي وأمريكا ، إن مسألة تسليم الدبابات الامريكية الابرامز للحكومة العراقية ووزارة الدفاع هو من صلاحية المرشد الايراني الاعلى حصريا ، نقطة رأس السطر ولتذهبوا الى البحر وتشربوا من مائه، لانكم انتم من وافقتم وأمرتم العبادي على تسليح الميليشيات والحشد الشعبي بكل انواع الاسلحة الثقيلة ومنها دبابات الامبرامز، بمعنى أن ورطة الرئيس ترمب والعبادي ، هي كيفية إستعادة هذه الاسلحة ومواجهة تهديدات ايران وميليشياتها للقوات الامريكية والتواجد الامريكي الكثيف في العراق، في وقت نسمع يوميا وعلى لسان جميع قادة الميليشيات وايران، تهديدات بإخراج القوات الامريكية من العراق والمنطقة ، فهل ستكون الانتخابات العراقية حدا فاصلا بين عصرين ؟، ويكون العراق خارج اللعبة الدولية، والصراعات الاقليمية ، ويتخلص من الهيمنة والنفوذ الايراني ، أم سيكون والى الابد تحت هيمنة وإحتلال إيران وأحزابها في العراق ، لتعلن من العراق ، إمبراطوريتها الفارسية ،كما صرح يحيى آزغدي عضو المجلس الثقافي الاعلى الايراني ، أن الوقت حان لأعلان الامبراطورية الفارسية ،الانتخابات العراقية أمام مفترق طرق كلها تؤدي الى إرتهان مصير العراق إما بيد امريكا ، أو بيد إيران ، نعم العراق في نقطة تاريخية حرجه جدا من حياة العراقيين تتلاقفه امواج الحروب ، وتعصف به أطماع الدول المتجبرة الظالمة التي أوصلته الى هذا الحال ، فهل نشهد خلاصا بعد الانتخابات ام نكوصا …الله الساتر والحافظ للعراق والعراقيين …نحن في محنة …