5 نوفمبر، 2024 3:38 م
Search
Close this search box.

مأزق الأمبراطورية الأمريكية

مأزق الأمبراطورية الأمريكية

تتردد على مسامعنا يومياً أخبار متنوعة ومختلفة عن وصول قطع بحرية إمريكية جديدة إلى ميناء الخليج العربي وتصريحات لساسة عراقيين وعرب وغربيين عن الأزمة التي تفجرت منذ أعلان الولايات المتحدة الأنسحاب الأمريكي من الأتفاق النووي مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية وفرض العقوبات عليها˛ والغريب في هذه الأزمة بدأت بالفتور حسب رؤى الناس العاديين˛ إلا أنها في الحقيقة هي حمم شديدة الألتهاب لا ندري في لحظة ما تهز المنطقة على وقع براكين تتفجر بحرب بين الولايات المتحدة والجمهورية الأسلامية الأيرانية.

ولكن السؤال لماذا تسعى الولايات المتحدة إلى فرض العقوبات في هذا الوقت على أحدى دول محور الشر˛ التي ذكرت في خطاب جورج بوش الأبن أمام الكونغرس بتاريخ 20 أيلول 2001 والتي كانت تحتل المرتبة الثالثة في الخطاب أنفاً في هذا الوقت؟˛ أن الجواب لهذا السؤال يعود إلى الدرس التي تعلمته الدبلوماسية الأمريكية˛ بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي والتي حرمتها من مركز الثقل والجاذبية ونقطة أرتكاز أساسية إذا لم يعد هناك عدو له الأولويات على ماعداه ويتيح بالتالي لواشنطن أن تجمع حولها˛ من خلال تحالف طيع˛ بلدان أوربا الغربية والعالم الحر كما يحلو له أن يسمي نفسه.

حيث صرح جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق واصفاً تلك الحقبة التي مرت على السياسة الخارجية˛ قائلاً: «لقد حطمت الولايات المتحدة الشيوعية بكسبها الحرب الباردة. وقد حطمت أيضاً الراديكالية العربية بكسبها حرب الخليج». وكان مما نتج عنه أن يعيش العالم مرحلة يمكن وصفها أنتقالية والتي كانت تمثل الفترة الرئاسية للرئيس مما حدا ببعض المراقبين بوصفها قائلاً: «إنه الفراغ˛ فنحن لم يعد لدينا محور للأولويات. ولا نبدي أهتماماً إلا بالمواضيع الثانونية˛ المحيطية».

ويمكن القول أن دهاقنة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية تعلموا الدرس جيدا˛ً وقرأوا التاريخ جيداً فتيقنوا أن عظمة روما إنما أوجدتها الحروب الدائمة بينها وبين جيرانها من يوم وجدت˛ حتى إذا لم يبق لها من خصم وزالت حاجتها إلى القتال أبتدأ أنحطاطها. ولما أستنامت للراحة وأمنت على أمبراطوريتها الشاسعة من المزاحم لفقدانه˛ أخذت في التدهور وأنتهى أمرها إلى الأنحطاط. فلا خلاف في أن الأنحطاط يسرع إلى الأمة التي لا مطمح لها˛ لأن المطمح – مهما قل شأنه – رابطة بين جهودها المتعددة˛ يوجه بها إلى جهة واحدة على حد تعبير غوستاف لوبون.

وبناءً على ما أشار إليه ليزاسبن أحد المحللين الستراتيجيين بشأن السلاح النووي قائلاً: «أن الولايات المتحدة عوضت التدني الغربي في الأسلحة التقليدية في مواجهة الأتحاد السوڨييتي. ولكن بعد الحرب الباردة ليس لها قوة عسكرية تقليدية مثيلة˛ والعدو الممكن هو الذي يتحصل على الأسلحة النووية نحن الأوائل الذين يمكن أن نتهي بأن نكون متساوين» لذا على الولايات المتحدة أن تعالج صداع النووي إلى الأبد.    

أحدث المقالات

أحدث المقالات