عندما نبحث عن الثوابت والمواقف والشمائل فلن نجد افضل من معسكر علي (ع) نلوذ به ,بجوده وكرمه وإباءه أنه عوالم بعالم ,حياة علي ,حياة الزهد والتقشف الحقيقي ,والنجاة من هول عذاب الآخرة وعقاب الدنيا الدنيئة ,وعندما نريد الدنيا وملذاتها والمغانم والغنائم وأرتداء أجمل الثياب والحلي ,وتناول ألذ الطعام الشراب لحد التخمة فلن نجد سوى معسكر معاوية ,وقالوا :(الصلاة خلف علي أقوم وطعام معاوية أدسم والقعود على هذا التل أسلم)؟!!,نعم الوقوف مع علي لن يجلب سوى المتاعب والعناء ومحن الزمان وتسلط اقزام القوم على الرجال ,لكنه سينجي وسيجني تاريخ ناصع ملؤه الشرف والشمس لن تحجبها غربان ,هذه هي المعادلة والحقيقة التي يجب أن نؤمن بها فلا تميز في العطاء,ولا هروب من القصاص ,ولا رشا تنفع معه , ولا فرق بين أبيض وأسود في المحاسبة أن ثبت التقصير لفعلاً ما ,وهو القائل : أن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شسع نعل الا ان أقيم حقاً أو أدحض باطلا ,.,سيدي التمسك العفو والصفح عني لقد التحقت ليس بمعسكر معاوية بل بمأدبة غداء وكنت جائعاً جدا ليس وحدي بل كان معي أصدقاء لي يضمرون لك الحب والولاء والله اعلم ما في السرائر وما تخفي الصدور والنوايا,اجتمعنا متهافتين على غنيمة تمزقت أرباً بقواطع أسناننا كانت عبارة عن قدر من (الدولمة ) لم نأبه لأصوات الجياع وصراخ الاطفال وعويلهم وهي تدوي في اسماعنا فالجوع قاتل وكافر,انها وليمة ليس بعدها غنيمة ,لكن ياسيدي عذراً لم نسرق مليارات الدولارات وقوة الشعب باسمك ,ولم نتخذ منك جسراً للوصول لمآربنا ,هل ينطبق القول علينا أننا أصحاب غنائم ونلهث وراء لقمة الفقراء لنسرقها من فمهم بدافع المحافظة عليها ؟,لم تراودني نفسي اللوامة أن اقوم بسرقة فلس ,أو انكث عهداً ,او أغدر برجل ,أو أمارس التآمر كما يفعله اشباه الرجال ,فأن سلكت هذا المنهج كام خلل في علاقتي معك ,ثق ياسيد الحكمة والموعظة كنا مجتمعين على مائدة الأكل تسودنا المودة والمحبة والاحترام سني وشيعي مابين أبا عمر,وأبا فاطمة الكبرى ,وأبن العمارة وكربلاء والرمادي والموصل وبغداد كان عراق مصغر ,لم نتجرأ ولن يجرأ أحدٌ
منا بأن يهمس بأذن الآخر بحرف سوء عنك ,وعن أي سوء نتكلم وليس هناك سوى فلاح ٌ وإصلاح لأنك عنوان كبير يلج فيه عناوين عديدة ,أنك كالبحور العذبة بمائها طاهرة مطهرة من كل رجس ,أن عظماء الدنيا والتاريخ منهم تميز بالشجاعة لكن ليس لديه كرم والعكس بالعكس ,وعظيمٌ تميز بالاثنين لكنه لا يمتلك عقلٌ ونضوج ,أوبالثلاث لكنه يفتقر للمجد,لم يخطر ببالنا شيء أسمه طائفية ومحاصصة سياسية ,كان حديثنا عن مديح وثناء للطاهية صانعة الدولمة ,أنقذتنا من هلاك الالام أصوات المعدة الجائعة ,وهنالك ملايين الأصوات تستصرخ من الجوع طال بها الصبر والأمل تنتظر الفرج ولا أحد يجيب ,على أي خندق سأحسب وأنا الضعيف المغلوب على أمره ولا أمتلك من حطام الدنيا سوى حبك ورجاءك ,جل ما أقوله أن تحللني وتوهبني الأمان لكي أغفوا بحضنك وأنام ,وتبرأني الذمة ليس لي وحدي بل معي أصدقائي أن كنا قد نسينا أنين الامهات الثكلى عما بدر منا ونحن نجثم على الدولمة ,فغفر لي ياعطوفاً على خطى من لم يزلُ .