9 أبريل، 2024 3:55 ص
Search
Close this search box.

مأدبة افطار المالكي.. وزيارة قبر صدام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

الساسة في بلادي اعتادوا على ان يقولون ما لا يفعلون اكثر من حقبة مضت على حكم الساسة الذين اصبحوا من (البرجوازية) بعد ان كانوا يعتاشون على رواتب الرعاية الاجتماعية لدول الغرب الذين يقال عنهم انهم مناضلون واصحاب معاناة ومقارعة النظام السابق !! ولكن لم تنعكس تلك الصفات على ادارتهم للبلاد ويرتاح الشعب وينعم بهذه الثروات الغزيرة التي اتت البلاد بعد التغيير ولم نشاهد اعمار وبناء وتنمية وازدهار اسوة ببقية البلدان التي تمتلك تلك الثروات وخالية من الموارد البشرية ونحلم فقط بتوفير الكهرباء .. . اتضح انهم ليسوا بناة دولة بل جاءوا طمعا في منصب وزاري وطمعا في السلطة ومغرياتها اليوم الساسة الجدد يتربعون على كل شيء في بلادي من قصور واموال ومناصب ويديرون البنك المركزي وكل تلك التسميات من هيئة نزاهة ومفتش عام ولجنة الرقابة المالية ولجان البرلمان الرقابية هي تسميات وهمية لغرض ايهام الشعب بوجود دولة المؤسسات وايهام الجهات الدولية من امم متحدة وهيئات عالمية ومصارف دولية بان الامور تسير في البلاد على ما يرام وهناك ردع للإرهاب وجهات تكافح الفساد وتوزيع اموال على الفقراء وبقية افراد الشعب واستثمار للمنح والمبالغ التي يحصل عليها العراق . ولكن رئينا كيف ان تلك التفاهمات الاقليمية والدولية لم تستطيع أن تفرض المالكي كرئيس للوزراء لولاية ثالثة وهو الذي لا يريده احد من الطبقة السياسية بل والشعبية العراقية أيضا فالرجل لن يجد حليفا معه من الاحزاب الشيعية و تصحيح أخطاء المالكي مهمة صعبة ومعقده للغاية، والعمل على عدم تكرارها في المستقبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومعه إعلاميون وكتّاب وأدباء يفطرون معه في ذكرى مجزرة هو من تسبب بها وهي مجزرة بيع الموصل وتسببت بكارثة ضحايا (سبايكر ) وتتزمن بنفس التاريخ 8 / 6 لا نعلم هل هذه استهانة بالدم العراقي ام في العقل ؟؟ وخلال فترة حكومتي المالكي (2006 -2014) لم يكن هناك أي قانون يحكم عمل مجلس الوزراء، ولا يعرف الوزراء ونواب رئيس الوزراء صلاحياتهم، وكانوا يستأذنون المالكي في اتخاذ أي قرار. اخطاء جسيمة لا تعد ولا تحصى ارتكبها المالكي، ومنها الخطأ القاتل الذي أرتكبه والذي أعتبره الكثيرين هو بمثابة أطلاق رصاصة الرحمة على أي امل للمالكي وهو التكلم عن أبنه أحمد وكيفية القيام بعمله في القاء القبض على احد الاشخاص وغياب تام لدولة المؤسسات والتسلط في الحكم مرة اخرى ولكن المحافظات الشمالية سلمت بليلة وهو القائد العام للقوات المسلحة ويدير اربعة فرق عسكرية قتالية ، وتلك الاخطاء والفشل في القيادة اتت بردود فعل شعبية وعفوية تعبر عن حقيقة مفرحة وهي أن الوعي لم يموت عند الشعب العراقي وأن العراقيين ، وذلك لمللهم من السنوات الماضية والفشل المتزامن على مدى تلك السنين الطويلة، وأصبح الفشل هو السائد بين العراقيين بل وأصبحوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بان السيد المالكي لن ولم يفعل لهم شيئا أكثر مما فعله وحتى انصار السيد المالكي يعترفون الان بفشله ويتذرعون له المبررات ومنهم علي الاديب وعدنان الاسدي ، وياسين مجيد وعلى الشلاه وغيرهم الكثير ، لقد اعترف السيد المالكي في اللقاء التلفزيوني الشهير في قناة العراقية بأن حكومته السابقة فشلت في تنفيذ البرامج الحكومية ولكن كيف سيعطيها السيد المالكي لمن يأتي بعده وهل الامر بهذه السهولة هو من أنصار السيد المالكي ومستندين الى مقولة من دخل مع المالكي فهو بمأمن من العقوبة لانهم شاهدوا وسمعوا الكثير من الاشياء التي تثبت قولهم هذا فالعراقيين لم يجدوا شخصا من أئتلاف دولة القانون تم محاسبته بسبب الفساد والتزوير ولم يجدوا شخصا منهم طبق عليه القانون وحتى أوامر ألقاء القبض التي صدرت بحق عادل محسن او صفاء الدين الصافي وغيرهم الكثير لن تطبق وتم تمييع القضايا أو أيجاد مخارج قانونية لها عكس الذين ليسوا من المحسوبين على السيد المالكي والذين تمت محاسبتهم حسابا عسيرا . اليوم المالكي يقيم مأدبة افطار كبرى لغرض اعادة مجده والتفكير بالعودة الى دفة الحكم مرة اخرى، وحضور المؤتمرات والندوات بينما كان المواطن العراقي يصعب عليه لقاء المالكي والخوف الرهيب من افراد حمايته اذا رشح المالكي مرة اخرى لتسلم الحكم سيمنى بهزيمة ما بعدها هزيمة بسبب الاخطاء التي اشرنا لها سابقا وبسبب الفساد المستشري في البلاد والذي أصبح جميع العراقيين يعرفونه ويشخصونه ويقال هو السبب .

لقد حكم المالكي البلاد على مدى دورتين انتخابيتين وحزبه الحاكم يتربع على كل مقدرات البلاد من مجالس المحافظات الى الهيئات والمدراء العامين وهو وزير للدفاع والداخلية والقائد العام للقوات المسلحة ، وكل تلك الصفات والتسميات لا تختلف عن سلطة صدام وهو صاحب القرار في كل شيء ، والمفارقة هو حصوله على المركز الاول في الفشل ، لقد فرح الشعب كثيرا بوجود قائد يتصدى لهذه الازمات ويدير دفة البلاد ويستقبل من بقية رؤساء بلدان العالم ويظهر في المؤتمرات الصحفية وهو يتوعد الارهاب ويفتتح مشاريع الاعمار ويتفقد ابناء شعبه ويوزع قطع الاراضي وغير ذلك الكثير الكثير وهو يتابع بقية الازمات ولكن الحقيقة غير ذلك وقد تبين ان تلك المشاريع وهمية ولا اساس لها من الصحة وعلى الورق فقط وضاعت المليارات ، دفع المالكي اموال طائلة الى بعض الدول من الاصدقاء من اجل بقائه بالسلطة وقاتل من اجل البقاء ، وشاءت الاقدار ان يزاح بسرعة قصوى واتفاق بدأ من داخل حزبه وائتلافه لما ارتكبه من اخطاء جسمه عصفت في البلاد بشتى المجالات وخصوصا ضياع ثروة البلاد وراحت مقولته الشهيرة (مننطيها) بمهب الريح ، واخرها تسليم البلاد بيد الارهاب وفقدان الامن والامان وخسارة لا تقدر بثمن وقتل الجنود بدم بارد الذين وقعوا بيد داعش بسبب الخيانة وعدم الخوف من القانون وموت الضمير وغياب التنسيق وشراء الذمم والدعاية الانتخابية التي عمل عليها بزج افواج من المقاتلين دون تدريب وخبرة وممارسة في القتال ومعرفة اساليب المعركة ورشاوي قادة الفرق والالوية العسكرية ، واخيرا احتفل مع جوق من المزمرين له في مأدبة افطار على شرف ارواح ضحايا بيع الموصل وهدر المليارات ودعم مافيا الفساد والافساد وكثير من ابناء الشعب قالوا لو دعانا المالكي الى وجبة الافطار ، ودعوة اخرى لزيارة قبر صدام لفضلنا الثانية على الاولى !! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب