السعي من أجل التغيير في إيران صار مطلبا ليس حيويا و مهما فقط وانما ضروريا و ملحا للعالم کله، رغم إن الشعب الايراني و شعوب المنطقة يأتيان في المقدمة لأن کافة مصائب و کوارث هذا النظام قد وقعت عليهما، لکن هذا المسعى ليس مجرد نزهة أو قضية عادية وانما هو أمر بالغ الاهمية و الحساسية يتطلب إيلائه إهتماما خاصا و البحث بدقة و تأن من أجل تحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي للجميع دونما إستثناء.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تمکن لأسباب و عوامل مختلفة من مصادرة الثورة الايرانية و جعلها تبدو بطابع ديني متطرف محض، قام و بصورة تدريجية بضرب و إقصاء کافة الاطراف الوطنية التي ساهمت في نجاح الثورة و إسقاط نظام الشاه، الى جانب إنه قد تمکن أيضا من إستدراج و خداع العديد من الاطراف و المکونات السياسية و الالتفاف عليها فيما بعد و تصفيتها و إنهاء دورها تماما، ولاغرو من إن هذا النظام قد وضع عينه على القوى و الاطراف السياسية الاخرى التي لم تنخدع بحيله و خدعه و واصلت مشوار التحدي ضده لکونه مجرد إمتداد شکلي لنظام الشاه من حيث إستبداده و قمعه وجعلها أهدافا له، ولأن هذا النظام و على الرغم من کل المحاولات و المساعي و المخططات المختلفة التي قام بها ضد منظمة مجاهدي خلق(صاحبة الدور الاکبر و القسط الاوفر في إسقاط نظام الشاه)، فإن هذه الاخيرة ظلت و بصورة ملفتة للنظر تمتص هجماته و تجهض و تأد مخططاته و ترد الکيد الى نحره.
هذا النظام وبعد أن رأى بأم عينيه کيف إن منظمة مجاهدي عملت الى جانب قوى و شخصيات سياسية إيرانية معارضة الى تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإن هذا النظام عمل کل مابوسعه من أجل تشتيت و تفريق شمل الاعضاء المشارکين في هذا المجلس ويکفي أن نشير هنا الى المثال الحي بإستدراج عبدالرحمن قاسملو، سکرتير عام الحزب الديمقراطي الکردستاني الايراني لمفاوضات مزعومة معه في العاصمة النمساوية فينا و التمويه عليه بأن النظام سيستجيب لمطالبه، ومع إن المقاومة الايرانية قد حذرته من ذلك لکن الاخير مضى الى تلك المصيدة التي نصبت له حيث تم إغتياله کما هو معروف و معلوم، وبذلك فإن النظام قد کشف عن يديه و عن نواياه ومن إنه يعتبر کل معارض له کمحارب لله و يجب القضاء عليه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعمل بأقصى طاقاته من أجل الحيلولة دون إنضواء مختلف التيارات الايرانية المعارضة له ضمن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ذلك إنه يعلم جيدا بأن العمل الجماعي و المنظم الذي يضم کافة القوى و المکونات و الاطياف الايرانية الرافضة له سوف يقرب من أجله، ولهذا فإنه قام بإختراق هذه التيارات و جعلها تدور في دائرة مغلقة من خلال مطالبتها بمطالب تعجيزية نظير الانفصال عن إيران، بزعم إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لايختلف عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإنه سيواصل ذات السياسة القمعية الاقصائية للنظام، وفي هذا تجن کبير على الواقع و الحقيقة، ذلك إن برنامج المجلس الوطني للمقاومة و الحکومة المٶقتة لجمهورية إيران الديمقراطية الاسلامية، المعلن من ذ أعوام طويلة، يٶکد على منح الاقليات و الطوائف الدينية المختلفة المکونة للشعب الايراني حقوقها الثقافية و الاجتماعية، بل وإن إعلان مشروع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية للحکم الذاتي لکردستان إيران، کان تأکيدا عمليا على هذا الاتجاه و على النوايا السليمة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وإن تخوف البعض من مرحلة مابعد هذا النظام إنما هو نفخ في قرب النظام الذي يسعى بکل مابوسعه من أجل التشکيك بالنوايا الوطنية و الانسانية المخلصة للمقاومة الايرانية.