نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد التغييرات السياسية الاخيرة التي أعقبت نهاية عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، حيث تکاد العزلة الدولية أن تکتم على أنفاسه، صار واضحا بأنه يواجه ظروفا بالغة الصعوبة لم يسبق له أن واجه مثلها ولکنه و من أجل أن يجد مخرجا و خلاصا منها يلجأ کعادته دائما خلط الاوراق من أجل إختلاق المشاکل و الازمات، وهذا هو تماما الذي يحدث مع النظام الايراني عندما يهدد بتأزيم الاوضاع و دفعها الى نقطة حرجة في کل من العراق و سوريا و لبنان و الاردن، وهو يعلم بأن هذا التأزيم”المفتعل”و”السطحي”، وان کان خطيرا و يترك آثارا سلبية على تلك الدول، لکن ليس بالامکان أبدا أن ينقذ النظام هذه المرة و يلقي إليه بطوف النجاة، إذ أن الامور قد تحدث فيها تطورات يمکن إعتبار البعض منها بمثابة مفاجئات غير منتظرة للنظام الايراني نفسه، وان إحتمال تفجر الاوضاع في داخل إيران و بلوغها نقطة اللاعودة أمر وارد جدا و باتت الکثير من الاوساط تتوقعه بين أية لحظة و اخرى ولاسيما وان إقترن ذلك بحدوث إضطرابات سياسية هنا و هناك، وان المشکلة الکبرى التي تواجه النظام الايراني تتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الدور الريادي و الفعال و المؤثر الذي تؤديه سيدة المقاومة الايرانية و زعيمتها الفذة، إذ أن النظام يتخوف کثيرا من أن يأخذ هذا المجلس في نهاية المطاف و في خضم تصاعد الاحداث و تطوراتها بزمام المبادرة، وان أهم هدف للنظام الايراني يتمثل في عدم السماح بأي شکل من أشکال التقارب و التفاهم بين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و دول المنطقة لأن ذلك کفيل بإحداث تغيير جذري في المعادلة السياسية في إيران.
النظام الايراني الذي بذل جهودا جبارة و استثنائية من أجل الکتم على نشاط المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة عامة و على دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق التي تمثل أبرز و أقوى تيار داخل ذلك المجلس بصورة خاصة، ومع أن النظام قد نجح الى حد کبير و لأسباب و عوامل مختلفة في خداع المجتمع الدولي و دول المنطقة و التمويه عليها لکي تبتعد عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و بفضل الدبلوماسية الشجاعة و الجريئة و الفريدة من نوعها للسيدة مريم رجوي تمکن من تحطيم مرتکزات ذلك المخطط الخبيث خصوصا فيما يتعلق بالسياسات و الممارسات القمعية و الانتهاکات الممنهجة لحقوق الانسان في إيران و کذلك التدخلات السافرة له في المنطقة و التي تنعکس بصورة بالغة السلبية على الاوضاع فيها، وکذلك من حيث علاقاته الاقليمية و الدولية التي تتزايد و تتوسع يوما بعد يوم.
ان المطلوب حاليا هو أن تبادر دول المنطقة و من أجل مصلحة شعوبها و مستقبل الاجيال فيها الى إتباع سياسة جديدة تعتمد على منطلقات و مرتکزات جديدة تضع مصلحة شعوبها و الشعب الايراني ذاته فوق أي إعتبارات أخرى و تسعى لبدء مرحلة جديدة تحجم دور هذا النظام و تحد من تأثيراته السلبية التي نلمسها على أرض الواقع، وان مد جسور التعاون و التفاهم مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يصب في خدمة أمن و استقرار المنطقة بصورة خاصة و العالم خصوصا من حيث دعم نشاطات و فعاليات المجلس و الاعتراف به، ذلك أن إستتباب أمن و إستقرار المنطقة يرتبط شئنا أم أبينا بإسقاط هذا النظام الدجال و تخليص الشعب الايراني و شعوب المنطقة من خطره و شروره.