الحكاية الأولى
عدتُ وقيل العودُ أحمد، بعد كتابتنا لمقال ” جَوَادٌ والعُطلةُ الرَبِيعيةِ بَينَ أمينَةِ بَغدادٍ وَوَزِيرِ الدَاخِليةِ” ، طلب بعض الأصدقاء الأستمرار، في كتابة سلسلة مقالات حول البنى التحتية والمرافق الخدمية، التي تفتقدها مناطق جانب الرصافة من بغداد، لذا إتخذتُ العنوان أعلاه…
يشطرُ نهرُ دجلةَ بغداد إلى شطرين(رصافة وكرخ)، وبالمقابل تشطر قناة الجيش جانب الرصافة إلى شطرين(الأول: مناطق محصورة بين دجلة والقناة وهي: الأعظمية ولواحقها، باب المعظم ولواحقه، الباب الشرقي ولواحقه، الكرادة وضواحيها، وبغداد الجديدة ولواحقها، شارع فلسطين إمتداداً من ساحة ميسلون وإنتهاءً بتقاطع جامعة الإمام الصادق(ع)، ومناطقه(اي شارع فلسطين) إبتداءً من زيونة إلى الوزيرية وحي القاهرة وصليخ وصدر القناة، وسنطلق عليها الرصافة الأولى) و(الثاني: المناطق التي تقع خلف القناة وهي حسينية الراشدية، الشعب وحي البساتين ولواحقهم، مدينة الصدر ولواحقها، مدينة المشتل ولواحقها، بالإضافة إلى مناطق الخط الرئيسي الرابط بين منطقة المشتل ومعامل طابوق الحسينية وصلاً إلى منطقة خان بني سعد، وهي مناطق عديدة وكبيرة في مساحاتها وسكانها).
كذلك يفصل نهر(رافد) ديالى، الذي يصب في دجلة الرصافتين(الأولى والثانية) عن مناطق جسر ديالى ولواحقه وسلمان باك ولواحقه ومنطقة النهروان ولواحقها، هذه المناطق باتت قضاءً لوحدها تحت مسمى قضاء المدائن، وتضم جميع مناطق ما بعد نهر ديالى حتى منطقة الصويرة التابعة إلى محافظة واسط، كما وتحولت مناطق ما بعد مشروع البزل(شطيط) من جهة الشرق إلى قضاء المعامل، ومن جهة الشمال اصبحت منطقة حسينية الراشدية قضاءً أيضاً…
إنتعشت منطقة الرصافة الأولى منذُ العهود الأولى لنشأة بغداد، وتطورت مع تطور الحكومات وتبدلها، فكُل حكومةٍ تأتي تهتمُ بهذه المناطق وتتخذها سكناً لها، هذا إن لم تكن الحكومة من أبناء هذه المناطقِ حصراً، بل أكثر رجال الدولة وموظفيها؛ حيثُ تشهدُ أحياء هذا الجانب تطوراً ملحوظاً، ليس عمرانياً فقط، بل علمياً وثقافياً وإجتماعياً، على عكس مناطق وأحياء جانب الرصافة الثانية وبقية الأقضية، كذلك هي تجد الدعم الحكومي الكامل لأبنائها، وتحضى برعاية أمانة بغداد وخدماتها على مدار الساعة…
بقي شئ…
هذا التقسيم والتوزيع للعاصمة بغداد، جاء وفق رؤيتي ومعرفتي للمناطق، فأنا أبنُ بغداد وأعرف جميع أحيائها وشوارعها، بل وأزقتها، لا سيما شطر الرصافةِ منها، كذلك وأنا في موضوعي هذا، الذي سيكون على سلسلة مقالات، سأحاول إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية والعمرانية والسكنية والخدمية، لكي أُلقي الحجة على المسؤول وعسى أن يأخذ بنصحنا فننهض بعاصمتنا ونجعلها في مصاف العواصم الأولى في العالم المتحضر… سأعود لأكمل…