20 مايو، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

ليلة سقوط [الدكتاتور] طه حامد الدليمي ..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال تعالى :[أفرأيت  من أتخذ إلههُ هواه وأضّله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ]  الجاثية 23..
يحدثنا الله تعالى عن نموذج من الناس يفهم الأمور تماماً ، ويفهم أن هذا حرام وأن هذا حلال ، وأن هذا فيه منفعة ، وفي هذا ضرراً ومفسدة ،ولكنه لايملك إرادته ، ولايملك أن يثبّت وعيه وتوازنه في الموقف الصعب ، فينطلق من العقد التي تعشش في صدره ، ويتحرك من خلال شهوات نفسه ، فتغلبه نفسه على حساب خطوات عقله ..!
وقد يضِّل الأنسان بغير علم ، وهذا أمرمتوقع ومحسوب ، ولكنه أيضاً يضل بعلم عندما لايستطيع أن يحكم أرادته [وختم على سمعه وقلبه]  لأن الهوى إذا سيطر على الإنسان فإنه يمنعه من أن يسمع فكأن أذنه مغلقة ، وإذا سيطر الهوى على قلب الأنسان فإنه يمنعه من أن يرى الأشياء على حقائقها !!
وهناك من الناس من إذا تكلمت معه أو نصحته لايستمع إليك ، وإذا تركته لايستمع إليك ..ودائما هو في طور الأتهام لك ، ولايمكن أن تقلع من صدره فكرة أنك ربما في بعض حالاتك على حق ، لكنه: [ أخلد إلى الأرض وأتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث]..فحاله كحال الكلب إذا ماوقفت أمامه صار ينبح ، وإن تركته ظل ينبح ، وهذه هي حال من يتبع هواه ،ولكن لماذا ؟؟
لأن الحقد والهوى تّحول عنده إلى حالة مسعورة في داخل نفسه ، تجعله يواجه القضايا من خلال شهواته ، ومن خلال إنفعالاته ، ومن خلال طائفيته ،ومن خلال عصبياته ، ولذا أصبحت المسألة لديه بمثابة الغريزة ، فالنباح هو غريزة الكلاب ، كذلك الإنسان عندما يتّبع هواه فأن الضلال يصير غريزة راسخة عنده والعياذ بالله ..! 
والمصيبة الأعظم أن هؤلاء الضالين المضلين لايكتفون بأن يتبعوا أهوائهم وشهواتهم  حسب ..بل يحاولون أن يجعلوا أولادهم وأصدقاءهم وأقرباءهم وعشيرتهم ومجتمعهم وأهل ملتّهم وكل العالم معهم !..هؤلاء هم الذين يخسرون ، بل هم أكبر الخاسرين … [قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ] الزمر 15…
ليلة الخسران المبين ..!
لم أكن أعرف قبل تلك اللحظة كيف يمكن أن يسقط الإنسان ذلك السقوط المدوي ، وكيف تتهاوى شخصيته الأستعراضية التي حرص على نسج أبعادها في أذهن الناس بتلك الطريقة المخزية ، لم أكن أعرف كل ذلك إلا في اللحظات الأخيرة من حلقة (الفدرالية في العراق …هل هي الحل ؟)  مساء يوم الأثنين المصادف 16/1/2012 من على شاشة قناة (بيان الفضائية) والتي أستضافت فيها نجم (التحريض والأرهاب) المدعو الدكتور طه حامد الدليمي ..!
هذا الدكتاتور…..وليس الدكتور..لم أسمع منه أو أقرأ له أنه إستنكر جريمة واحدة قام بها الأرهابيون في العراق طوال خمس سنوات متواصلة، بل كان يطّبل لكل الجرائم والفضائع التي أرتكبت بحق الشعب العراقي ويسميها مقاومة ..!ومقاومة منْ ؟ مقاومة المجوس والشيعة  !!وليس الأمريكان وأسرائيل !!فالرجل ليس لديه مشكلة مع أمريكا أوأسرائيل أوبريطانيا أوغيرها  ….لكن عقدته (المأزومة) تنصب على الفرس المجوس ..! ولاأدري ماعلاقتنا نحن شعب العراق اليوم  بالمجوس ( عبدة النار)  قبل أكثر من 2000عام مضت !!؟ ولاأدري كم بين الأطفال والنساء والشيوخ والعمال الذين تقطعت أشلائهم وأحرقت أجسادهم بمفخخات الأرهابيين وعبواتهم الناسفة كم بينهم من الفرس المجوس ؟؟  
لقد كنت ومعي الكثيرين من المتابعين – لفترات طويلة – لخطابات وبيانات ولقاءات الدكتور طه الدليمي منذ 2006إلى اليوم خصوصاً على موقع القادسية الذي وفرته وأعدته له جهات معادية للشعب العراقي  ، فلم أسمع من هذا الرجل كلمة واحدة تنطق بالحب والأخوة والسلام قد وجهها إلى الشعب العراقي الذي يدّعي الحرص على أمنه وسلامته ووحدته..!
وقد كتبت له عدة رسائل وبعثتها على بريد قناة صفا وطالبته بالرد عليها وتوضيح بعض الأمور والأشكالات التي وردت في محاضراته ولقاءاته ،كما طالبته بتخفيف الخطاب الطائفي المهيج الذي أتخذه الدكتور نهجاً وطريقاً – وكما طالبت من قبله  الكثير من الجهات الشيعية بالكف عن الخطاب الطائفي والطعن بالصحابة الكرام وأزواج النبي (ص) ..وقد جاءتني الكثير من الردود والأستجابات الطيبة من قبل تلك الجهات ،  ولكن لم يردني أي جواب من الدكتور الدليمي   .!وأخيراً عرفت السبب ..لأن الدكتور يرفع شعار قد أكتشفه أخيراً وهو يعيش في أحضان الطائفية المقيتة : ( لايمكن الثقة بكل شيعي) !!! وطبعاً أنا واحد منهم ..حتى وإن أقسمت له بالطلاق ..وبالسبع الطباق بأني أعتبر كل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهاتي وأني لاأرضى ولاأقبل بسب الصحابة الكرام الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه الكريم من الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله ..! ولكن أبقى شيعياً (لاثقة بقولي)  طالما أني أعتمد الدليل الذي لايعتمده الدكتور الدليمي !!
فكل محاضرته ولقاءاته كانت عبارة عن مسلسل من التسقيط والتشويه والأستعداء العقائدي بين مكونات الشعب العراقي الذي أبتلي على طول تاريخه بحكم الطواغيت والجبابرة ثم جاء من بعدهم المحتلون وأذنابهم الذين فتحوا أبواب العراق أمام وحوش القاعدة وشذاذ الآفاق وعصابات الجريمة الذين سفكوا دماء العراقيين حتى جعلوها أنهاراً حمراء تجري على أرضه المقدسة  !!
فكل ماعند الدليمي هو : كيف تُمحق إيران المجوسية من على الخارطة ، وكيف يُباد الشيعة الكفّار في العراق والبحرين وسوريا ، وكيف أن حسن نصر الله عميل لأسرائيل وأمريكا  ، وكيف أن محمد باقر الصدر ليس بشهيد وهو مجرم وعميل ، وكيف أن السيستاني متواطيء مع الأحتلال ، وكيف أن مقتدى الصدر قاتل ومجرم لأنه سفك دماء أبناء السنة في العراق ، وكيف أن المالكي وحكومته الطائفية يقتلون السنة تحت كل حجر وشجر يومياً بالآلاف المؤلفة !!، وكيف أن علماء الشيعة يزنون بنساء العالمين ويقبضون الأموال من المغفلين ..وكيف ..وكيف ..وشتائم .وأتهامات …وأحقاد ..ودعوة للقتل والأقصاء والأبعاد لكل ماهو يخالف عقيدة الدكتور الدليمي وأهوائه الشيطانية  !!!!!!
وأني أقسم على ذلك بالله العلي العظيم ، أن الدكتور الدليمي ليس لديه أي حلّ لمشكلة أو رؤية وسطية لهذه المشاكل التي أوجدتها الظروف القاهرة والتقلبات السياسية الصعبة المفروضة على الشعب العراقي المظلوم ، ولايمتلك أدنى شيء من الأنصاف في طرحه وأسلوبه الذي أوصله إلى هذه النتيجة الحمقاء !!
وأنا أوجه سؤالي إليك : إلى أين كنت تريد بالشعب العراقي يادكتور طه ؟ وماهي أهدافك من التحريض المستمر والأستعداء الأسود بين مكونات الشعب العراقي الأصيل ؟
صفّعة المتصلين من أبناء السنة.. !
وهل رأيت كيف أن المتصلين والمتداخلين مع القناة من أبناء السنة في العراق قد ردوا عليك بأقسى الردود ، ورفضوا مشروعك الدموي الأسود جملةً وتفصيلاً ، والذي دعوتهم فيه لقتل وإبادة الشيعة!!
لقد أثلج صدورنا ذلك الأخ السني – وأنا لاأريد أن أذكر هذه المفردة  (السني والشيعي ) – الذي أتصل من مدينة الموصل وأسمه ( أبو خالد ) وكيف أنه أستفسر منك بكل صراحة قائلاً :
*يادكتور طه : أنت تقول عليكم – أي أهل السنة- أن تنتزعوا الحكم من الشيعة والأنفراد بالسلطة وعدم الأطمئنان لهم وعليكم بقتالهم وقتلهم وأستأصالهم ..وماذا بعد ذلك يادكتور ؟فالشيعة نصف العراق وهم يسكنون وسط وجنوب العراق كيف تريد منّا أستأصالهم وطردهم من مناطقهم التي سكنوا فيها منذ فجر التاريخ ،؟ وكيف يكون العراق لحظتها يادكتور ؟ هل تستطيع أن تسمي العراق عراقاً بعد قتل أبنائه وأبادتهم ؟؟
والعجيب أنه في الوقت الذي رفض فيه كل المتصلين – سنة وشيعة – مشاريع الدكتور الجهنمية ، وأستهجنوا طريقته الفضّة الغليضة  في التعامل مع الآخر ،  ولكن ترى بإن الذين أثنوا عليها هم الذين أتصلوا من داخل المملكة العربية السعودية ..وكأن هوى الدكتور(العراقي)  مع أهواء [أبناء الزرقاوي]  الذين لايهمهم ولو أحترق العراق من شماله إلى جنوبه وأبيدت كل طوائفه وأجناسه ..(وألتقى الماء على أمر قدر) !….. وما عليك أخي القاري إلا تفسير هذه الحالة…؟
* فأي مخطط تريد أن تنفذ …وأي مشروع أنت قد أملي عليك من ألد الأعداء وأخبثهم ، ومالذي تريدونه من شعب العراق ياأدعياء الدين ، ونفثة الشيطان ..!
إن الذي يتابع هذا الرجل ويستمع إلى مشاريعه وآراءه  – مهما كان مستواه الفكري والثقافي – سوف يخلص إلى نتيجة صارخة لاتقبل القسمة على أثنين وهي :
أن طه الدليمي  – وبما يطرحه من حلول مرعبة وسيناريوهات سوداء – لايريد الخير لأبناء الشعب العراقي بكل طوائفهم …وأولهم أبناء السنة الذي ينتسب إليهم الدليمي ظلماً وعدواناً ..والذين هم براء منه ومن أمثاله من المعقدين ..المأزومين  … !  
إن الحرائق الأجتماعية أو السياسية أو الأمنية أو الطائفية التي يريد أن يشعلها طه الدليمي وأمثاله هي حرائق لايمكن أن تنحصر في مكان واحد ، بل إنها تتوسع بفعل العلاقات التي توجب أن تّكون لها خط تماس بين كل موقع وموقع في المجتمع ، فالشيعة والسنة في تماس كبير فيما بينهم كما أنهم في أختلاط واسع  في بعض الأماكن يصعب فصلها ، والذين يثيرون الحرائق الطائفية أو يتحركون في داخلها ليسوا فئة منفصلة عن المجتمع ،لتكون نتائج الحرائق مختصة بهم ، ولكنهم فئة تعيش في عمق المجتمع ويعيش المجتمع في عمقها ..ولهذا يقول الله تعالى :[ وأتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ] ..إي عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم في كل ما تستطيعون أن تمنعوا الفتنة  من الأتساع ، أو تمنعوها من الوقوع ،أو تحاصروها بكل ماعندكم من عقل وإرادة ووعي ، وأن تحاصروا كل الذين يريدون أن ينطلقوا بالفتنة أو يخططوا لها ، لأنها ستترك في داخل الواقع الأجتماعي المأساة التي تحرق الواقع كله وتحرق الحياة كلها !!
ولهذا فعلى الجميع أن يكونوا في أتم الوعي لكلماتهم ، وفي أتم الوعي لشعاراتهم وعياً لموقفهم ، ووعياً لعلاقاتهم ، ووعياً لمطاليبهم ، ووعياً لعواطفهم ، لأن ذلك إذا لم يكن في خط الوعي والمسؤولية فربما يستغفلهم أصحاب الفتنة من خلال أوضاعهم العائلية أو من خلال مصالحهم الشخصية أو من خلال ظروفهم الأجتماعية أو علاقاتهم الحزبية، أو من خلال عواطفهم الدينية ،فيدفعونهم إلى الفتنة العمياء التي تأكل الأخظر واليابس ، ويختلط فيها الحق والباطل لا سامح الله  !!
وهكذا فعلينا إذا أردنا أن نكون المجتمع الآمن الذي يرفض الفتنة ، علينا أن ندفع الفتنة ، وعلينا أن نحذر من الوقوع في شراكها ، وأن نحذر عواقبها التي لاترحم ، ومآسيها التي لاتبقي ولاتذر ، خصوصاً ونحن لازلنا نعيش في مرحلة النقاهة السياسية ،وبداية التأسيس الحقيقي للوضع الجديد ،الذي يتطلب منا جميعاً أن نكون بمستوى المسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية التي تكون هي الضمانة الحقيقة لأبناء هذا الوطن الصابر لكي يعبروا بسفينة بلادهم إلى بر الآمان .. وعلينا أن لانصغي لكل مأزوم معقد ، يعيش في مستنقع الخيانة ، وهو يدفع بالأرهابيين والمجرميين كل يوم يدفعهم بلسانه ويده وأنفاسه ولهاثه لقتل أبناء شعبه ووطنه فلايتمعر له وجه ، ولاتطرف له عين …….. فأنا لله وإنا إليه راجعون ..وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون …!
 
ملاحظة : لقد رأيت في تلك الليلة 16/1/2011 كيف يسقط الإنسان الذي يتنكر لأرضه ولأبناء وطنه ولايهتم بمشاعرهم ، ولايقيم وزنا لدمائهم..وما عليكم أخوتي إلاّ البحث عن تلك الحلقة في الأنترنيت والأستماع إليها حتى تعرفوا حقيقة راسخة وثابتة وهي :
كم أنت عظيم وطيّب ياشعب العراق …
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب