20 مايو، 2024 5:36 م
Search
Close this search box.

ليلة داخل المنطقة الخضراء

Facebook
Twitter
LinkedIn

تشرفت يوم امس بالمشاركة في الثورة الشعبية متوجها من منزلي الى المنطقة الخضراء، والفرحة تغمرني وانا اتوسط الحشود الثائرة وأعلام العراق ترفع بأيادينا وهتافات وطنية هزت جدران الخضراء فهربت من صوتها خفافيش الظلام المحتمين خلف تلك الجدران التي اسقطتها سواعد الابطال في منظر يسر كل وطني غيور, الجيش الباسل كانت مواقفه غاية في الوطنية والروعة استقبلونا مرحبين ومساندين، والمتطوعون من التيار الصدري اللذين قدموا اجمل صورة لحمايتنا وحماية الممتلكات العامة، فكان لدخولي مجلس النواب العراقي فرحة سيبقى ذكرها لسنين طوال وسأقص تفاصيلها لكل عراقي لتكن مكملة لتأريخ الثائر العراقي الذي عرف على مر العصور برفضه لكل اشكال الطائفية والفساد.
كان المكان مزدحما جدا وتتعالى الاصوات بالهتافات الوطنية رأيت منظرا لم تره عيني من قبل، ابطال يجتاحون المنطقة المحصنة، وفي قاعة مجلس النواب وبالرغم من زحام الحضور الا ان الجميع كانوا متوافقين ومشاركين للفرحة، ولتكتمل الصورة الوطنية رأيت احدهم يحاول ان يكسر الاثاث فقبل ان امنعه رأيت الجموع بأكملها تصرخ ” حافظوا على الممتلكات العامة” ورفضوا بشدة اي عمل تخريبي وحتى ان هناك من ذهبوا لتنظيف المكان وهذا هو الشعور العالي بالوطنية والمسؤلية.
تشاركنا الصور والفرحة مع الثائرين ومع ابطال الجيش العراقي اللذين كانوا حاظرين معنا ثم توجهنا الى ساحة الاحتفالات حسب توجيهات السيد البطل “مقتدى الصدر” المنظر والهتافات والحضور شكلت لوحة وطنية بصوت وطني خالية من اية توجهات حزبية او انتماءات خارجية، بقينا حتى ساعات متأخرة ثم عدنا فوجدنا سيارات الدفع الرباعي تخرج خلسة من بوابة القادسية تحمل امتعة الرحيل حيث اللاعوده، ومن المضحك ان هذا الرتل الهارب جعل من فتاة بنغالية الجنسية تجلس في مقدمة العجلة لتوهم الناظرين بأن راكبي العجلات هم ليسوا بعراقيين، ولكن بانت الرؤيا حين وصلوا الى نقطة التفتيش العسكرية حيث اضواء المصابيح الكهربائية كشفت عن تلك الوجوه الكالحة فعرفنا بأنهم من اعضاء مجلس النواب، واحتراما لنداء السيد مقتدى الصدر لم يكن منا سوى الهتاف بالمطالبة برحيلهم دون عوده.
لم نر اي مسؤول حكومي ولم يجرؤ اي مسؤول للخروج امام الثائرين وهذا يعني ان لا حكومة في العراق اليوم، صحيح ان هناك اعتداءات تعرض لها بعض النواب ونحن ضد اي عمل يدعو للعنف ولكن الشعب معذور في ذلك، لان ذلك ثمن ثلاثة
عشر عاما عانى الشعب منه ماعانى من ويلات الخراب والتشرد والفقر وفقدان الاحبة في حين كان فيه حكامنا مترفين على حساب الشعب.
ادهشني تصريح السيد حيدر العبادي “المنتهية حكومته” بتوجيهه لمعاقبة الثائرين وهم داخل المنطقة الخضراء، إن كنت رجلا اذهب اليهم فهم لطالما ساندوك ووقفوا لجانبك ولكنك خذلتهم وفضلت انتمائك الحزبي عليهم، وياما حذرناك من هذا التجاهل لصوت الشعب، واليوم تريد اعتقالهم ومحاكمتهم واكبر الفاسدين من الذين حطموا العراق كانوا من المقربين اليك ولم تحاول حتى النظر في ملفاتهم، اذهب اليهم فهم في ساحة الاحتفالات داخل الخضراء ان كنت لاتزال تختبئ داخلها.
العملية السياسية التي جاءت بها امريكا فشلت وانتهت وسقطت الحكومة وسيعتبر الثلاثين من نيسان من هذا العام تأريخ سقوط الحكومة العراقية الفاسده.
تحية للسيد القائد مقتدى الصدر
تحية للثائرين الابطال
تحية لجنودنا البواسل
وليبدأ عصر جديد فيه حب العراق اولا واخيرا.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب