عندما جعل الله سبحانه وتعالى ليلة القدر أفضل وخيرٌ من ألف أشهر ليس بالأمر الإعتباطي ليس بالقضية الإنتقائية, بل لأنها ليله مهمة في حياة المجتمع الإسلامي, حيث فيها تقرر أن يتغير تاريخ البشيرة تأتي الثورة الإسلامية لتصحح الإنحراف الإجتماعي والواقع المفسد الذي كانت تضج به حياة الأمة حيث الإنحراف الأخلاقي والفساد المستشري بكل مفاصل الحياة.
وهذا من أبرز الجوانب التي جعلت لهذه الليلة الشأنية والأهمية, لأنه ليلة ثورة وإنتفاضة الأسد العربي الهاشمي النبي محمد ” صلى الله عليه وآله وسلم ” على هذا الواقع الذي أدى بالمجتمع العربي إلى الضياع, لينقذ تلك الأمة من هذا الواقع ويصحح مسارها ويقودها إلى جادة الصواب والحياة الحرة الكريمة التي ضُمنت للفرد حتى غير المسلم لكن بشرط الإلتزام بالقواعد الثابتة لدولة النبي الخاتم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.
وها نحن اليوم في العراق نعيش ظروف مماثلة كالتي عصفت بالمجتمع العربي سابقاَ إلا إن الفرق البسيط هو إن كل العراقيين يدعون الإسلام ولكنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام الحقيقي, لذلك تقتضي المصلحة من القائد الحقيقي أن ينتفض ويصحح مسار هذا المجتمع الذي أخذ يسير نحو الهاوية التي حفرتها له زمر الفساد والإفساد, حيث قبل عدة أيام انتفض صدر العراق وأسده ليضع النقاط على الحروف ويصحح ما أفسده السياسيون المنتفعون الفاسدون, وأعطى لنا شهرين لنقول قولتنا ونضع بصمتنا نحن من آمنا به وبمنهجه الرسالي, ولو حسبنا مدة الإعتكاف لرجل الإصلاح لوجدناها تنتهي فترتها في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك وهذا يعني إن ليلة القدر ستكون ليلة تغير مصير أمة حيث ستشهد انقضاض أسد الإصلاح على كل المفسدين وسينفجر بركان تصحيح مسار الأمة بوجه المفسدين.
نعم إنها ليلة قدر العراقيين, ليلة قدر أبناء صدر العراق, ليلة قدر قُدر فيها لنا إن ننتفض بوجه الفساد وإطاحة كل أصنام الفساد, كتلك الليلة المباركة وبهذا سيكون لنا أجر إحياء هذه الليلة لكن ليس بالصلاة والدعاء وإنما بالوقفة والثبات في ساحات الإنتفاض ضد كل أصنام الفساد, فحيا على إحياء هذه الليلة يا أبناء محمد المصطفى وعلي المرتضى يا أبناء مقتدى راعي ورجل الإصلاح… لتكن ليلة القدر ليلة البركان الصدري ليحرق المفسدين.