عندنا.. لا السياسة سياسة ولا القضاء قضاء .. لا الحكومة حكومة ولا البرلمان برلمان. لا الديمقراطية ديمقراطية ولا الحرية حرية .. لا الدستور دستور ولا النظام نظام. لا الجيش جيش ولا الشرطة شرطة .. لا المركز مركز ولا الاقليم اقليم.. لا الرئيس رئيس ولا الفخيم فخيم “قابل بس سيبويه يتعيقل”.. لا الضابط ضابط ولا الشرطي شرطي.. لا المحافظة محافظة ولا مجلسها مجلس. لا القضاء قضاء ولا الناحية ناحية.. لا البطاقة التموينية تموينية ولا الحصة كمية. لا المختار مختار ولا الشهود شهود.. لا السيطرات سيطرات ولا السونارات سونارات. وبالتفصيل ..السياسة عندنا “فن الازمات” لا “فن الممكن”. والقضاء حاير بزمانه وشعاره “لاني الهلي ولا اني الحبيبي”. الحكومة قطاعات مثل اي سلف عشائري “هنا كوم فلان او ال علان وهنا كوم فلتان واخوة فلانة” وكل “كوم” او “ال” يتصرفون طبقا للهوسة الخالدة “اليوصل حدنا نكص ايده”. والبرلمان في كل الدنيا يمثل الشعب ويسن القوانين ما عدا برلماننا كل نائب فيه يمثل العائلة فالعشيرة وشعار اعضائه الدائم .. الاقربون اولى بـ “الملغوف”. الديمقراطية منذ اقدم الازمنة حتى يومنا هذا حكم الشعب تحولت عندنا الى اضطهاد يومي للشعب عبر التصريحات والبيانات والمؤتمرات والصراخ والعويل. الدستور ابو القوانين وحلال المشاكل تحول عندنا الى معرقل القوانين وابو المشاكل. الجيش سور للوطن بينما عندنا سور العشيرة والمذهب والطائفة والقومية. الشرطة في خدمة الشعب عالميا بينما شعار شرطتنا “الشعب في خدمة الشرطة”. المركز لا يدري لماذا هو مركز والاقليم لايعرف كيف صار اقليم وكلاهما لاينظر الى الهند او الولايات المتحدة الاميركية. في الاولى توالى ثلاثة مسلمين على منصب الرئيس على اكثر من مليار غير مسلم وفي الثانية اصبح اسود رئيسا لامة من البيض. دولة الرئيس في الديمقراطيات يعرف صلاحياته بموجب الدستور وفخامة الرئيس يعرف هو الاخر حدود تلك الصلاحيات ولمن يريد ان يزيد نفسه من الشعر بيت يولي وجهه شطر تركيا. رئيس الوزراء هو نفسه زعيم حزب رئيس الجمهورية. الاول زعيم والثاني مجرد رئيس وكلاهما يعرف دوره في تسويق تركيا الى انحاء العالم كافة حالهم في ذلك حال مسلسل “فاطمة” و”حريم السلطان” و”اللبنة” التركية. ومادمنا وصلنا الى فاطمة فلابد ان نتذكر فيلم “ليلة القبض على فاطمة” بطولة فاتن حمامة. واذا اردتم المزيد نستمر وللمستعجلين يمكن ان نقفز على الضابط ضابط والشرطي والقضاء قضاء والبطاقة التموينية حصة وكمية والمختار مختار ونتجه الى المنطقة الخضراء مباشرة “مادام عدنه وكت”.. نعم الى المنطقة الخضراء وان طال السفر . وهدفنا النبيل هو تقصي الحقائق في الكيفية التي تم فيها القبض على محمود العيساوي ضابط حماية وزير المالية رافع العيساوي. القضاء يقول “ارهابي”.. الداخلية تقول نحن ” مامورون “.. العراقية تقول استهداف “طائفي” .. المالكي يقول .. “دولة قانون” .. وانا اقول .. “لو ادري هيج يصير ما عاشرتهم”!!