23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

ليلة القبض على السجان

ليلة القبض على السجان

 اقتحام سجن الباستيل حادثة وقعت في باريس في الرابع عشر من تموز عام 1789 . وكان السجن والحصن الذي يعود تاريخه الى العصور الوسطى  والمعروف باسم (( الباستيل)) يمثل رمزاً للسلطة الحاكمة وسط باريس.  وبالرغم من أنه لم يكن سوى سبعة أسرى وقت اقتحامه. ألا أن سقوطه كان بمثابة شرار  اندلاع الثورة الفرنسية. وتأتي عملية اقتحام سجن  أبو غريب  في بغداد في  الحادي والعشرين من تموز عام 2013. عملية مشابهه  لعملية اقتحام الباستيل من حيث كون سجن أبو غريب يمثل  رمزاً للسلطة الحاكمة في بغداد.. ليلة الهجوم على سجني ابو غريب والتاجي تعد الاكبر في تاريخ البشرية من حيث عدد السجناء المطلق سراحهم .
 فقد واجهت فرنسا في عهد الملك  أزمة اقتصادية لويس السادس عشر كبيرة بدأتها التكاليف التي تكبدتها فرنسا جراء تدخلها في  حرب الاستقلال الأمريكية.  وفي المقابل  فان العراق يشهد في ظل  نوري المالكي وحكومة حزب الدعوة  أزمات  سياسية واقتصادية كبيره جراء تفشي الفساد والجريمة وسيادة الميليشيات على الحياة العامة في البلد .
كانت حادثة اقتحام سجن الباستيل وما تبعها من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الحدث الثالث من المرحلة الأولى للثورة الفرنسية. أما الحدث الأول فكان تمرد النبلاء ورفضهم مساعدة الملك لويس السادس عشر من خلال دفع الضرائب. وكان الحدث الثاني تشكيل “الجمعية الوطنية” .
.لذلك تعد حادثة سجن أبو غريب  أيضا بداية  لتغير الواقع العراقي وتأتي بعد الحراك الشعبي الذي شهدته المحافظات العراقية  وأخيرا الحراك  في المحافظات الجنوبية  التي هبت تطالب بالخدمات وتحسين الواقع. لقد أثارت  حادثة  سجن ابو غريب  حالة من التناقض بين عملاء المنطقة الخضراء . وتصاعدت التصريحات وإلقاء التهم والكذب  واضح في كلام جميع المسؤولين في حكومة بغداد.  وكشف الحادث  حالة الهشاشة التي تمر بها عمليتهم السياسية المهزلة . كانت حادثة سجن  الباستيل  أظهرت باريس ، والتي كانت قريبة من التمرد وتواقة إلى الحرية .  كما هو حال بغداد ألان  التي تعيش حالة من الغليان الشعبي  الرافضة  للسياسة حكومة المالكي وتسيد  العصابات والميلشيات. فهل نشهد  ثورة عراقية  وإعلان لحقوق الإنسان العراقي كما شهدت  باريس الثورة الفرنسية  عقب اقتحام الباستيل.!!