22 ديسمبر، 2024 9:07 م

ليلة الحرب 19\ 20 آذار2003

ليلة الحرب 19\ 20 آذار2003

 بغية أن يغدو الحديث بشموليةٍ اوسع ضمن دائرة الإنتشار , لابدّ من الإشارة < وخصوصاً لغير المتابعين من الأجيال الأخيرة من القرن الماضي , والجيل الجديد من القرن الحالي > , الى أنّ حرب حزيران لعام 1967 انتهت خلال 6أيام بأنكسارٍ فاضح لثلاثة جيوشٍ عربية ” مصر , سوريا والأردن ” وفقد مساحاتٍ واجزاءٍ هائلة من اراضيها ” صحراء سيناء , هضبة الجولان والضفة الغربية للأردن ” لصالح الجيش الإسرائيلي .

وحتى حرب تشرين – اكتوبر لعام 1973 التي كان الجيشان المصري والسوري متفوقان فيه على الإسرائيليين بعدد الدبابات والمدفعية والمشاة وسواها , وحققا تقدما ملحوظا وبارزا في بداية المعركة , لكنها انتهت الى نهايةٍ مخجلةٍ عسكريا , ودامت تلك الحرب 19 يوماً .

 ومن المعروف أنّ حرب 1991 التي شاركت فيها 33 دولة ضد القوات العراقية , وتعرّض العراق فيها الى قصف جويٍ مكثّف لمدة 45 يوماً شنّتهُ 2250 من الطائرات المقاتلة والقاذفة ونفّذت فيها اكثر من مئة الف طلعة جوية اسقطت فيها 88 , 500 طن من القنابل , فضلاً عن الآلاف المؤلفة من الصواريخ المتنوعة المجهولة العدد ! , لكنّ القوات العراقية آنذاك فرضت حصاراً على القوة الأمريكية التي وصلت الى محافظة الناصرية , وارغمتها على التوقف هناك ودون الحؤول الى حركتها بأتجاه بغداد , ممّا اضطر الرئيس الأمريكي بوش الأب الى اعلان وقف اطلاق النار قبل عشر ساعاتٍ من موافقة العراق < ويعود الفضل لذلك الى سحب وزارة الدفاع العراقية لقواتها الضاربة من الكويت قبل بدء المعركة  ووزعتها بشكلٍ متفرق في المزارع والمخابئ والبساتين  , فضلاً أنّ الحرس الجمهوري الذي انفرد بدخول الكويت اولاً , سرعان ما جرى سحبه كأحتياطٍ ستراتيجي , وهذا ما قاد بشكلٍ او بآخرٍ الى القضاء على الفوضى التي عمّت العديد من المحافظات . وإذ الحديث هنا لا علاقة له بالسياسة او نظام الحكم السابق , وإنّما يرتبط بكفاءة وخبرة الجيش العراقي , علماً أنّ معلوماتٍ في غاية الأهمية ولم يجر نشرها حول بعض العمليات النوعية المذهلة التي قامت بها وحدات عسكرية عراقية ضد الأمريكان وقوات التحالف , وذلك جرّاء فقدان الوثائق والأدلة الرسمية , بينما يعرفوها معظم العراقيين , ويتكتّمون عليها الأمريكان والسعوديون ” وفي حينها صرّح الجنرال نورمان شوارتسكوف القائد العام لقوات التحالف الدولي : < بأنّ القوات العراقية هي قوات متوحشة ومن آكلة لحوم البشر , وهذا ما حدث في قطع رؤؤس المئات من الجنود الأمريكان وعلى مسافةٍ قريبة من المواجهة > , هنالك خفايا واسرار لتلك الحرب قد لا يجري كشفها إلاّ بعد عشراتٍ من السنوات او اكثر , وقد لا تنشر اصلاً .

   في تقديراتٍ غير دقيقةٍ 100 % 100 فإنّ الجزء الأكبر من اسلحة الجيش العراقي قد جرى تدميرها في تلك الحرب الشعواء , بالإضافة الى الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى وبعض الأسرى .

ثُمَّ , ومن خلال هذه المقارنات بين الحروب الحديثة , فسبق واشرنا أنّ خط دفاع ” ماجينو ” المحصّن الذي اقاموه الفرنسيون للدفاع عن باريس ضد الزحف الألماني في الحرب العالمية الثانية فقد صمد هذا الحاجز الدفاعي لنحو اسبوعين فقط وبعد أن تمّ الإلتفاف عليه من قبل الألمان .! , بينما استمرّت الحرب الأخيرة لسنة 2003 لثلاثة اسابيع  وبأسلحةٍ محدودةٍ وشبه متهالكة وتفتقد لقطع الغيار .! وكانت نيجة الحرب محسومة مسبقاً من الناحية العسكرية في مواجهةٍ عسكريةٍ كبرى مع القوات الأمريكية والبريطانية والأسترالية بالدرجة الأولى , وبمشاركات محدودةٍ من دولٍ اخرى ومع حضورٍ فاعلٍ لأجهزة استخباراتٍ عربية مختلفة دخلوا ضمن تشكيلات القوات المهاجمة .

  نستذكر هنا تصريح وبعض التفاصيل التي ادلى بها ونشرها الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل , بأنّ الطائرات المقاتلة التي هاجمت العراق في تلك الحرب قد انطلقت من قواعدٍ جوية لسبع دولٍ عربية .!

 قاتلت القوات العراقية بأقصى درجات الشرف والمهنية المشهودة , وكبّدت المهاجمين خسائراً هائلة يموّهون ويخفون اعدادها الحقيقية , وكان ذلك من احدى اسباب قرار بريمر لحلّ الجيش العراقي .!