بعد عروض تنكرية وآخرى حقيقية، للمرشحين في حملاتهم الانتخابية، يأتي دور المواطن العراقي في إختيار الأفضل، وإن لم يوجد فالأقل جودة، حتى يصل لمرشحٍ ما يحمل بعض تطلعاته وآماله، ويسعى لتوفير حقوقه الطبيعية، لذا هذه الليلة ترسم ملامح أربع سنوات قادمة، بكل تفاصيلها، والتغيير الذي ينشده المواطن لا يأتي من كبسة زر، إنما تعتمد على ثقافة المواطن في إختيار المرشح الجيد في القائمة الجيدة، الذي يأخذ على عاتقه مسؤولية التغيير نحو الأفضل.
المواطن قادر على التغيير، وصوته ذا تأثير كبير، فمثلاً في أحد الانتخابات السابقة، رشح تقريباً غالبية أبناء شيوخ العشائر، كمحاولة لبسط سلطتهم من جديد، وكان رأي المواطن هو الفيصل، فقد خسروا أكثرهم الانتخابات، فعندما يبتعد المواطن عن عواطفه ومصالحه الوقتية، سيكون قادراً على الاختيار الأفضل من بين الموجودين.
إن العزوف عن الانتخاب هو إضاعة فرصة تاريخية للشعب، نعم كل المشاكل، وخيبات الأمل صحيحة، لكن إدامة حق حق التغيير في الانتخاب، فهو ذات أهمية كبيرة، ومنع من عودة الأنظمة الديكتاتورية إلى البلد، إن الانتخابات هي الطريق الأقل خطورة والاكثر إنتاجية، لتبديل نظام غير صالح، فعندما تغيب صناديق الاقتراع من أمام المواطن، فلن يبقى خيار سلمي لتداول السلطة.
تحقيق دولة عادلة تنصف مواطنيها وتدافع عنهم، لا يأتي بالدعاء إنما بمساندة الأفضل، فالبحث عن مرشح صالح، قادر على الإبحار بمدينته بأمان وسط أمواج الأزمات، هذا حريٌ بالمواطن بالبحث عنه، والتراصف خلفه للفوز كممثل عن الشعب.
ليلة الانتخاب مهمة جداً، فلا تتخذ قراراً عشوائياً، أو توافق على إملائات أحد، فكر بالمرشح جيداً، فهو خطوة من خطوات النهوض بالبلد، حتى وإن لم يكن بالمستوى المطلوب، فهو يحتفظ بمقعد لمرشح آخر قد ينهض من صميم اليأس، ويحقق آمال وتطلعات الشعب.