23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

ليكن يوم 24 تموز من كل عام ذكرى مجزرة ليلة القدر

ليكن يوم 24 تموز من كل عام ذكرى مجزرة ليلة القدر

في وقت مبكر من صبيحة يوم الخميس 24 تموز 2014 المصادف السادس والعشرين من رمضان الكريم 1435 خرجت من معسكر التاجي شمال بغداد حافلة تقل عدداً من الاشخاص الموقوفين الملقى القبض عليهم من قبل السلطات الامنية بتهم مختلفة متجهة الى جهة مجهولة لم يكشف عنها , وبعد ان غادرت الحافلة بركابها المعسكر باتجاه بغداد انفجرت عبوة صغيرة على الطريق فاضطرت الحافلة الى التوقف , في هذه اللحظة هجم عدد من الافراد المسلحين ببنادق كلاشينكوف على الحافلة وفتحوا النار بكثافة على الركاب من دون تمييز ثم غادروا المكان بعد ان تأكدوا من مقتل جميع من كانوا في الحافلة من الموقوفين من دون ان يعترضهم احد .
كانت الحصيلة الاولية للمجزرة مقتل اكثر من 60 شخصاً كلهم من الموقوفين وليس بينهم احد من الشرطة او الحراس , ثم قيل ان عدد من الشرطة جرحوا.
اين كان هؤلاء الذين تم حشرهم في الحافلة ؟ والى اين كانت وجهتهم؟ من الذي امر بنقلهم بالحافلة فجراً من داخل المعسكر وتم وضعهم على الطرق العام ؟ كيف وصل الى العصابة خبر تنقل الحافلة بحمولتها البشرية من معسكر التاجي على طريق بغداد العام ؟ كيف تم التمييز بين الحرس والمعتقلين بحيث لم يقتل اي شرطي ؟ لماذا وقع الاختيار على يوم الخميس وهو نهاية الاسبوع لنقل هذا العدد من الموقوفين من مكان الى آخر ؟
هكذا انتهت اخبار هذه المجزرة وسجل الحادث ضد مجهول , كما حدث في مجزرة سجن تلعفر وبهرز والحلة وراوة وغيرها , وطويت صفحاتها ولم يعلن حتى عن العدد الحقيقي لكل مجزرة وظلت نتائج التحقيق _ ان حصل _ مجهولة تماماً مثلما حدث منذ اكثر من عشر سنين عندما بدأت مجزرة العلماء والاكاديميين والاطباء والمثقفين التي ما زالت مستمرة حتى الآن .
ذكرت منظمة هيومان رايت وتش وهي منظمة دولية مهمتها متابعة خروقات حقوق الانسان حول العالم ان ( الحكومة العراقية قتلت اكثر من 255 موقوفاً ومعتقلاً من المسلمين السنة للفترة من 9 لغاية 21 حزيران الماضي اي خلال 13 يوماً فقط , ووصفت هذا العمل بانه
مذبحة وطالبت باجراء تحقيق دولي , وقد رد ناطق حكومي على تصريح المنظمة قائلاً ( ان هذه المنظمة تعمل على التفريق بين السنة والشيعة )… الى اي مدى يمكن ان يصل السفه الحكومي ؟
ان قتل الموقوفين والمعتقلين بالمداهمات العشوائية التي يدعو لها رئيس الوزراء ليست جرائم عادية , بل هي جرائم منظمة مخطط لها مسبقاً وتم تهيئة وسائل تنفيذها ونجاحها بدقة , فلو نظرنا الى الجريمة التي نحن بصددها لجلب انتباهنا أنها نفذت يوم الاجتماع المثير للجدل لمجلس النواب لاختيار رئيس للجمهورية والذي ترشح له اكثر من مئة مرشح , من هب ودب ومعهم من هبت ودبت , علماً انه مخصص للمكون الكردي الذي عجز عن اختيار مرشح واحد فانكشف تشرذمه , وبينما كانت انظار الناس من كرد وعرب متجهة الى البرلمان الذي يتحول الى سركس عندما يجتمع لاتخاذ قرار مهم وتتحول المناقشات فيه الى مسلسلة كوميدية تافهة وقعت الجريمة وقتل اكثر من 60 شاب عراقي بدم بارد .
هذه دعوة مخلصة لكل عراقي وطني شريف و غيور لتسجيل تاريخ يوم ( الخميس 24 تموز 2014 المصادف 26 رمضان 1435) يوم ام المجازر في ليلة القدر , لغرض إحياء ذكراها سنوياً تخليداً للشهداء الذين قتلتهم الميليشيات الحكومية بدم بارد بعلم الحكومة.
يجب ان لا يمر هذا اليوم سدى , كما مر يوم اغتصاب وحرق ( شهيدة الطفولة العالمية عبير الجنابي ) وعائلتها , فاصبحت هذه الجريمة النكراء التي يندى لها جبين الانسانية نسياً منسياً لاسباب معروفة .
تباً لكم يا من لطختم اياديكم النجسة بدم الشهداء الطاهر في ليلة القدر …. من هم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لهم قلوب لا يفقهون بها
ولهم أعين لا يبصرون بها
ولهم آذان لا يسمعون بها
أولئك كالانعام بل هم أضل
أولئك هم الغافلون ( صدق الله العظيم )( الاعراف )
هذه هي مصيبتنا ….