20 مايو، 2024 1:27 م
Search
Close this search box.

ليكن محافظ ميسان هو القدوة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد أن كدنا نيأس من أن نجد مسؤولا ً حكوميا ً نظيف اليد , لا يسرق المال العام ولا يرتشِ ولم يستغّل منصبه في صفقات ٍ مشبوهة ٍ , كالمعجزة يظهر على سطح كوكبنا العراقي الزاخر بالمفاجئات رجل من جنوب العراق , من محافظة ميسان تحديدا ً
أسمه (علي دواي لازم) وهو للمفارقة محافظ العمارة , تلك المدينة التي حينما تـُذكر يُذكر معها الفقر والتخلف وهما من بقايا مخلفات الإقطاع والإهمال المتعمد لحكومات العهد البائد . ميسان التي كانت حتى وقت ٍ قريب ٍ غارقة ً في الإهمال والرثاثة وسوء الخدمات , باتت تنافس مدن العالم المتحضر بنوعية خدماتها وبسيرها الحثيث في البناء والتقدم  . محافظ ميسان أعاد لنا ثقتنا بأن الفضيلة باقية والقيم النبيلة لم تختف بعد . هذا الرجل حاز على إعجاب وتقدير جريدة لوس أنجلس تايمز الأمريكية حتى رشحته كأفضل شخصية حكومية في الشرق الأوسط لعام 2012 . لا يملك الرجل حلولا ً سحرية ولم يجترح معجزة ً تـُذكر , كل مافعله في مجال عمله أنه كان مجدا ً نشيطا ً طيبا ً وبسيطا ً , كان بالأحرى كثير الدماثة والتواضع حد أنه كان يشارك عمال البناء وكناسي الشوارع أعمالهم ولا يخجل من حمل المكنسة وأرتداء بدلة العامل البسيط فقد خرج عن المألوف من نمط عيش المسؤولين وبيروقراطيتهم وإعتيادهم حياة الدعة والجلوس خلف كراسيهم الوثيرة . يقال بأن الكهرباء في مدينة العمارة لم تعرف الإنقطاع لشهور ٍ عديدة في الوقت الذي لم تعرف العاصمة بغداد مثل هذا الترف . العراقيون الآن يتمنون أن يتولى محافظ ميسان رئاسة الوزراء لينعموا على يديه بما حرموا منه منذ زمن ٍ طويل . لدينا الآن مثل باقي الشعوب الأخرى مسؤولا ً نفخر به وحكومة ً محلية نعتز بما تقدم من خدمات لمواطنيها وكأننا في حلم تحقق فقد يثمر الشجر في الأرض البور . صرنا نعرف الآن بأن المسؤولين ليسوا كلهم على سوية ٍ واحدة , فإن منهم النزيه والعفيف وطاهر اليد بعد أن إعتادت أعيننا رؤية اللص والمرتشي والفاسد من إولئك المتجهمي الوجوه , زعماء وقادة مرحلة ما بعد سقوط الصنم الذين حاولوا إيهامنا بأنهم رسل التغيير بعد أن أرتدوا جلباب الدين برمزيته العالية ومارسوا طقوس العبادة ولو رياء ً أمامنا نحن الغفل ممن إنطلت علينا اللعبة حين تحدى أكثرنا الإرهاب وخرج ليلوث أصبعه باللون البنفسجي وليمنح صوته لسياسين لصوص فاسدين ومزورين لطخوا أحلامنا بالوحل وسامونا سوء العذاب .
تحية من القلب لمحافظ ميسان السيد علي دواي لازم على جهوده الحثيثة في تقديم الخدمات لأهلنا في ميسان وفي محاولاته تحسين واقع المدينة وتطويرها لتكون قدوة ً لباقي محافظات القطر .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب