كم عظيم هو شاعر العراق الرصافي الذي يغرد بالحكمة عن تجربة بكلمات تتقبلها العقول والنفوس ، إذ يقول …. نظرنا بأمر الحاضرين فرابنا … فكيف بأمر الغابرين نصدق ….. ونحن في العراق في حاضرنا ننظر الى أمور ومواقف فنجدها مريبة ، وليت الأمر يتوقف على هذا ، وإنما نحن نتأكد ونتوثق من تزييف الحقائق وقلبها ، ومع هذا نصدق التأريخ المزيف ، والواقع المزيف ، وكأننا مغيبون ، أو كأن العقول قد فارقتنا ، رغم إنكشاف الواقع لنا سواء عن طريق المصلحين والعباقرة ممن يحقق في التأريخ أو يشخص الوقائع لنا بصورة سليمة ، أو من خلال إنكشاف الزيف عن طريق التجربة والواقع المعاش ، وإن أحدث صورة نشاهدها هذه الأيام في تزييف التأريخ والأحداث والوقائع هو ما جرى من دفن سارق أموال الشعب والعميل لدول الغرب والصهيونية العالمية والسياسي المخادع الباحث عن السلطة المدعو أحمد الجلبي في بغداد في مرقد الإمامين الكاظمين ( عليهما السلام ) وبموافقة من مرجعية النجف ، وبهذا يشرعن ويزوق الفاسد والسارق ليصبح شخصية مقدسة يزورها بعد حين من الدهر الجهال والحمقى ، وما هذا الإصرار الغريب على دفن هذا الفاسد قرب الأجساد الشريفة إلا من أجل تدمير وتخريب مذهب أهل البيت من خلال ترميز السراق والعملاء والقتلة ليكونوا هم الأسوة الحسنة بدلاً من شخصيات الإسلام الحقيقي الذي أنزله الله تعالى ودعى له الرسول الكريم
( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، والصحابة الكرام ، وكما تم تزوير الكثير من الرموز السياسية والدينية في تأريخنا ، ومنها على سبيل المثال شخصية المختار حيث تم ترميزه وأصبح شخصية مقدسة وخطاً أحمر وشيد له مزاراً يزوره الناس بعد أن كان السلف يبتعدون عن زيارته بأعتباره إنساناً إنتهازياً لا يملك المبادىء والأخلاق وقد خذل الحق وإمام الحق الحسين الشهيد ( عليه السلام ) ، وهكذا كانت المرجعية في النجف شاهد زور على تزييف التأريخ ، بل أكثر من ذلك هي من تعطي الغطاء الشرعي لتزييف الحقائق ، وسوف يأتي في يوم من الأيام من يقول بقدسية الإمام الراحل أحمد الجلبي ، ويحتج ويناقش بموافقة المرج
عية على دفنه في مرقد الإمامين الكاظمين ( عليهما السلام ) ، وكل من يعترض في حينها على قدسية أحمد الجلبي سيكون وهابياً وتكفيرياً ومعادياً للمذهب الشريف . فلنفهم أيها الناس هكذا تسير الأمور ، وهكذا تصنع الرموز في تأريخنا ، وهذا شاهد أمام أنظارنا ، فليكن لنا موقفاً واضحاً ، ولنرفض هذا العمل القبيح حتى لو باركته مرجعية النجف لكي لا نساهم في التزييف ، ولا نتوقع من مرجعية بهذا المستوى أن تناصرنا ، أو تجد الحلول لمشاكلنا لأنها هي سبب مأساتنا ، وقد أنصف المرجع السيد الصرخي عندما وصفها ( مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التأريخ الحاضر والماضي والمستقبل ، وربما لا يظهر أسوأ منها الى يوم الدين ).