18 ديسمبر، 2024 9:53 م

ليفترض إنهم يختلقون الأشياء ويصدقونها

ليفترض إنهم يختلقون الأشياء ويصدقونها

إن سيناريو خيالي قد يرسم عن الضربة الصاروخية الغربية لسوريا ” العدوان الثلاثي” كما يسمونه بقايا “القومجية”

في “الوطن العربي”. وليطلق العنان لتصورات ” الثورجية” التي قد يتهمها البعض وفق نظرية المؤامرة تارة، ولاحلام نضالية تراود أبناءاً من الأمة العربية لما يقارب قرن مضى، تارة أخرى. سوريا شاء من شاء أم أبي من أبى، آخر معقل لحلم القومية العربية. حلم الدولة العربية الموحدة ، بقايا لما يسمى ” الجمهورية العربية المتحدة”. في لحظة ما، وعند النظر الى الخريطة الجيبولوتيكية لمنطقة الشرق الأوسط، بتمعن تجد إن المستهدف، لبناء المشروع الغربي لشرق أوسط جديد، والعائق أمام هذا التصور، هما؛ سوريا والعراق. ففي العراق، وكما أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن، من على حاملة طائراته، إن المهمة إنتهت. وتبقى مهمة في سوريا غير منتهية. هي، المعقدة، والمتشابكة، والمتسربلة في جميع الإتجاهات، والمتداخلة فيها جميع القوى، والدول، والمنظمات الدولية، الحكومية، وغيرالحكومية. وحتى وصل الأمر لكل مزايد أن تكون له حصة في هذا البلد، وعج فيه هوس السلاح من سكين المطبخ الى الكيمياوي. والقصة، السيناريو الخيالي، التي يحاولون ترويجها، هي، أصل قضية السلاح الكيمياوي؟

ما يثير الإنتباه، يكمن، في

توقيتات تسليط الضوء على هذه الواقعة، المتزامنة مع تسارع العملية العسكرية والسياسية السورية، التي نجحت بشكل باهر في إخراج آلاف المسلّحين والمدنيين من الغوطة الشرقية في وقت قياسي، وتخلصت عبرها سوريا من نزيف.

دامي في خاصرتها، ويقض مضاجعها إيلاماً، وتمزقاً، في تهديد جدي وخطير لدمشق، وضواحيها في وجه الخصوص، وتهديد مماثل على مجمل الوجود السوري. فعلى وقع تقارير وكالات أنباء دولية، تؤكد أن عملية عسكرية نوعية قادت فرقة “نخبوية” سورية إلى الإطباق على فريق استخباري بريطاني متكامل، رجّحت أن تكون تمّت في بلدة كفربطنا، أعقبت أياماً قليلة على أسر أحد المستشارين العسكريين البريطانيين في بلدة النشابية في الغوطة الشرقية. وهذا هو الخيط الذي مسكه السوريين “رأس الشليلة” كما يعبر عنه بالعراقي. أعقبه بعد ذلك،

تقارير مسربة، من أن لندن توسّطت لدى موسكو، عبر سلطنة عُمان، للإفراج عن أسراها، إلا أن الردّ الروسي اكتفى بتأكيد أن أمر هؤلاء يعود حصراً إلى القيادة العسكرية السورية. ولم تغفل التقارير تأكيد أسر ضابط أميركي و”إسرائيليّين” اثنين في معارك الغوطة الشرقية، لافتة إلى أن هذا الأمر قد يكون من الدوافع الرئيسية التي قادت وزير الدفاع الأميركي “جيمس ماتيس” في الذهاب إلى السلطنة ” محرك المهمات السرية الصعبة !!”.

ولأن البعض من بقايا ما يسمى “بالوطنيين” أو “القوميين” يحلمون كثيراً، هول هذا الأمر، وخطط لما حصل عليه السوريون من هذه الخبطة من معلومات، وتورطات، وبلاء أسود، يسخم وجه كل من تورط في هذه العملية القذرة التي حيكت وما تزال على أرض الشام، لإركاع سوريا، وجعلها نسخة ثانية، شبيهة للعراق، ليعلن بعدها ترامب، هو الأخر، إنتهاء المهمة. ولما لم يسفر الأمر عن شيء، لدسامة ما لدى السوريين، ولرصانة إرضيتهم، وصلابة موقفهم، ولإنتصاراتهم السريعة الباهرة، تم رسم هذا المخطط، المضحك، تحت عنوان “ضربة كيمياوية في دوما” ولأن الكثيرين يحبون ما تبقى لديهم، وهي آخر قلعة من قلاعهم ” سوريا” وأقصد بهؤلاء ” القومجية “فقد إختلقوا، وصدقوا، هذا السيناريو الإستخباري الخيالي ” الإفتراضي”!! وليكن التخيل كذلك.