18 ديسمبر، 2024 11:55 م

ليعود وجه العراق مشرقا

ليعود وجه العراق مشرقا

إستمرار التظاهرات الغاضبة للشعب العراقي وعدم تمکن السلطات العراقية ومن ورائها الاحزاب والفصائل التابعة لإيران بل وإيران نفسها من قمعها إخمادها والالتفاف عليها، أعطت إنطباعا عن حقيقتين مهمتين؛ أولهما ضخامة الاحتجاجات وثانيهما الإصرار والحزم والعزم لدى المتظاهرين وعدم الاستعداد للتوقف حتى تحقيق المطالب المشروعة لهم.
إضطرار الکثير من الاوساط العراقية التي کانت للأمس متحفظة بل وحتى حانقة على هذه الانتفاضة، الاعتراف بها، يٶکد بأنها إنتفاضة من طابع خاص حيث إن الشعب العراقي وبعد أن طفح به الکيل ووصل السيل الزبى، لم يجد من طريق أمامه سوى أن يرفع صوته عاليا ويقف بوجه الفاسدين وسراق الشعب وعملاء إيران الذي جعلوا من العراق ساحة خلفية للنظام الايراني المکروه ليس إقليميا وعربيا وإسلاميا ودوليا وإنما حتى من جانبه الشعب الايراني الذي يناضل الان بکل قوته من أجل إسقاطه.
الشعب العراقي وهو ينهض ويرفع صوته عاليا ويقف کالطود الشامخ ضد عملية سياسية هزيلة صارت مجرد ألعوبة بيد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبيد وجوه سياسية مکررة صار الفساد والسرقة والنهب وإنتهاك سيادة العراق وإستقلاله الوطني من أهم معالم حکمهم، الشعب العراقي لم يعد بحاجة الى هذه الوجوه الفاسدة وغير الجديرة بحکمه وانما يريدأن يستلم زمام أمور رجال وطنيون تربوا على حب العراق والاخلاص له وليس أن يکونوا عملاءا ورجالا للنظام الايراني ويجعلوا من مصالح هذا النظام فوق کل إعتبار.
الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يشعران بفرحة وغبطة ليس لها من حدود وهم يرون الشعب العراقي الشجاع ينتفض بوجه حکامه العملاء وبوجه دور ونفوذ النظام الايراني الذي أرهق کاهل الشعب العراقي وجعله يعاني من کومة کبيرة من المشاکل والازمات تماما کما فعل مع الشعب الايراني، وإن قطع منافذ التنفس عن رئة النظام الايراني وجعل الدائرة أضيق عليه ولاسيما بغلق الساحة العراقية بوجهه، سوف يکون من شأنه أن يضع النظام في وضع صعب جدا ويجعله يفقد واحدا من أهم أوراق لعبه ومساومته مع البلدان الغربية، فالعراق والشعب العراقي ليسا أبدا ورقة بيد هکذا نظام متورط في الکثير من الجرائم والانتهاکات بحق شعبه وشعوب المنطقة والعالم، وإن دعوة المرجع الشيعي الاعلى في العراق، آية الله علي السيستاني إلى تغيير طريقة التظاهرات السلمية لفرض إرادتهم على المسؤولين، مضيفا: “عندئذ سيكون للمشهد وجه آخر نندم عليه قبل فوات الأوان”، هي في الحقيقة إعتراف متأخر من جانبه بواقع مايجري، والذي يهدف الى إعادة الوجه المشرق للعراق وإنهاء هذه الحقبة السوداء البائسة الى الابد.