لم يعد خافيا على أحد أن مجموع المبالغ المسروقة والممختلسة تقدر باكثر من تريليون و200 مليار دولار ، وقد تم الاستحواذ عليها بطرق ملتوية منها ما نهب بموجب تشريع ومنها على شكل نقود ومنها ما تم الحصول عليه عن طريق ماسمي بالكومشن أو عن طريق الدرجات والوظائف الوهمية أو عن طريق لجان فتح العروض أو لجان المشتريات أو ما تم الحصول عليه من إيرادات أخرى عن طريق اللجان الاقتصادية ، كما وان المليارات الأخرى تم مصادرتها عن طريق الاستغلال البشع لعقارات الدولة وممتلكات الدولة الأخرى ، بالمختصر وحوش انطلقت على فريسة ، وكان ضحية كل ذلك المواطن العادي ، حيث ارتفعت مناسيب الفقر وازدادت الأمية وعم الجهل واستفحلت الأمراض الخطيرة وتركزت واستقرت الأمراض المتوطنة وقد كان لكل كابينة حكومية نسبتها من هذا الفساد وظل الوزير أو الكادر الحزبي المتقدم يحصل على التقاعد والمكافأة وهو لم يقدم ساعة عمل للدولة أو دوائرها البائسة. وتكونت نتيجة لسرقة المال العام شريحة اجتماعية كانت في السابق فقيرة معدمة قسم منها كان يعتاش على موائد دول المنافي والقسم الآخر تابع لمخابرات أجنبية وثالث كان يعمل في مهن بسيطة عادية ، واستقرت هذه الشريحة في مناطق بغداد الراقية متنكرة لاصولها وجذورها الشعبية.
أن ما حصل في العراق لم يكن ليحصل في أي بلد في العالم لولا ضعاف النفوس وهم كثر ومنتشرين بيننا ، الفاسد لم يأت من السماء ،بل وجد قدوة فاسدة تشجع على الفساد فافسد وهو موظف فارتشى وهو عسكري فسرق وهو يدعي التدين او منتم لحزب ديني فنهب و ، و ،و والنتيجة بلد منهوب وجمع يسلب نفسه .
ليعلم الكل الفاسد أن لكل شئ نهاية ونهاية الفاسدين على الابواب ولا زالت الدائرة تضيق حول أعناقهم ، وان يوم الحساب لا بد من أن يأتي ولاتها لا ينفع الندم ، فعلى كل من سرق المال العام إعادة المسروق ، ولو هذا حلم ، ولكن لثورة تشرين امتدادات ستطيح يوما بكل من مد يده على أموال الفقراء ، ولا دخيل فيهم إلا وقد غره الثراء…..