17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

ليس هناك مايغير الاوضاع في إيران لصالح النظام

ليس هناك مايغير الاوضاع في إيران لصالح النظام

بعد مرور أربعة عقود بالتمام والکمال على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد ماقد طرأ من تغيير إنکماشي غير عادي على هذا النظام والذي قام المرشد الاعلى للنظام من خلاله بتنصيب ثلاثة من أکثر الذين يخضعون له ويمتثلون لأوامره على رأس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فإنه ليس هناك مايدعو للإطمئنان على سلامة الطريق والدرب الذي تسير فيه خصوصا بعد أن تراکمت المشاکل والازمات بسبب السياسات المشبوهة على مختلف الاصعدة والتي أوصلت هذا النظام الى حافة الهاوية، فکل الاوضاع والامور تبعث على القلق والتوجس والخوف، وإن ماقد قام به خامنئي من تغييرات إنما هي أساسا من أجل مواجهة الاحداث والتطورات الداخلية والخارجية والتي کلها تسير بسياق واضح ضد النظام.
مراهنة النظام الايراني على سياسة تعتمد على قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته الى جانب تصدير التطرف الديني والارهاب لدول المنطقة و المضي قدما في البرامج التسليحية وتقوية الاجهزة الامنية و منحها صلاحيات واسعة وإطلاق يد قادة الحرس الثوري و جعلهم يمسکون بتلابيب الوضع الاقتصادي في البلاد، تسبب في دفع البلد الى مفترق خطير لايحسد عليه أبدا، لکن هذه المراهنة قد صارت وبالا على النظام وهي التي أجبرته على إنهاء لعبة الاعتدال والاصلاح والکشف عن الوجه القمعي الاستبدادي له.
الملفت للنظر إن طريقة واسلوب معالجة المشاکل من قبل القادة والمسٶولين الايرانيين تقوم على أساس معالجة المشکلة بخلق مشکلة أخرى أو التمسك باسلوب الهروب للأمام، بمعنى إنه وبدلا من حل المشاکل يتم إضافة مشاکل أخرى إليها، وهذا مايجعل الاوضاع أصعب ويدل بوضوح إستحالة تمکن النظام من معالجة الاوضاع المزرية وهو مايٶکد وجهة نظر المقاومة الايرانية التي دأبت على طرحها بصورة مستمرة و التي تشدد على عدم إمکانية إيجاد الحلول المناسبة للمشاکل والازمات العميقة في البلاد في ضوء إستمرار النظام في الحکم.
اليوم، وبعد ماقد آلت إليه الامور في النظام الايراني خلال بدايات عهد الرئيس الجديد والمطب الذي وقع فيه التفاوض الدولي مع هذا النظام بشأن برنامجه النووي في فيينا، فإن کل الدلائل والمٶشرات تشير الى إن الامور قد وصلت في طهران الى طريق مسدود وإن الاوضاع في إيران باتت تسير نحو المزيد والمزيد من التأزم والتعقيد وستکون حالة اللاحل هي السائدة طالما بقيت الاساليب و الطرق المتبعة في معالجة الازمات والمشاکل هي ذاتها المتبعة منذ 42 عاما ولم تساهم إلا في خلق و يجاد المزيد من المشاکل والازمات.
وصول الاوضاع في إيران الى طريق مسدود ومايعني ذلك من من کارثة بالنسبة للشعب الايراني، يطرح مجددا خيار التغيير الجذري في النظام السياسي القائم في طهران والذي دعت وتدعو إليه المقاومة الايرانية وبشکل خاص خلال الاعوام الاخيرة بشکل ملفت للنظر وأکدت عليه کخيار أساسي وحيد لحل کافة المشاکل والازمات التي تعصف بإيران.

أحدث المقالات