لايجد الشعب الايراني سببا معقولا يدعوه للثقة بتأکيدات قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص تحسين الاوضاع ومواجهة العقوبات والضغوط الدولية ضدهم لأنه لايوجد على أرض الواقع مايمکن أن يدعم ويسند هذه التأکيدات بل أن الامور والمٶشرات کلها ضدهم.
القادة والمسٶولون الايرانيون وفي مقدمتهم المرشد الاعلى للنظام، عندما يطلقون تصريحاتهم المعادية ضد الامريکيين والاوربيين، فإن هناك ثمة جملة يحرصون على ترديدها بإستمرار وهي دعوة الشعب الايراني کي يقاوم المخططات والمٶامرات الخارجية، وهذا يعني بأن على الشعب أن لاينتظر أبدا أية مساعدة من جانب النظام بل إن عليه أن يشد الاحزمة على البطون ويعتمد على نفسه أکثر مما يعتمد على النظام.
السيول المدمرة وهي تجتاح 28 محافظة إيرانية فيما يقف النظام الايراني في موقف أقل مايقال عنه”مخجل”، رافقتها موقف من جانب البلدان الاوربية التي يعول عليها هذا النظام لمساعدته من أجل الخروج من محنته الحالية، إذ أعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن القلق من أن يكون نشاط إيران الصاروخي الباليستي الأحدث جزءا من اتجاه لتطوير صواريخ قادرة على حمل سلاح نووي. وقال سفراء الدول الأعضاء الثلاث في مجلس الأمن الدولي في خطاب إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريس اليوم الثلاثاء إن أحدث عمليات عرض وإطلاق صواريخ باليستية إيرانية لها تأثير مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط ويزيد من التوترات الموجودة. وهذا مايعني بأن الضغوط الاوربية ستشهد تصعيدا ولاسيما وإن هذه الدول أکدت بأن أنشطة إيران “لا تتسق” مع القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الذي يدعوها لعدم تنفيذ أي تحرك يتضمن صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية. ولذلك فإن القضية جدية وليست مجرد جعجعة أو ذر الرماد في الاعين أو مجرد زوبعة في فنجان کما يفعل النظام.
النظام الايراني الذي لم يبق له في الافاق سوى العراق الخاضع لنفوذه بسبب السياسات الامريکية الغبية التي أطلقت العنان لهذا النظام کي يسرح ويمرح في هذا البلد دونما رادع أو وازع، ومع إنه عقد صفقات”خيالية” إبتز فيها الحکومة العراقية بوضوح ولکن لايمکن ذلك أن يشفع له في خضم الضغوط الدولية المتزايدة عليه وفي خضم المواجهة التي دخلها مع الامريکيين الى جانب أوضاعه الداخلية القلقة جدا وتصاعد المعارضة الشعبية ضد النظام والتي تقودها منظمة مجاهدي خلق وباتت تحظى بمساندة ودعم دولي، علما بأن هناك في العراق أيضا إتجاها يسعى للوقوف بوجه تلك الاتفاقيات المجحفة التي وقعها رئيس الوزراء العراقي مع رئيس النظام الايراني، ولذلك فإن ليس هناك مايمکن أن يبعث حلى الطمأنينة في إيران وإنما العکس من ذلك تماما.