18 ديسمبر، 2024 8:04 م

مع الاستعدادات الجارية من أجل إجراء محادثات بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع القوى العالمية في فيينا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذا النظام قد عاد إلى زيادة مخزونه من اليورانيوم العالي التخصيب. وهذا الاعلان تزامن مع تحذير المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، الجمعة، من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي، بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل استئناف المحادثات هذا الشهر. وهذا مايدل على إن الموقف يتجه بسياق لايمکن الاطمئنان له.
مالي الذي أضاف في منتدى حوار المنامة المنعقد في البحرين: “إذا استمرت إيران في هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته، سيكون من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب” التي حققها الاتفاق. أضاف أيضا وفي إشارة ذات مغزى الى إنعکاسات المساعي السرية الحثيثة للنظام الايراني على صعيد برنامجه النووي من أن:” تقدم إيران يشيع قلقا في أنحاء المنطقة، وهذا ما يجعل الوقت يمر أسرع ويجعلنا جميعا نقول إن الوقت ينفد للعودة إلى الاتفاق النووي”، وهذا الکلام يعني بأن ماقام ويقوم به النظام الايراني لايمکن إعتباره مجرد شك أو توجس بل إنه حقيقة ماثلة ويجب التصدي لها ومعاملتها بما يجب قبل أن يفوت الاوان.
التحذير من النوايا المشبوهة للنظام الايراني بشأن برنامجه النووي والمطالبة بتحرك دولي من أجل التصدي له وإيقافه عند حده وعدم الثقة به وبنواياه، هو ماقد دأبت عليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي وشددت عليه مرارا وتکرارا ولاسيما تصريحها الاخير الذي قالت فيه إن”النظام الايراني مع إتفاق أو بدون إتفاق سوف يسعى لإنتاج الاسلحة الذرية” ومن دون شك فإن المبعوث الامريکي لإيران، عندما إستطرد في منتدى حوار المنامة وأکد قائلا: “أريد أن أكون واضحا، لأنه لا غموض بشأن ما يبدو أنهم يفعلونه الآن (إيران)، وهو إبطاء المحادثات النووية وتسريع التقدم في برنامجهم النووي” فإن کلامه هذا لايختلف قيد أنملة عن ماکانت قد حذرت وتحذر منه السيدة رجوي بشأ‌ن النوايا المشبوهة لهذا النظام بشأن مساعيه السرية من أجل إنتاج الاسلحة الذرية.
الحقيقة التي يجب على المجتمع الدولي تقبلها والتعامل في ضوئها مع النظام الايراني، هي إن هذا النظام لايمکن أن يتخلى عن نواياه المشبوهة من أجل الحصول على الاسلحة النووية بالطرق والاساليب المعمول بها حاليا وإنما يجب إجراء تغيير جذري على ذلك وإعتماد سياسة تتسم بالحزم والصرامة ولاتترك أي مجال لهذا النظام بممارسة اللعب والخداع والمناورة والمراوغة.