18 ديسمبر، 2024 10:16 م

ليس لنا الا ان نتوحد

ليس لنا الا ان نتوحد

عند احتلال العراق ,  لم تكن هناك اي خطة موضوعة لملء الفراغ الذي احدثه غياب الدعامة الاساسية والقوة الدفاعية المتمثلة بالجيش والاجهزة الامنية كافة بالشكل الذي يحصن البلد ويدرأ الاخطار المتكالبة عليه من جميع الجهات ..فلم تتبع المهنية والتكنيك في انشاء المؤسسات العسكرية , بل اتبعت سياسة المحاصصة في بناء تلك المؤسسات فعاثت فسادا في تركيبها ليصبح الولاء الطائفي والتحزبي  هو السائد والذي انعكس بدوره سلبيا على الوضع الامني في بعض المحافظات بصورة خاصة والعراق بصورة عامة.

 

ولما لهذا الوهن من اهمية بالغة في زعزعة اللحمة العراقية وتدمير هيكليتها فقد انتهزت الجماعات الارهابية هذا الشرخ واخذت تسعى لتمزيق النسيج الوطني عن طريق تثبيت اقدامها في اكبر المحافظات العراقية والسيطرة واﻻجرام بحق اهلها وعقائدها الدينية ومواقعها التراثية والحضارية، متمثلة بتنظيم داعش التكفيري مما ادى الى نزوح العديد من العوائل وتشريدها من اراضيها هربا من الانتهاكات التي استخدمها ضد الاهالي هناك.

 

ولكي نكون منصفين.. فهناك مساع من قبل بعض الشخصيات السياسية البرلمانية لإنقاذ العراق من حافة الانهيار والاخذ بيده عن طريق عقد الاتفاقيات مع الولايات المتحدة لتسليح العشائر بالأسلحة التي توازي الامكانيات المستخدمة من قبل الارهاب , مقارنة بأسلحتهم البسيطة وكذلك تدريب المقاتلين العراقيين لإكسابهم المهارات القتالية وتدريبهم على الوسائل الدفاعية الحديثة لمساندة اخوانهم من قوات  والجيش والشرطة وتكون يدا واحدة مع الحشد الشعبي لتتبلور القوة الضاربة ضد شتى انواع الارهاب حيث لا ينقص هذه القوة سوى السلاح النوعي والذي يليق بمستواها الفكري والمعنوي.

 

فالجيش عقيدة ومعرفة وفطنة وهذا ما ارتأيناه في شخص الجندي العراقي التي اثبت بطولاته وانه الاشد تمسكا برسالته وثوابته , والاكثر استعدادا للتضحية في سبيل وحدة ارضه وعراقتها عبر التاريخ القريب والبعيد , فالتغلب على تنظيم داعش لن يكون بدون التعاون الدولي والتنسيق الامني الكامل من قبل الحكومة بعد ترسيخ الوحدة وتوحيد الصف ونبذ كل الخﻻفات.   

 

لذا ندعو ابناء الشعب العراقي من والعشائر الغيورة وقوات الحشد العبي الى الوقوف صفا واحدا مع اخوانهم في  الجيش والشرطة بغض النظر عن بعض العناصر الغير منضبطة والتي اندست في صفوف الحشد الشعبي بغية السلب والنهب وتشويه اهداف هذه المجاميع الوطنية الاصيلة ازاء الموقف الجهادي الموحد.

 

 

فالتلاحم الوطني المشترك ما هو الا ضربة قاصمة لكسر طوق النعرة الطائفية ومزج الدم العراقي في وريد واحد ينبض حب الوطن والتضحية في سبيله ليتسنى لهم تطهير الاراضي المنتهكة بأسرع وقت ممكن واعادة الاهالي الى ديارهم ودعمهم واشراكهم في هذه العملية السياسية سعيا لإرساء قواعد الديمقراطية والعدالة والحرية ولتحقيق السلام والامان في كافة ارجاء البلاد.