كان يا ما كان في قديم الزمان , ومنذ أكثر من مائه وعشرين عام , كانت هناك قبلة للمسلمين تهان , وشعبٌ يسبى ويساق الى دول يختزلها السلطان ,لينزف دما” وهو يحلم بأنصاف الحلول من قادة الدول العربية .. الذين جفت ضمائرهم وغيرتهم لبيت المقدس أولى القبلتين.. فهم سامعين طائعين مطأطئ الرؤوس للأستكبار العالمي .. أسودا” مفترسة لشعوبهم , لم يشفع للشعب الفلسطيني .. المشتركات التي تجمعه مع محيطة العربي ,كالدين , والقومية , واللغة , والخارطة , بحَ الصوت لشعب سلاحه الحجارة لينادي.. وامعتصماه دون جدوى .
فبعد أربعة أشهر من أنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الأمام الخميني (قدس) ..ظهرت مواقف تستحق أن نقف عندها لا لصفويتنا بل لقناعتنا .. بكل أرض كربلاء وكل يوم عاشورا .. فالموقف الأول هو تسمية يوم القدس العالمي على أخر جمعة من شهر رمضان لكل عام , أنها دعوة الضمير الى الضمير .. في وقت أصبح فيه الضمير بلا ضمير .. فالرؤوس تقطع , والأكباد تمزق , والقلوب تلتهم ..بشعار لا اله الا الله ! اما الموقف الثاني .. فهو تخصيص السفارة الصهيونية في طهران الى الدولة الفلسطينية , ليرفع علم فلسطين عاليا” بعد حرق العلم الصهيوني الذي أعيدت له الحياة ليرفرف في قطر والأردن ومصر التي لا تسمح بمرور المساعدات الإنسانية من معبر رفح .. وأهلنا في غزة تقتل على يد الكيان الغاصب , اما الموقف الثالث فهو الدعم المادي والمعنوي والأسلحة لجميع الفصائل المسلحة التي تقاوم العدو الصهيوني مبدأ لا مهادنة فيه حتى لو غض الطرف عن البرنامج النووي ,اما الموقف الرابع فهو الدعم الذي يناله الأحرار في حزب الله.. ليكونوا كالطود الشامخ في ساحات الوغى ليحقق السيد نصر الله ..نصرا “عربيا” بأموال وسلاحا” غير عربي ؟! , فالإجماع العربي والدولي اليوم بدعم المعارضة السورية هو ليس خدمة للشعب السوري .. وإنما خدمة للكيان الغاصب .. وتقديم حزب الله كهدية مجانية للعدو الصهيوني .. متناسين أرادة الله التي مكنت حزب الله وهو يسطر أروع الملاحم البطولية والفدائية.. ليندهش العالم المادي بذلك , فالدعم اللوجستي , والمعنوي , والمادي , والفتاوى التكفيرية والجهادية كجهاد المناكحة .. تهب من ذيول الكيان الغاصب المتمثلة في السعودية وقطر وتركيا الى قوى الإرهاب في العراق وسوريا والبحرين ولبنان لغرض لي الاذرع للقوى المعرقلة للمشروع اليهودي الكبير .. المتمثل بإقامة دولة اليهود الكبرى ..التي تمتد من النيل الى الفرات , فسر التوقيت للدعوة التي أطلقها الأمام الخميني ( قدس ) في شهر رمضان .. كونه شهر الله , ففيه الحرص على الأمر بالعروف والنهي عن المنكر , وفيه فتحت مكة , ولا ننسى دور العلماء الذين أهتموا بالقضية الفلسطينية وديمومة شعار يوم القدس العالمي بقيادة ولي أمر المسلمين الأمام الخامنئي , والدور الفريد الذي أعلنه زعيم الحوزة العلمية الأمام محسن الحكيم ( قدس ) .. الذي أعطى الإجازة بتقديم الحقوق الشرعية الى المقاومة المسلحة في فلسطين .
ان النزول في الميدان , والتعبير عن الرفض الشعبي والرسمي لممارسات الغدة السرطانية التي غرست في الجسد العربي لهو من الواجبات على مسلمي العالم ..بل هو إحياء للشعائر الحسينية ,فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الأهداف التي أنتهجها أمامنا الحسين عليه السلام , فحركت الحسين عليه السلام هي حركة انسانية لكل الأنسانية بعيدة عن الطائفية والقومية والديانات المنتشرة في العالم, وكذا قضية القدس .. فماذا نتوقع من نتائج ونحن نرى مليار ونصف مسلم يردد عبارة كلا كلا امريكا .. وكلا كلا اسرائيل , وماذا لو اتخذ موقف موحد بإيقاف تصدير النفط في يوم القدس العالمي ..ونحن نعلم ان 70% من النفط الذي يخدم الكيان الغاصب وأذنابه من الدول المسلمة !! , فمالم تتوحد الرؤى والموقف فالقدس شيعية الموقف ولا مزايده في ذلك .