وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ !!!
ليس في دنيانا محطات للوعظ الحقيقي الصادق والخالي من المصالح سواء كان مصالح شخصية أو غيرها !
وألا لو جمعت الوعاظ وجميل ما ينظمون من كلمات ، ويرشدون بمحافلهم الناس للخير ، لفاقت أعدادهم أعداد الملائكة !!!
ولكن !!!
أفتقر الكلام في أغلبه على الأخلاص والصدق القرآني الذي أنطوى على صدق النصح ، والهدف الذي أبتغاه عبر كلماته ودلالاتها الصائبة جزما وحتما !!!
فهي كلمات لم ولن تشبه وصفة الطبيب الذي قد يصيب أو يخيب تشخيصه أو وصف العلاج المناسب !!!
فتلك كلمات الخالق العظيم والذي يعلم صلاحنا وما تنطوي عليه نفوسنا المحبة للشهوات والخطايا والذنوب أمارة بالسوء ألا ما رحم ربي !
من هنا وضع الخالق الكريم خارطة الرفاه ، ورسم طريق الوصول للسعادة الأبدية ، في الدنيا كما وصف القرآن الكريم الأمم ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) !!!
كذلك نحن لو كنا قوم طلاب لله تعالى وحريصين على رضاه ، وعدم فسخ عقد العبودية معه ، واتخذناه كأعز ما لدينا ، واتخذنا منافذ الرحمة ، وشبابيك الفلاح المطلة على رضاه تبارك وتعالى!!!
الم نعلم علم اليقين أن محمد وآل محمد عليهم السلام ، هم الوسيلة لله جل جلاله ، وهم أصدق نموذج شهد به القرآن الكريم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) !
ألم يكن هذا النموذج وهم محمد وآل محمد عليهم السلام يحثونا في كل حركة وسكنة على سلوك الطريق الموصل والحقيقي دون ضياع العمر ، ودون التعرض للنكبات والويلات جراء معادلة كتبها الله سبحانه وتعالى ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ) !
فبعد كل ما يحصل لنا نحن الشعوب المسلمة من تصفيات وويلات وحروب ونقص الأيمان والأمراض وتسلط علينا الكفرة الفجرة ، وخونة الأوطان من بني الجلدة ، الممثلين زورا وبهتانا للدين وشريعة محمد وآل محمد عليهم السلام ،،،
ومع ذا كنا شعوبا منافقة متملقة جبانة تعرف الحق أين وتخذله ، وتعرف الباطل وتنصره ، بل وتدافع عنه دفاعا شديدا ، وهل أنتاج الفاسد بثلاث دورات أنتخابية ألا الفساد والنفاق والتملق والخيانة للدين والعقيدة والأنبياء والرسل !!!
فهل لو كان علي عليه السلام وجد فاسدا يعيد تنصيبه تحت أي عنوان كما يتعذر اليوم قومي ؟؟؟!!!
لانه لم يكن عهد الله تعالى ولا ميثاق طاعته ، كما هم أئمتنا الذين قضينا العمر نلهج بالولاء لهم !!!
فهل ينتج اللعب والضحك والرياء والعجب والمظاهر شيء يصلح أن يكرمنا الله سبحان وتعالى عليه ، وهو الذي ( يهلك ملوكا ويستخلف آخرين ) ؟؟؟!!!
فلا عجب ، ولا عتب ، على غير نفوسنا ، وعقولنا ، ومعارفنا ، التي لم تمنعنا عن مفاسدنا ، وما يشقنا في الدنيا قبل الآخرة ، والحل تتكفل به الآية في مستهل المقال ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) !!!
أي وصف أبلغ ، وأي علاج أنجع ، وأي تحذير خطير ، وأي عبد محروم فقير عن طبيب الأبد والأزل ؟؟؟!!!
أللهم عفوك ورضاك قصرنا كثيرا ، وجلبنا السوء لامتنا وأسلامنا ، وكنا قوما محرومين ، للعذاب مستحقين !!!
واسالكم الدعاء ،،،