23 ديسمبر، 2024 6:46 ص

ليس غريبا على منظمة بدر هذا الموقف

ليس غريبا على منظمة بدر هذا الموقف

سلسلة المواقف المعلنة من جانب الميليشيات والفصائل الشيعية التابعة لإيران ضد العقوبات الامريکية المعلنة ضد النظام الايراني والتي تتوالى تباعا بعد دخول العقوبات حيز التنفيذ، جاء موقف منظمة بدر بزعامة هادي العامري، ليکون الاکثر تماديا وصلافة فيها، بحيث يمکن القول إنها تنافس مواقف الايرانيين المخلصين للنظام أنفسهم.
منظمة بدر التي أدانت يوم الخميس الماضي العقوبات الامريکية على النظام الايراني، وأکدت مساندتها ووقوفها الى جانب إيران بحسب ماجاء في بيانها بهذا الصدد الذي قالت فيه:” العقوبات الاميركية تعد مخالفة لكل الاعراف والمواثيق الدولية والقيم الاخلاقية وحقوق الانسان التي تتبجح بها الولايات المتحدة الامريكية”، وأعلنت بکل وضوح”نحن كمحور رئيسي في المقاومة الاسلامية المرتبط بمشروع الامام خميني ، ندين باشد العبارات ونعلن رفضنا القاطع لاي حصار لاي بلد من بلدان العالم”، هذه اللهجة العنترية لمنظمة بدر وأقرانها، وعلى أرض العراق التي لولا الدبابات والبساطيل الامريکية لما کانوا يحلمون بأن يقفون عليها يوما.
منظمة بدر وغيرها من الميليشيات والفصائل التي تبکي دما على نظام جعل العراق کله ينزف دما من أجل مصالحه الضيقة، يجب أن يتذکروا بأن صاحب الفضل الاکبر عليهم لما هم فيه من نعمة اليوم إنما الامريکيون الذي لولا إحتلالهم للعراق لما کان بإمکانهم ولابإمکان أسيادهم في طهران أن يعيثوا في الارض فسادا بهذا الشکل ويعبثوا بخيرات العراق وبمستقبل شعبه، وإن مايجري اليوم هو نتيجة منطقية لمغامرات نظام تمادى کثيرا بحيث تصور نفسه قوة عظمى وهو ليس إلا ذلك الضفدع الذي نفخ في نفسه کثيرا وينتظر اللحظة التي ينفجر فيها ويريح الشعب الايراني والعراق والعالم کله من شره وعدوانيته.
عندما تعلن منظمة بدر وبکل وضوح من إنها “محور رئيسي في المقاومة الاسلامية المرتبط بمشروع الامام خميني”، فإنها تعلن بذلك إنسلاخها من العراق وإنضمامها الى جبهة النظام الايراني عراب التطرف والارهاب في المنطقة والعالم وبٶرة إثارة المشاکل والازمات وتصديرها، وعلى الشعب العراقي وهو يتظاهر في الجنوب والوسط ضد الاوضاع السلبية في العراق والتي للنظام الايراني اليد الطولى فيها، أن يأخذ هذا الموقف المشبوه بنظر الاعتبار ويضع هذه المنظمة في الاطار والمکان الصحيح الذي يناسبها بعيدا عن العراق وشعبه الابي الرافض لأن يکون مجرد أداة ووسيلة من أجل تنفيذ المخططات المشبوهة ضد بلدان المنطقة والعالم.