23 ديسمبر، 2024 2:50 م

ليس دفاعا عن عزت الشابندر

ليس دفاعا عن عزت الشابندر

يقول ارسطو “افلاطون عزيز علينا ولكن الحقيقة اعز”. ومن منطلق الحرص على الحقيقة والحقيقة فقط سوف اتبرع بالرد على ما نشره موقع “المسلة” المحترم عن النائب عزت الشابندر والذي جاء تحت عنوان “الشابندر انتهازية وتحالفات هشة تقضي على مستقبله السياسي”. لست معنيا بالشابندر ان كان سيرد او لا ولكني اجد نفسي معني بمستوى معين من الادراك والوعي السياسي والبرلماني نحتاجه من اجل بناء تجربة سياسية ديمقراطية قد يكون فيها نقد او انتقاد او ربما هجوم على هذا وذاك وربما يصل الامر الى حد “تعرية” من يستحق التعرية حين يكون خطرا على الديمقراطية او لايستحق تبوأ هذا الموقع او ذلك ولكن عبر ادلة وحقائق ومصادر موثوقة ومعتبرة وليس مثلما ورد من “ادلة” يرى “المسلة” انها دامغة بحق الشابندر. العام الماضي كنت نشرت في جريدة “المشرق” مقالا بعنوان “لدى الشابندر ما يقوله دائما” ولم اكن قد عرفت او رايت الشابندر ولايهمني ذلك لا من قريب ولا من بعيد. صحيح اننا تعارفنا بعد هذا المقال حيث اتصل بي الرجل هاتفيا من دولة الامارات شاكرا ما كتبته لكنني وفي المقال ذاته كنت قد وعدت بالكتابة عن النائب حسن العلوي وكلاهما ربما في عرف “المسلة” وربما مواقع وجهات واتجاهات سياسية تنقلا عبر اكثر من كتلة او تيار وكأن ذلك “رجس من عمل الشيطان”. سانقل العبارة التالية من مقالي المنشور بالمشرق العام الماضي ..” قد يكون الشابندر مثل غيره من النواب الـ 325 صعد هو الاخر باصوات “ابناء الخايبة”. ولكن ما يختلف به عن سواه انه لا يبدو مستعدا لـ”بلف” الناس ثانية باستخدام دعاية انتخابية شعبوية الطابع. هو يراهن على اصوات النخبة لان البرلمان ليس فقط تعيينات او توزيع مساعدات او اخراج معتقلين من السجون. البرلمان يحتاج الى رجال دولة يحاورون الاعداء ويتصالحون مع الخصوم. الشابندر لا مضيف لديه ولا قهوة ولا “مرينة بيكم حمد” ولا هم يحزنون. رجل مهمات صعبة بامتياز لكن في مرحلة لاتزال تفضل برلمانيين يسبحون بحمد رؤساء كتلهم مرة وزعمائهم الملهمين في كل المرات. اعطوني نائبا واحدا يصف بيان زعيمه بانه “مثير للسخرية” مثلما فعل الشابندر ومن على قناة “الشرقية” في وقت طالب نواب آخرون ومن كتلته نفسها بـ .. استنساخ الزعيم”. وبالعودة الى ما كتب عن الشابندر في الزميلة “المسلة” اود الاشارة الى مسائل اراها مهمة اذا اردنا بناء تجربة سياسية ديمقراطية تحتمل الراي والراي الاخر وهي ابسط مما تتطلبه الديمقراطية التي لا”تشتغل” مع اساليب في التسقيط تعتمد اما الشائعات او الاقاويل او محاولة التنكيل بما يعد خصما اليوم بينما يراد له ان يكون تابعا بالامس. وللحقيقة ومن اجلها اقول ان السيد عزت الشابندر لا يبدو معنيا بالرد على ما يثار ضده وكثيرا ما رايته يقول في مقابلات تلفزيونية انه ليس معنيا بما يكتب تحت اسماء مستعارة وبمواقع او وكالات هو يرى انها مجهولة المصادر والتمويل او انها “تحابي” وقد “تناغي” جهة على حساب جهة اخرى وبطريقة غالبا ما تكون واضحة جلية بل ومفضوحة بعكس مصادر معلوماتها المجهولة تماما. ربما “تمشي” الاقاويل او الاتهامات او التقولات عبر مواقع او وكالات معدة لهذا الغرض او هي تقوم على ما هو فضائحي لكن كان يتوجب على موقع مثل “المسلة” ان يترفع  الخوض في مسائل فيها نوع غريب من خلط الاوراق دون دليل واحد الا اذا اراد الموقع ان “ينتقم” لمجرد الانتقام دون ان يعطي تبريرا واحدا لما فعله بحق الشابندر خصوصا ان الموقع نفسه والذي يحرص العاملون فيه على ان يتخفوا بحيث لا احد يعرف مرجعيتهم كما ان كاتب المقال غرق في مجاهيل واعتمد في معلوماته وتحليلاته التي بدا من الواضح انها لاتريد الوصول الى  الحقيقة بقدر ما سعت الى التشويه والتضليل من حيث الاعتماد على خمسة مصادر لادانة الشابندر والتي تعطي الانطباع للقارئ الى اي حد تعمد الكاتب او الموقع في حال يتبنى اراء كتابه الاساءة التي اعتقد ان ايراد اي مصدر من هذه المصادر الخمسة يضيف الى رصيد الشابندر  السياسي والفكري والاخلاقي ولا يحذف منه او ياكل من جرفه. مصادر “المسلة” الخمسة التي اريد بها ادانة الشابندر وايصاله الى حبل “مشنقة” الحقيقة هي التالية دون تحريف او زيادة او نقصان الاول “تقول اوساط” من هي هذه الاوساط؟ لا احد يعرف. الثاني “ينظر عراقيون” اين هم هؤلاء العراقيون؟ العلم عند الزملاء بالمسلة. الثالث “وبحسب مصادر” اين هذه المصادر ايضا لا احد يعرف. الرابع “ونقلا عن سياسي عراقي” من هو هذا السياسي؟ الخامس “ويقول اعلامي عراقي” ايضا نتساءل من هو هذا الاعلامي. بالمناسبة لو اراد كاتب المقال ان يتعب نفسه قليلا لوجد الكثير من الكلام وربما الكلام الجارح بحق الشابندر هنا وهناك في مواقع الانترت. ولكن كلها وعلى قساوة بعضها لا تثلم منه شيئا بوصفه اولا شخصية عامة لايختلف في ذلك عن “زعمائه” قبل انشقاقه عنهم اياد علاوي ونوري المالكي اللذين تقول عنهم اوساط سياسية وينظر اليهم عراقيون وتورد عنهم مصادر وتنقل عنهم وكالات عن مائة سياسي عراقي لا واحد وعن خمسمائة اعلامي عراقي معروفين بشحومهم ولحومهم لا واحد مجهول يقول عنهما ما لايقوله مالك في الخمرة. ولكن السؤال هو .. اين المشكلة. علاوي زعيم وشخصية وطنية محترمة والمالكي زعيم وشخصية وطنية محترمة وكلاهما له تاريخ يفخر به. وهذا ما ينطبق على السيد الشابندر الذي يبدو انه الان وجد طريقه السياسي المستقل بصرف النظر عن هذه التحالفات التي يصفها الموقع بـ”الهشة”. بالمناسبة انا اتفق مع “المسلة” في هذه الجزئية. فالشابندر وبرغم علاقاته الواسعة داخليا وخارجيا لم يذهب الى رجال الاعمال الكبار وما اكثرهم وبعضهم معروف وعمل ائتلافات وقوائم تنفق الان ملايين الدولارات على حملاتها الانتخابية بل ذهب الى القاضي وائل عبد اللطيف في البصرة والنائب عبد الخضر طاهر في الناصرية وشكلوا تحالف “اوفياء للوطن” علما ان لا القاضي عبد اللطيف ولا النائب طاهر يملكان الاموال والضياع والاطيان علما انني لا اعرف الرجلين لا من قريب ولا من بعيد ولكن اعتقد انه طبقا لاوساط وعراقيون ومصادر وسياسيون واعلاميون فان وائل وعبد الخضر لايملكان سوى رواتبهما التقاعدية. وقد يكون الشابندر الوحيد فيهم هو “الطاك” ماديا ومع ذلك لم يتزعم التحالف بل وائل عبد اللطيف هو من يتزعمه بحسب معلوماتي.