18 ديسمبر، 2024 11:46 م

ليس دفاعاً عن (ملا بختيار) بل تبياناً للحقيقة التاريخية – 1

ليس دفاعاً عن (ملا بختيار) بل تبياناً للحقيقة التاريخية – 1

في إطار موسمها الثقافي، استضافت جامعة السليمانية (ملا بختيار) عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، لإلقاء محاضرة عن تجليات الفكر الكوردي المعاصر، و كانت تحت عنوان (الفكر الكوردي بين الديمقراطية و عكسها). للأسف لم أستطع حضورها بسبب بعدي عن الوطن، ولم يتسن لي الحصول عليها في النشرات الأدبية أو الثقافية، ألا كخبر مقتضب نشرته عدة مواقع الالكترونية، و هي بدورها حصلت عليها من موقع (Kurdiu) الالكتروني التابع (للاتحاد الإسلامي الكوردستاني) و الذي صاغ الخبر بأسلوب يتوافق مع خطه السياسي، الخط الذي يشكك في كل من لا يسير على نهج الإسلام السياسي. وصف الموقع كلام (ملا بختيار) بالهجوم على الإسلام، وهو وتر حساس، يضرب عليه الإسلاميون في أية معضلة تواجههم،لا يملكون رداً منطقياً عليها، سرعان ما يتهموا الشخص المعني بالهجوم على الإسلام، و النتيجة معروفة سلفاً، إن كثيراً من المثقفين و المتنورين تم تصفيتهم جسدياً بسبب رأي سديد قالوه في ندوة ثقافية أو كتاب أصدروه أو مقالة نشروها في صحيفة ما. إن موقع الكتروني التابع (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) يزعم أن (ملا بختيار) هاجم على الإسلام حين قال: ” أن العرب أجبروا الكورد في كوردستان على دخول الإسلام بحد السيف، و الذي ذهب ضحيته الآلاف من الكورد” يقول الموقع المذكور أعلاه: ” أن (أبو بكر علي) عضو المكتب السياسي (للاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، الذي كان أحد الحاضرين في الندوة،رد على (ملا بختيار) و أكد على إسلام الكورد طوعاً دون إكراه، مستنداً على الوثائق التاريخية التي تؤكد على إسلام الكورد طوعاً، في الوثائق و المصادر الكوردية أيضاً ” لكن الموقع المذكور، لم ينشر لنا وثيقة من هذه الوثائق الذي يزعم أن الكورد دخلوا الإسلام طوعاً. يقول الموقع أيضاً: “أن (أبو بكر علي) انتقد (ملا بختيار) على إثارة هذه الشبهات و المواضيع التي لا جدوى دونها” أن السيد (أبو بكر علي) بلا شك يعرف هنا يكمن البيت القصيد، لذا يريد هو وغيره من الإسلاميين تكميم أفواه احبذوا أحداً يتناول هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد، حتى لو كان هذا الأحد (ملا بختيار) لأنهم كحزب سياسي إسلامي مثل هذا الكلام الذي تفوه به (ملا بختيار) يؤثر على (رصيدهم الشعبي) في كوردستان، لأن الإنسان الكوردي بعد أن يتيقن، أن الإسلام فرض عليه بقوة السيف، بلا شك، سيسأل أسئلة كثيرة، من أصحاب الشأن، من الصعب أن يجد لها جواباً عندهم.
إن الخوض في الأمور المشار إليها يتطلب من الشخص المتصدي لها أن يكون ملماً بجانب كبير منها، ولديه معرفة زاخرة بالمصادر الإسلامية، كالقرآن و كتب السنة الصحيحة، كمسلم والبخاري ومسند أحمد الخ و يجب أن يكون له إلمام أيضاً بمصادر غير الإسلامية، لكنها معتبرة عند المسلمين، و قبل هذا و ذاك، يجب أن يكون لديه معلومات جيداً عن حياة القبائل العربية و تاريخها و بيئتها الاجتماعية القاسية و جغرافية وطنها (شبه الجزيرة العربية) قبل أن ترفع راية الإسلام و تحتل بلدان وأراضي شعوب عديدة و تستوطنها عنوة. للأمانة أقول، أنا لست متمكناً من لغة الضاد، و ليس لي باع طويل في تاريخ العرب و مفردات حياتهم، لكني كإنسان كوردي، أرى أنه من واجبي القومي، أن أقول شيء في هذا الموضوع الذي يثار بين فينة وأخرى، عسى أن أوفق في إيصال أجوبة سليمة عن تساؤلات الإنسان الكوردي الذي يتاجر به و بقضيته، تارة باسم الأممية، و تارة باسم العقيدة، الخ.
إن الأديان السماوية وفق العقيدة الإسلامية هي ثلاثة، اليهودية و المسيحية و الإسلام، وأية واحدة من هذه الأديان، لها هدف محدد يختلف عن الأخرى، وتكافح بلا هوادة من أجل تحقيقها على الأرض، على سبيل المثال، اليهودية دين غير تبشيري، والهدف الرئيسي الذي كافح من أجله نبي هذا الدين (موسى) هو إخراج اليهود من مصر والعودة بهم إلى أرض الميعاد (إسرائيل)، و تَحقق لهم هذا بعد تيهان في صحراء سيناء دام أربعون سنة، قال عنهم القرآن في سورة المائدة آية (26):” فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض” و مات نبيهم في فترة التيه، قبل دخوله أرض الميعاد، و تولى بعده أمر بني إسرائيل (يوشع بن نون) وحقق لهم الهدف الذي سعى و كافح من أجله نبيهم (موسى) ألا وهو دخول أرض إسرائيل التي وعدهم الله بها. لقد جاء التأكيد على هذا في آيتين في القرآن الأولى في سورة المائدة آية (21):” يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين” يقول (قتادة) في تفسيره لهذه الآية: إن هذه الأرض التي منحها الله لليهود تشمل جميع بلاد الشام أي فلسطين و دمشق وبعض الأردن، و الثانية في سورة الإسراء آية (104) يقول: “و قلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً” أي يا بني إسرائيل، بعد هلاك فرعون فرض دخولها عليكم و وعدكم دخولها و سكناها لكم. مرت قرون عديدة على ظهور الديانة اليهودية، حتى جاء المسيح وبشر بالخلاص من الخطية، وفي دعوته اختلف المسيح عن الديانة اليهودية، وهذا مسلم به و من البديهي إنه يختلف عن الدين الذي سبقه، وإلا لماذا يبعث الخالق بدين و نبي جديد، إذا يكون فيه نفس مواصفات الدين السابق له؟ فالمسيحية لها هدف معين و محدد، وهو في مجمله، هدف غير دنيوي، بل أخروي، ألا وهو إنقاذ البشرية من الخطيئة التي نتيجتها النار، و التي وقع فيها الإنسان نتيجة خطأ ارتكباها “آدم وحواء” اللذين عصيا أمر الله، و أكلا من ثمار الشجرة التي حرمت عليهما أكلها، وبسببها أخرجا من الجنة، ولحقت الخطيئة فيما بعد بنسليهما -البشرية- وأن مجيء المسيح كان من أجل فداء البشرية من خطيئة الموت،لأن الله له قوانين فأي خروج أو تعدي على هذه القوانين هو تمرد على إرادة الله، ولأن (آدم وحواء) خالفا تلك القوانين فكان لا بد من حل لهذه الحتمية التي وضعا البشرية فيها، فبما أن القانون الإلهي ينص على أن أجرة الخطيئة هي الهلاك الأبدي (الجحيم) وأن الطريقة الوحيدة التي حددها الله لمغفرة الخطايا هي الدم، فلذا جاء المسيح إلى عالمنا ليفدي البشرية بدمه و ينقذها من الهلاك الأبدي، فالهدف المحدد من مجيء المسيح و تأسيس المسيحية، ألا وهو خلاص الإنسان من مصيره المحتوم (الهلاك)، حسب العقيدة المسيحية، فلذا، لم ولن تريد المسيحية فرض ثقافة شعب محدد على الشعوب التي تعتنق المسيحية، ولم تتخذ لنفسها لغة محددة و تفرضها على معتنقيها، لأنها كما أسلفنا هدفها إنقاذ البشرية من الخطيئة، وعلى هذا الأساس، نرى أن الإنجيل منذ البدء، كتب باللغات اليونانية و الآرامية و العبرية، ثم ترجم إلى أكثر لغات شعوب الأرض، فكل شعب يؤدي طقوسه الدينية بلغته القومية، أضف أنه ليس دين و دولة، بل دين فقط، يستوجب على معتنقه أداء واجباته الدينية لا غير. الآن نأتي إلى العقيدة الإسلامية التي هي موضوعنا، أنها كسابقتيها دين سماوي، وله نبي مرسل، لكن الفرق بينه و بين الديانتين السابقتين أن تلك الديانتين ظهرتا في مجتمعين متحضرين في مصر و إسرائيل، بينما الإسلام ظهر في (شبه الجزيرة العربية) في أرض قاحلة، قال عنها القرآن “أرض غير ذي زرع” وفي مجتمع بدوي صحراوي ذكوري عنيف، لا يجيد غير لغة السيف و الغزوات و العصبية القبلية، فالإنسان كما يقال ابن بيئته يستقي منها ثقافته، و لا يستطيع الخروج منها، وهذا أمر صحيح و مسلم به إلى حد كبير، حتى جاءت الإشارة إلى ذكورية المجتمع في القرآن في سورة النحل (59): “يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون” تظهر هذه الآية، وآيات أخرى في القرآن، أن العربي كان يقتل الوليد إذا كان أنثى. إن القارئ للتاريخ العربي، لا يجد فيه غير الغزوات وشعر الملاحم و التفاخر بالقبيلة التي كانت تفتخر و تتغنى بغزوات التي كانت تقوم بها كل القبيلة ضد أخرى، وهذه الغزوات و القتل بالجملة، تسمى في التاريخ العربي، ب”أيام العرب” و يجد المرء في المكتبات العربية كتباً عديدة ألفت عن وقائع هذه الأيام العربية… والمجازر التي ارتكبت فيها يشيب لها الولدان، والشعب العربي إلى يومنا هذا يفتخر بتلك الأيام السود، التي تركت بصمة سوداء على جبين التاريخ العربي، على سبيل المثال وليس الحصر نذكر عدداً منها، يوم النسار والنسار هو ماء لبني عامر. يوم الجفار. قال شاعرهم (بشر) فيهما شعراً : “ويوم النسار ويوم الجفار…كانا عذابا وكانا غراما” و يوم الستار كان قتلاً بين بني بكر بن وائل و بني تميم.. قتل فيه (قيس بن عاصم) و (قتادة بن سلمه الحنفي) فارس بكر قال شاعرهم فيه: “قتلنا قتادة يوم الستار… و زيداً أسرنا لدى معتق” و يوم الفجار، قالوا: أيام الفجار أربعة أفجرة: الأول بين كنانة و عجوز هوازن. والثاني بين قريش و كنانة و الثالث بين كنانة و بني نصر بن معاوية و الرابع وهو الأكبر بين قريش و هوازن وكان بين هذه الحرب الأخيرة و مبعث الرسول محمد (ص) ست و عشرون سنة.. و شهده وله أربع عشرة سنة.. و السبب في هذه الحرب أن (البراض بن قيس الكناني) قتل (عروة الرحال).. فقالوا فجرنا إذ قاتلنا فيها.. أي فسقنا. فهناك أيام كثيرة وقعت بين العرب لا تعد ولا تحصى كيوم نخلة و يوم شمطة و يوم العبلاء و يوم عكاظ و يوم الحريرة و يوم جبلة و يوم رحرحان و يوم الفلج و يوم النشاش الخ الخ الخ كل واحدة من هذه الأيام تركت ورائها قصص طويلة و عريضة من المآسي و الويلات و أخذ السبايا و سفك الدماء. لمعرفة خصوصية الإنسان العربي في الجاهلية و حتى في الإسلام، يستحسن بنا أن نلقي نظرة على أسماء الأشخاص الذكور و الإناث، و التي كان هدفهم منها ترهيب الآخرين، لأنها تعكس مدلولات اجتماعية سوداوية فظة، وألا، هل من إنسان سوي يسمي ابنه “ضبع” وهو أقبح وأشرس حيوان على وجه الأرض، بخلاف العربي، أن الإنسان الكوردي، إذا يرى شخص غير سوي، يقوم بأعمال دنيئة وخسيسة، ينهره و يقول له أنت ضبع (كه متيار) و كذلك اسم (خزعل) أيضاً يعني الضبع، بما أن الضبع يعرج في مشيه، سموه بهذا الاسم، لم يكتفوا بهذا، بل هناك من العرب إلى اليوم من يسمي ابنه (ضبعان) مثنى الضبع، أليس هذا انعكاس لثقافة بدوية عنيفة و متخلفة، وألا، ما الدافع أن يسمي أحداً ابنه باسم هذا الوحش الكاسر؟. أيضاً عندهم الاسم الشائع (ذيب) أصله “ذئب” خففت همزته لسهولة التلفظ، أنه حيوان مفترس، غني عن التعريف، والعرب لم تثني هذا الاسم مثل ضبعان، بل سموا أبنائهم باسم الجمع (ذياب) لكثرة عشقهم لهذا الاسم الذي يذكرك حين تنطقه بأنيابه المرعبة. هناك من العرب من يسمي ابنه عدوان أو درع، أو باتر أي يبتر كالسيف أو لهيب أي النار أو جبار أو حنش أي أفعى أو سياف لا أتصور إنسان عاقل يسمي ابنه سياف، لكن كل شيء جائز عند الأعراب، أن أحدهم وهو من أزلام صدام اللعين بعد أن هرب من العراق إلى بلاد الغرب و ولدت زوجته، سمى ابنه (سيف) صحيح “من شب على شيء شاب عليه” و من الأسماء الشائعة عندهم (غضبان) فليتصور المرء وهو يتعامل مع شخص اسمه غضبان، ماذا يكون إحساسه؟ هذا الاسم باللغة الكوردية (توره) أي متعصب و متوحش أن الكورد استنبطوا هذا الاسم، من اسم توران (طوران) وطن الأتراك في (روسيا الاتحادية)، وأنه كنية الأتراك – الطورانيين- لأنهم شعب متوحش فظ، لذا يقول الكورد للغضبان (توره بون). لا ننسى أن العرب أيضاً يسموا أبنائهم باسم (تركي) و هذا ليس بدافع حب الأتراك، لأن الشعب العربي يعرف جيداً ماذا فعل به الأتراك خلال قرون من حكمهم القرقوشي لبلاد العرب، بل لأن الاسم يعني وحشي، قاتل، في إريتريا و بعض البلدان الأفريقية إلى اليوم اسم التركي عندهم يعني المتوحش، المجرم. إما أسماء صقر وعقاب و فهد ضرغام و دهام الخ أصبحت من الأسماء الدارجة اللطيفة عند العرب رغم فظاظتها، أكتفي بهذا القدر من ذكر الأسماء، وألا تحت يدي أكثر من مائة اسم من هذه الأسماء التي تقشعر لها الأبدان، فليتصور المرء، لماذا لا يجد عند العرب اسم هابيل، وعندهم اسم قابيل، بكل بساطة، لأن هابيل قٌتل، و قابيل قاتل، فلذا يسموا باسم القاتل قابيل. إن العرب لكثرة عشقهم بالسيف الذي لم يفارقهم فيما مضى من تاريخ، وضعوا له ثلاث مائة اسم، منه، الصمصام البارقة الزائق الذكر المشمل صفيحة الحسام المفقر القشيب الأرقب الخ، أليس هذا يدل على أنهم أناس غلاظ، وإلا لماذا هذه الأسماء العديدة لهذه الآلة الحادة القاتلة، التي لا تفي الإنسان بشيء غير القتل؟ لا بل يكتبوا له الأشعار و يتغنون به ” صفن يا بيض شروق لنا” البيض أو الأبيض، من أسماء السيف عند العرب، في المقابل يوجد الإنسان الكوردي الذي على مدى تاريخه كان مظلوماً ولم يكن يوماً ما ظالماً، برغم المظالم والويلات التي نزلت به لم يدعها تؤثر على سجيته السلمية، كل الذين شاهدوه كتبوا عنه وهو يتغنى بالمحراث و بالزهور والأنهر ويتغنى بطبيعة وطنه كوردستان و بالفتاة الجملية و بمفاتن جسدها. بينما الإنسان العربي ترك كل شيء جميل في الحياة و وجد ضالته في السيف البتار، لكي يبرر العربي ما يقوم به من قتل و سبي قال قوله المشهور “إن من العدل أن تظلم أحيانا” إن الشخص الذي يردد هذه المقولة قد لا يعلم ثوابت دينه التي لا يجوز الخروج عليها إطلاقاً لأن القرآن يقول في سورة لقمان آية (13): ” وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” وفي حديث قدسي يقول الرسول (ص) عن الله أنه قال: ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا” إلى آخر الحديث، رواه مسلم. وفي القرآن أيضاً في سورة (ق) آية (29) قال: وما أنا بظلام للعبيد” وفي غافر آية (31) قال: “وما يريد الله ظلما للعباد” بل أن كلمة الظلم وردت في القرآن أكثر من كلمة الكفر. ألا أن الإنسان العربي لا يريد أن يعيش في ظل هذه الآيات و الأحاديث التي تحرم الظلم، بل يخرج علينا ببدعة يقول “إن من العدل أن تظلم أحيانا” حتى في اللغة، حين ترجع إلى المعاجم العربية لتعرف معنى “الظلم” الذي يريدونه أحيانا، تجد أنه يعني “وضع الشيء في غير محله، وأصله الجور و مجاوزة الحد” فأين العدل هنا، إذا هو في غير محله و يحمل معه الجور؟، أم هو تبرير يقوله العربي حين …؟. ليس قصدي النيل من أحد، لكن هذه حقيقة هؤلاء الناس نطرحها على بساط البحث، حتى نعرف لماذا الإسلام انتشر بحد السيف، كما قال (ملا بختيار) في محاضرته. للأمانة أقول، إذا كنا نحن الكورد، نسكن بلاد العرب الصحراوية، و هم في بلادنا التي تزخر بالنعيم، لكنا نحن مثلهم غلاظ و هم مثلنا مسالمين، لأن الطبيعة و الجغرافية لهما دور كبير و أساسي في تكوين و بلورة شخصية الإنسان، فالدين الإسلامية ظهر في وسط هذه البيئة، فلم يكن باستطاعة الإسلام أن يقضي على هذه العقلية البدوية بين ليلة و ضحاها، ثم لا ننسى، أن الرعيل الأول من القيادات الإسلامية هي من الجزيرة العربية، لقد ولدوا و ترعرعوا فيها، وتشربوا عاداتها و ثقافتها.