كانت النقطة المفصلية في قيام الثورة الشعبية في كوبا ،مجيء كاسترو بعد إزاحة باتستا عن سدة الحكم، وهذا التحول يعني طرد الشركات الأمريكية من البلاد ، وعاطفيا آخر لقاء لهما حين ودعَ الكوبي خافيير حبيبيته الأمريكية سلفيا في واحدة من المواقف المؤثرة عبر الفلم السينمائي الرقصة القذرة، أغلقتُ التلفاز قبل أن أكمل مضمونه بفعل ذلك التأثير العاطفي وبفعل الدغش السياسي الذي نعيشه الآن، وبعد أن بدت الشمسُ تُلمح بغيابها ،جلستُ الشرفة أتطلع عبر الليل الى بحر قزوين ، وتلقائياً بدأت قدماي تقودني لـــ لجه العميق لكن الخوف أدركني من وحشة البحر وهو تارة يأن وتارة يزأر ولم أستطع رغم أنني على بعد خطوات من الساحل لم أستطع من مقاومة أمواجه فجلست القرفصاء وأتكون مفصلين عبر الرقصة القذرة أولا وثانيا عبر مفصلٍ كُسرَ من هول ذكرياتٍ أليمةٍ
رحت أنتظر من منهما يحفزني على النهوض ،
كان موج البحر يرتفع وكلما يرتفع أرفع قامتي حين يسرف رجلٌ في تقبيل إمرأة ، وأرفع قامتي حين أتابع رحلة الطيور نحو السماء، حتى حين تسقط الطائرات الورقية على الأرض تبقى قامتي مرتفعة ورأسي يحدق نحو مجهول أنتظرُ ظهوره بين لحظة وأخرى، وكنت للتوّ قد أعدتُ نقل الجزء الخاص من مدافن الكتب نقله الى مشرحة العقل كي أكون قادرا على إدراك الحجة أمام جمع من المفرطين بالميتافيزيقيا وهم ينقرون الطاولة بأسماء تخضع للمزاج الطقسي وتارة أخرى ينقرون الطاولة بأسماء تخضعُ للمزاج الروحي ويشبهون النهايات بقطعة رخوة من الإسفنج وبسرد مقنن عن الأباطرة والملوك ،وبعد سيلفيا لم تتعلم الرقص وهي تريد أن تبقى حياتها حياة غير كاملة ، قالت لخافير :
ليس بالضرورة أن تكون للحياة موجبات ،
وليس بالضرورة تصحيح الأخطاء والإعتذار عنها إن كانت بعفوية ،
كتب خافير أشياء كثيرة بعد أن قرأ لاضرورات سيلفيا ، أشياء كثيرة وأهمها الإنتماء الى قصب السكر للبقاء على الأرض ،
في الصباح ، الصباح الذي تلى ليلة الخوف من أمواج بحر قزوين ومن ذات الشرفة بدأ وقوفا في قراءة النجم المُذنب
وعدل عن تفسير قواعد الإدراك الست التي أتت ضمن سياق الفصل الآخير من إدغام الذنوب وأكتفى بالتعلق على:
أزل …
شارع الإبتهال
إنطاليا
المعادلة الوهمية في معادلة الفرص الضائعة ،
لم تكن أمام خافير أي فرصة حين أقلعت الــ بان أمريكان بأسرة سيلفيا سوى التحديق نحو السماء ،
ولم يكن أمام الرقصة القذرة إلا أن تعاد بأقذر منها
ولم يكن أمامي غير أن أعود لشقتي بجسد نُحتَ من الرمل
ومن لفائف التبغ التي لاأدري من أرسلها لي من هافانا .
[email protected]