22 ديسمبر، 2024 5:06 ص

ليسَ دفاعاً عن بشّار .!

ليسَ دفاعاً عن بشّار .!

إنّهُ لأمرٌ مَهُول , وغير مقبول ” حتى لغوياً وموضوعياً ” أن ترفض الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن < مسبقاً > , لنتائج الإنتخابات الرئاسية التي ستنعقد في سوريا في وقتٍ لاحق من هذه السنة , فعلى الأقل فهنالك 18 مرشّحاً لخوض غمار تلك الإنتخابات , وهم او ربما معظمهم ليسوا من الرفاق .! كما ليسوا من عائلة الرئيس بشار او زوجته , ولا حتى من اقاربهم واصدقائهم .

ايضاً , فهنالك عدد من الدول سوف ترسل ممثلين عن < برلماناتها > وليس من حكوماتها للإشراف على سير العملية الأنتخابية , فضلاً عن اعدادٍ من رجال الإعلام والصحافة من مختلف دول المشرق والمغرب وما بينهما , سوف يشاركون في مراقبة العملية الأنتخابية .

ثُمَّ , لو أنّ الغالبية العظمى والقصوى من الشعب السوري سترفض فوز ” بشّار ” في الإنتخابات , فهل يمكن ان يجري عرض نتائج الإنتخابات بشكلٍ مقلوبٍ او معكوس , وأمام كل اولئك المراقبين من مختلف المِلَل والنحلٍ .! , واليس من المفترض والمتوقع ” اذا ما حدث ذلك اي التزوير المطلق والمكشوف ” ان تعمّ وتندلع التظاهرات الإحتجاجية في دمشق وترتفع وتصعد الى ” قاسيون ” .!

ثُمَّ ايضاً , ومع تفهّمٍ وإدراكٍ مسبقين لعدم الإرتياح الغربي والعربي ” وحتى البعض الجماهيري السوري ” لوجود قوىً وقواتٍ ميليشياوية ” مرسلة على اساسٍ طائفي واثني ” للقتال في الساحة السورية , وسيّما من غير العربية , ولمقاتلة مرتزقة المعارضة التي ارسلت جزءاً من قواتها للقتال في ليبيا – مقابل مبالغ ماليّة تركيّة رخيصة , لكنَّ المسألة بمجملها تتطلّب المزيد من التروّي , وحتى التخلّي عن الإعتبارات الغرائزية والنفسية المفترضة في هذا الشأن الشائن .!

لماذا يراد عبر الإعلام المموّل ايهام الرأي العام بأنّ الشعب السوري يقف بالضد من حكومته , ولماذا ايضا لم يتمرّد الجيش السوري ضدّ قيادته لو صحّ ذلك .! , وعن الحديث عن هذا الإعلام , فالفضائيات العربية الرئيسية الثلاث ” على الأقل ” لم تحاول ذات ايّ مرة ان تتظاهر بالحياد ولا تسمّي الحكومة السورية بالنظام السوري , وهل يظنّون بذلك انها صناعة رأي عام ؟

كان من المفترض بالدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن , الإنتظار والتريّث حتى يحين موعد الإنتخابات الرئاسية السورية , وبعد ذلك لكلّ حادثٍ حديث , رغم انه ليس بحديثٍ او جديد , كما انّ هذا الموقف الأستباقي والتشكيك الفاضح بالأنتخابات ونتائجها , فهو يمثّل اتّهاماتٍ مكشوفة للدول او مراقبي برلمانات تلك بالمشاركة في التزوير .!

من الأخطاء الجسيمة في السياسة ” اكاديمياً وعملياً ” إعلان المواقف المسبقة تجاه الأحداث في غير وقتها , وهذا ما يدركوه الجميع , ولكن مع سبق الإصرار ! وكأنّ الغرائز السياسية تفرض دوراً ما في ذلك