25 نوفمبر، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

ليسَ دفاعاً عن السعودية .!

ليسَ دفاعاً عن السعودية .!

إنّه ليس بعدمِ دفاعٍ فحسب , فالمسألةُ أبعد بعداً وفي مجالاتٍ وساحاتِ وغى وتقاطعاتٍ اخرى اوسع من كلّ ذلك , ففي العراق تحديداً , وعلى مستوى جماهير الوطن العربي عموماً , فلا يمكن لأيّ مواطنٍ أن يغفر للسعودية فعلتها الشنيعة حين استضافت على حسابها وعلى اراضيها جيوش الأفرنج والأفارقة ومَنْ لفَّ لفّهم من الأعراق الأخرى ليهاجموا ويدمروا العراق في عام 1991 < والمسألة هنا لا تتعلّق بالنظام السابق > , كما انّ ما يسمى بتحرير الكويت لا يعني مطلقاً تدمير البنى التحتية داخل العراق , ولو كان الأمر يتعلّق بالكويت فقط , فكان يتوجب أن تقتصر المعارك والقصف الجوي على جبهات القتال فقط لا على المدن العراقية ومنشآتها الأقتصادية والحياتية , ومع كلّ ذلك قلنا O.K وتجرّعنا مرارة الحصار وسنواته تحت ايةِ ذريعةٍ كانت .!
 وبدا أنّ معاناة العراقيين والتضييق عليهم في لقمة العيش لمْ يشفِ غليل ” المملكة ” , فأنطلقت القاذفات الأمريكية والبريطانية ” اساساً ” من القواعد الجوية السعودية لأحتلال العراق في سنة 2003 وجرى منحها واهداؤها كلّ التسهيلات اللوجستية والأستخبارية اللازمة للغزو < وكلّ عاقلٍ وغير عاقلٍ يدرك الفرق بين المساعدة على اسقاط نظام وبين المساعدة المقصودة على احتلال دولةٍ وتدميرها > . ثُمَّ , ومع أنّ السعودية قد دعمت بعض التنظيمات والأحزاب الأسلامية الحاكمة الآن مالياً وغير ماليٍّ في تسعينيات القرن الماضي , لكنه ومع كلّ هذا وذاك فالسياسة ” كما معروف ” تخلو من المبادئ والقيم وأساسها المصالح والأقتصاد بالطبع , وبهذا الصدد تحديداً : – فَمَنْ يحتاجُ مَنْ .؟ العراق أمْ السعودية .! , فنحن لدينا انبوب النفط الذي يمرّ عبر الأراضي السعودية الى البحر الأحمر والمتوقف عن الضخ منذ عام 1991 , ولدينا مصالح اقتصادية اخرى مع هذه المملكة وكان من الممكن الأستفادة اكثر لو كانت لدينا علاقات دبلوماسية وغير دبلوماسية معها ” ومن دونِ مشاعرٍ قلبية .! ” , وعدا أنَّ مقاتلاتٍ سعودية اشتركت مع التحالف الولي في قصف مواقع داعش , وعدا ايضاً أنّ الحكومة العراقية اهتمّت في اعادة افتتاح سفارة للملكة ” مضى على اغلاقها نحو ربع قرنٍ من الزمن ” , وعدا ” للمرّة الثالثة ” أنّ الأعتراض على تعيين شخص السفير السعودي الجديد في العراق , هو اعتراضٌ معروفةٌ اسبابه وغاياته .! ولكن ماذا لو سحبت السعودية سفيرها الجديد وامتنعت عن تعيين بديلٍ آخرٍ له < كردِّ فعلٍ تجاه بعض احزاب السلطة المعترضة > , وبالتالي الأخذ في الحسبان عمّا يترتّب عن ذلك من جفافٍ في العلاقات بين البلدين ” على الأقل ” , فَمَنْ سيخسر .؟ ومَنْ سيربح .؟ وماذا سنكون قد استفدنا .!

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات