3 نوفمبر، 2024 3:13 م
Search
Close this search box.

ليست مسألة ملاحظة، ماذا بعدَ التجريب ..؟

ليست مسألة ملاحظة، ماذا بعدَ التجريب ..؟

إعتقدتُ أن ماتبقى في البال كافٍ لوضع ترتيبات أولية لاستشعار الجانب الأهم من تلك الطقوس التي تقدم ماتعنيه أن الحياة لن تكون تعريفا قاموسيا يتصل بحالة نفسية أو غريزة ما أو توقع غيبي أو حالة مادية أو نقيضها وبالمقابل لم تكن الطرق سالكة للإستدلال على شيء ما خصوصا أن واقع الحال يستطع وضع أجوبة منطقية إزاء المعضلات التي تأتي بوقت مُسبق ، على هذا

المنوال عاودت التفكير بما جرى وفق ما يظهر وما يختفي من الظواهر ووفق ما تتحدث الروايات الجديدة عن العصور التي إنحلت أمام معتقدات أتت بها الكتب السماوية ولم يعها البعض للوصول للغرض المطلوب وكان التقدير على الأساسيات التي تثير السخط والغلو وتخلو من الإستنتاجات المفيدة ، المهم أن هناك من كررَ التأكيد على ضرورة هجرة المذاهب العقلية للوصول الى عمق ما في منصة الجمال وفي غياهب الميتافيزيقيا للإستشعار المبكر بالأسئلة التي يغلب عليها فقدانها لأسبابها وعدم إنتظار أجوبة مُقنعة ،

لكنه في الجانب الآخر كان ذلك إرتقاء بالجدل والإرتقاء بمجالات الإضافات الفكرية للانتشار في جغرافيات أخرى تكون بالضد من المسلمات البديهية ، وكان من الطبيعي ضمن ذلك الإستشعار أن هناك حاجة للبحث في أدلة المعنى وفي القاموس الذي توقف لحين من الدهر على مفرداته فكان الغرض لايحتاج لمعادل موضوعي إنما الإعجاب بالعالم الخارجي والسخرية من العالم

الداخلي وهو ما يعني عدم استعادة وتكرار ما في الذهن ،،

ولم يكن محفزا لذلك غير أن متعة الأشياء تقوم على نبذ الرضائية ونبذ التوسط بين ضديّن ،

كانت الطقوس التي أنتجتها الصور المتبقية في البال قد رتبت بيئتها الصالحة للإزدواج وفُككَت الأشياء المثالية بصرخة من فوق خشبة مسرح أو بلون وضع على لوحة رسام وبجملة لشاعر وكان المُنتجُ:

أن تحدث العشب بأسى …

وتم رثاء العالم الذي مات من الآلات والمدافع

ولم يكن هناك من يصدق بمرور الماء من تحت أوراق البامبو ،،

إستُدلَ على شيء ما عندما هزت الإحساسات العنيفة بؤر التوتر لتقترب المشاهد من معايير الجمال وقوانين الكتابة عندما تحدث كروبولس للمتجمهرين أمامه عن أغنية أُوجيّب …وعن سرير مردفوس ..

وأنا وقلة من الآخرين لم نستغرب كيف تكلمت هذه الأحجار ونادت على المطر أن يتساقط ، لاشك فقد إستمتعنا بالفراش الوفير وبأنغام قيثارة هيلين وقد عظّمنا ملكة الخيال حين جمعت مختلف العقائد في بؤرة بصرية واحدة وكان هناك من ينظر لنفسه بإعجاب وهو ماجعلنا نعود الى مابدأنا به من أفكار لكن الفارق أن بعضنا لازال ينظر للبعض الأخر بريبة وبشزر ،بعد وقت ليس بالقليل وبشكل تلقائي انعكست رؤيتي سريعا على الجانب الآخر من العالم بعد أن إستراح العقلُ وراحت العواطف تهيئ ظروفا جديدة لها ليكشف ماتبقى من الضوء ماكان غرائبيا وغير معقولٍ أيقنت أن التمرد المطلوب قد حدث فعلاً ولأول مرة سأمت مما كنت أعشقه إذ لم تشكل رؤيا القطارات لم تشكل هذه المرة شيئا في نفسي رغم أني وقفت أعلى المكان الذي يسمح لي أن أرى حتى نهايات القضبان الحديدية ونهايات الأسلاك الكهربائية بل وأرى النقطة الأخيرة التي يبتعد بها القطار عن البحر ، ولأول مرة أيضا سأمت من البنايات الشاهقة ومن الليل وتشكيلاته وكنت أينما أسير وأرى تلك

الأشياء المادية التي كانت تغريني فتحفزني على الكتابة وجدتها الآن خالية المعنى فضفاضة الرداء وقلت لنفسي هو فعل يحتاج لتفصيل أدق فأنا لم أعد أتحسس مكانا بعينه وما كانت أكثرها الأمكنة لذلك قلت :

ينبغي أن أعيد تردد الصدى ..

أن أستدرك السعة النهائية لآخر الليل

أن أعرضَ لشئ ما في فكرة وجودية ..

وبدأت بتمزيق الفهرست

الذي إحتوى على الأدراج والصناديق وخزائن الملابس والمتناهي في الصغر وجدل الداخل والخارج والفصل الأخير لظاهراتية الإستدارة ،

تيقنت بأني أمارسُ تدريباً على عالم غير خاضع لي وقد سَرني ذلك لأنني سأصل لنتيجة ما في إخضاع الإنفعالات المنفلتة وتحويلها لإنفعالات ذكية قابلة للإنتقال من الفكاهة الى الدراما ومن الدراما الى الفكاهة وبدأت بـــ أنا وماليس أنا ، كان التخلص من المشاهد المألوفة التي ذكرتها قد

أزال عني البعض من التراكم النوعي وأزال البعض من فخامة موروث الواقع وبدأت أكتسب قليلا من القوى النفسية بعد تحليلها وقليلا من فلسفة الوهم قبل زواله وضربتُ بأمثلة مخالفة لما كان يُضرب فاستعنت بقوانين الإمتلاء وأستعنت بجوهر الفراغ فعلمت أين سيفقد العالم ملامحه وهكذا رتبتُ تقنياتي للحصول على الحد الأدنى من أشكال المعادلات الوجودية وفجأة رفعت رأسي ناحية شاشة التلفاز لأرى قطارا يقف في أحد المحطات وبدأت أطيل الملاحظة في لون القطار وفي الواقفين وفي سلالم الأنفاق وفي ملامح الذين يهمون المغادرةَ وللمرة الثالثة قلت لنفسي : المسألة ليست مسألة ملاحظة بل مسألة مالذي يأتي من بعد التجريب ، صعدت القطارَ وأقتقطعت تذكرة وسلمت سلاما هادئا على من كانَ فيه من الركاب رغم أني كنت جالسا أمام شاشة التلفاز وبقيت هنا وهناك ، هناك حين شممت رائحة المراعي وهنا جالس على الكرسي أتفقد كَمَاً أخرَ من المصادرٍ :

لبلزاك ….

أي قوة لهذا الوجود الذي تضعه بين قوسين ،

ولبير جان جوف …

جدارٌ سريٌ يُنتظر أن يُدهنَ باللون الأبيض ،

ولجان بيليرين ….

البابُ يشمني قبل أن أدخل ،

ثم أعدت قرأه رسالة رلكة الى كلارا ووضعت خطاً تحتَ

(الأعمال الفنية تنبثق دائما من أناس واجهوا المخاطر ليشعروا بنوع من الفوضى ينعكس في أعمالهم ..)

بعد وقت أقل قصراً إتسعت الأبنيةُ ودخلَّت العمقَ الأشياءُ التي تجاهلتها ومررت بها سابقاً ،وهذه المرة هدأت العاطفةُ وأحتد العقل وراح جميع الذين غادروا مختلف وسائل النقل يُقيسونَ أي الأعمال بقيّت عندها مياهُهم الراكدة في حين لم يُسمع صدى لصوت ولاسعة لليل ولابدايات لطُرق سوى نقاط متفرقة في الأفق ومُصغر لكرة أرضية ومجسمات لكلا الجنسين على طاولة لاتتسع إلا

لشخص واحد ووحيد لأنه سينفرد في البكاء ويحتاج بكاءه لتفسير جديد كي يستطع بعدها أن يروي وقائع أخرى ولكن بتفاصيل أدق ،

[email protected]

أحدث المقالات