من يتصور بأن الاوضاع في إيران على مايرام بعد الاحداث والتطورات غير العادية على مر السنوات الاربعة المنصرمة، فإنه يضرب بالتخت رملا ويغرد خارج السرب وأبعد مايکون عن الواقع الايراني، ذلك إنه يجب العلم بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد أن واجه إنتفاضتي 28 ديسمبر2017 ونوفمبر2019، لم يعد على سابق حاله إذ تغير کل شئ نحو الأسوأ بکثير وعلى الرغم من النهج الصارم الذي يلتزم به هذا النظام ازاء التستر على أوضاعه الحرجة وغير العادية ولى نقاط ضعفه ومکامن خلله، لکنه لم يتمکن أبدا من التغطية والتستر على التأثيرات النوعية لهاتين الانتفاضتين واللتين تزامنتا مع ظروف وأوضاع سياسية وإقتصادية وخيمة يعاني منها هذا النظام الامرين في ضوء العقوبات الدولية غير المسبوقة والعزلة الدولية الخانقة التي يواجهها النظام، والذي يٶکد قوة تأثير هاتان الانتفاضتان على الاوضاع المختلفة للنظام إن القادة والمسٶولين لايکفون عن إطلاق تصريحات بين الفترة والاخرى يحذرون فيها من إحتمال إندلاع إنتفاضة عارمة تکون أقوى من الانتفاضتين السابقتين!
الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية السيئة أساسا في إيران، تزداد سوءا مع عدم تمکن النظام على تحسين الاوضاع أو على الاقل وقف تدهورها، ولعل الصراع المتصاعد بين جناحي النظام والذي يزداد شدة مع تصاعد الازمة الخانقة العامة التي تضرب النظام، من الممکن جدا أن تدفع بهذا الصراع وکنتيجة ومحصلة نهائية لذلك الى منعطف غيرعادي، وبهذا السياق فإن ماقد دعا إليه نائب رئيس البرلمان الإيراني أمير حسين قاضي زادة لاعتماد النظام البرلماني في إيران لأن النظام الحالي (الرئاسي) لا يتيح لمجلس النواب إمكانية استخدام أدوات لاستجواب ومحاسبة الحكومة، يمکن إعتباره بمثابة مٶشر على إن النظام صار يعلم جيدا بأنه لو بقي على حاله فإنه متوجه الى مفترق قد لايعود منه سالما، ولذلك فإنه وکخيار الغريق المتشبث بقشة أو کخيار شمشون الذي هد کل شئ على رأسه ورٶوس أعدائه، فإن الدعوة لهذا التغيير الذي سيضع حدا لمسرحية الاعتدال والاصلاح ويجعل النظام يخلع الاقنعة الوهمية ويظهر على حقيقته، وهذا مايٶکد ماکانت قد أکدت عليه قبل فترة زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي من إن النظام يعيش حالة تمزق وصراع وتخبط غير مسبوقة من جراء الازمة المستفحلة التي يعاني منها على الصعيدين الداخلي والدولي والتي لاحل لها إلا بسقوطه وتغييره، ذلك فن هذه الدعوة ليس مجرد دعوة طارئة أو غريبة على الاوضاع الصعبة التي يعاني منها النظام بل إنها تأتي لتٶکد وتثبت عمق الازمة ومن إنها في طريقها لکي تغلق کافة الابواب بوجه النظام.