ها هو دم العراق يضطرني الى الكتابة مرة اخرى و ان كنت على يقين باننا من يكتب و من يقرأ. و لكن الكتابة هو رد المنكر ( باللسان) و ان كان هناك الملايين لا يقدرون على رده الا ( باضعف الايمان، بالقلب). لا يقدرون على رد الفأس الذي يرغموننا على ان نحني رؤوسنا امامه و نستسلم للقتل البشع و بعد قطع رؤوسنا، سيقطعون بالفأس نفسه العراق.
ماذا يجري؟ لنتوقف عن السؤال ( أ ليس بينهم شخص رشيد؟)، فهو سؤال غبي، لأن الاحداث و حمامات الدم التي صبغت و تصبغ العراق كله، الا محافظاته الشمالية الثلاثة، تجعلنا نتأكد ان لا ( رشيد) بينهم، الذين في الحكومة و الذين يدعون ( الثورة ) للوصول الى الحكومة.
قال خالد العلواني او نقل عنه قوله في مؤتمر صحفي داخل مجلس النواب يان المالكي دبر ذبح الجنود و التمثيل بجثثهم.. و مساء، صرح قائد شرطة الانبار بأن احمد ابو ريشة القى القبض على اثنين من القتلة. و طبعا سيتناسى العلواني كذبه كما تناسى اكاذيبه التي دفعت بالمتظاهرين الى منطقة لم يكونوا يريدونها.
لا اريد تبرئة المالكي مما جرى و يجري، و لكن المطلوب ان يكون هناك خوف على العراق و ان تكون هناك حرمة للدم العراقي. ان الايام الاخيرة و دخول البيشمركة الى كركوك و تصريح طارق الهاشمي بأنه بانتظار ان يتم ( تحرير) اية مدينة عراقية ليرجع اليها و يبدأ منها مهمة ( تحرير) العراق، يوضح سببا لما تم جر العراقيين اليه، المعتصمين و المنتفضين و الجيش، و يتناسى هذا الهاشمي بأنه ما يزال مصرا على الاحتفاظ بلقبه الاحتلالي ( نائب رئيس جمهورية) و يتناسى بان الدستور الموضوع للعراق باياد امريكية و كردية واضحة، ما كان ليمر في الاستفتاء لولا موافقته كرئيس للحزب الاسلامي العراقي ( تنظيم الاخوان المسلمين – العراق) في آخر يوم للدخول في عملية الاستفتاء.. و لن اشير الى تهم الارهاب الموجهة اليه، لأن تمريره للدستور الذي يمزق عراق تهمة اكبر حتى من تهمة الارهاب، لأنه الدستور الذي فعّل الارهاب و فرق الموت المصنوعة امريكيا او المقلدة عراقيا.. و مثله يتناسى رافع العيساوي ما كشفه المسؤولون الامريكان انفسهم عن بيعه لدماء الفلوجة ( 2004) في صفقة كشفتها الكاتبة المجدة عشتار العراقية و الذي لا يعرف عن هذه الصفقة، ليراجع الرابط (http://ishtar-enana.blogspot.ae/2010/07/blog-post_8934.html)
و تناسى العيساوي دور اياد علاوي في ذبح الفوجة بذريعة القضاء على الارهاب و ائتلف معه في قائمة ( العراقية) و التي كانت اسوأ نكتة عراقية في الحفاظ على وحدة العراق و رفض الفيدرالية و الاقاليم.. و قد حاول الهاشمي ان يبرر موافقته على الاقاليم في لقاء مع سكاي نيوز العربي قبل اسبوع، لكن حركات جسده و يديه و نظراته، كشفت كذبه و كشفت عورة تبريره غير المقنع. و تناسى العيساوي مجمع القصور الذي يحتله في المنطقة الخضراء، و تناسى ما اشارت اليه صحيفة الرياض السعودية في عددها 15732 و الصادر في 21 تموز 2011، مشيرة الى المتهمين بتمويل الارهاب في العراق، و حين البحث عمن تقصده الصحيفة ب ( السياسي) العراقي ( الصديق) ، اتضح انه رافع العيساوي. و يتناسى اياد علاوي مذابحه في الفلوجة و النجف و تلعفر و الذي دافع عنها في لقاء تلفزيوني حين كان رئيسا للوزراء و بثته قناة العراقية، حين كانت قناته، بانه دخل هذه المدن بتخويل من رسائل جاءت اليه من اهلها!! و يتناسى اعترافه بالتعامل مع الامريكان و 19 وكالة استخبارات للاطاحة بنظام صدام، و يصرح قبل ايام عن الاخطاء الامريكية التي ارتكبت في العراق و يتناسى انه واحدا من اكبر الاخطاء. و يتناسى علي الحاتم و احمد ابو ريشة بأنهما كانا ضمن ائتلاف دولة القانون الى ان جاء من دفع لهم اكثر من المالكي، و يتناسى آخرون كانوا ضمن جوقة ( المعارضة) العراقية المطالبة بإطاحة نظام صدام حسين و حين لم يجدوا دورا، انقلبوا ضد العملية السياسية ( التي يرفضها العراقيون و لكن لا حول و لا قوة لهم) و كرروا الجريمة نفسها ضد العراق و العراقيين و هذه المرة بذريعة ( تهميش مكون اساسي) و يطبلون لمذبحة لن تكون نهايتها الا دماء تؤسس لتقسيم العراق.. و اخرون جاؤا مع الآمريكان و حين وجدوا ان نصيبهم من ( الكعكة) صغيرة، عادوا الى حيث اتوا، و بدأوا في تكرار الجريمة نفسها ضد العراقيين. و يتناسى الاخوان النجيفي وقفتهما التي اعتبرها العراقيون ( مشرفة) ضد الاحتلال الكردي للعراق، و اصبحا لا يتنفسان دون ابلاغ برزاني و اخذ موافقته على كمية الهواء التي يدخل رئتيهما، و تناسى النجيفي البرلماني بأنه وقف صارخا بأنه لو قتل فأن الاكراد سيكون وراء اغتياله، و بدأ يعمل للأجندة الكردية المهينة له قبل ان تكون مهينة للعراقيين كلهم.
ان كان هؤلاء يتناسون، لماذا يتناسى اهلنا في الرمادي و الفلوجة و الموصل و كركوك و الحويجة و ديالى و صلاح الدين؟ كيف يتناسون او يقبلون ان يرغموا على النسيان و يصبحون ادوات لتمرير اجندة تقسيم العراق. المتناسون الكبار يقبضون اجور ما ارتكبوه و يتناسونه، و لكن اهلنا في المحافظات التي انتفضت لحقوق، لم تكن حقوقا للسنة فقط، انما حقوقا لجميع العراقيين، الى ان تدخل هؤلاء المتناسون و من يقف خلفهم و يمولهم و ينفخ في جيوبهم و اندسوا في صفوف المعتصمين و المتظاهرين، لتتحول الاعتصامات و المتظاهرات من المطالبة بالحقوق الى طائفية مقيتة.
ليذهب البطاط و بزته العسكرية و كلاشينكوفه و ميليشاته الى الجحيم، و لكن ا لم يرتدي شيخ جمعة الفلوجة البزة العسكرية قبله؟ ليذهب علي غيدان و من امره باقتحام ساحة اعتصامات الحويجة الى الجحيم، و لكن أليس من العار و الشنار ان يصدر من يمثل معتصمي الحويجة بيانات بأحقية البيشمركة في دخول كركوك و يتهجمون على شيوخ من عرب كركوك يطالبون بدخول الجبش العراقي و خروج البيشمركة..
ماذا يحتاج اهلنا في الرمادي و الفلوجة و الموصل و ديالى و كركوك و صلاح الدين ليكشفوا الحقيقة التي تصرخ ليستوعبوا بأنهم اصبحوا ادوات لمن يقبض و هم يدفعون الدم و الراحة و عدم كسب اي شيء.
ليذهب الجميع الى الجحيم، المالكي و من معه، علاوي و من معه.. لن يقبل العراقي الذي حوله اياد علاوي الى الجبهة المتقدمة في مواجهة الارهاب لى جبهة متقدمة لحرب طائفية لا ناقة لهم فيها و لا بعير. و لتذهب الفضائيات التي تبث الاشاعات الكاذبة و المجاميع الالكترونية و مواقع الانترنت التي ترسل الاشاعات و صورا مزيفة عن ( انتصارات) وهمية..ليذهب كل دون كيشوتات العراق الى الجحيم..
و اصحوا يا اهلنا في الرمادي و الفلوجة و الحويجة و كركوك و ديالى و صلاح الدين و الموصل.. اصحوا و اصرخوا بأن دمكم ليس رخيصا امام من باعكم و باع قضيتكم لمرات عديدة، و هذه المرة لن تكون الاخيرة.. الهم اشهد فأني بلغت.