17 نوفمبر، 2024 10:19 م
Search
Close this search box.

ليت لقوى الخير ثروة

ليت لقوى الخير ثروة

من يتصفح الجرائد الالكتورنية المستقله و يشاهد الفضائيات التي كسبت شرائح واسعة من القراء و المشاهدين سواء من الجمهور او سياسييون او مسوؤلون في الدولة العراقية يرى كثير من الاقلام و الاصوات ذات الحرفة بالتحليل و كيفية استغلال المعلومة في عرض وجهة نظر و كشف حقائق بطريقة صحفية عالية المهنية و حسب وجهة نظر الكاتب و اتجاهاته و ميوله قالقارئ يقرأ مقالتين او اكثر بوقت واحد حول موضوع واحد و لكن بوجهات نظر محتلفة و تلاحظ كلها بحجج قويه و مقنعة و من ليس له خلفية ثقافية عاليه يقتنع بهما جميعا .
و كذلك نلاحظ التلون و التغيير للكاتب الواحد بقناعاته عندما تقرأ لاي كاتب فتراه مرة يؤيد او يغازل الجهة السياسيه كذا و بعد عدة مقالات يبدأ بمغازله جهة السياسيه الاخرى كانه يسوق قلمه لمن يدفع اكثر و انا هنا لا اقصد الجميع بل اقصد الكثير منهم  ان ثقافة تسويق القلم اصبحت بالعراق شائعه و علنية بدون حياء و بطرق بالغة الذكاء يساعدهم بذلك الطلب الواسع على مثل هذه الاقلام و الاصوات و تلاحظ بعض الاعلاميين يهددون علنا بالصحف او شاشات التلفزيون بكشف اوراق معينة ضد المسؤول الفلاني ثم ينتظر اتصال ذلك المسؤول ليساومه.
ان الخطير من هذا كله ان هؤلاء الكتاب و الاعلاميون اصبح لهم جمهور كثير من القراء و المستمعين و اصبح لهم تاثير على مساحات واسعة في التأثير الاعلامي و توزع اغلبهم كابواق للسياسيين او للكتل السياسيه الجاثمة على انفاس الشعب او مدافعين عن القتله و السراق و ايجاد المبررات الشرعية لهم
و المؤلم عندما  ترى كل يوم يمر سقوط اقلام و شخصيات  تحترمها في هذا البحر الماجن الى ان تصل الى قناعة ان هذا ابحر سيجرف الجميع لا سامح الله و تبدأ بالبحث عن طرق الوقاية لتنئى عن هذا المرض الخطير الذي يسرق قبل قلمك انسانيتك لتتحول الى شخص يقاتل من اجل اسراع تحوله الى حيوان متوحش ينهش بلحم الابرياء و المساكنين ضنا منه بان هذا حقه بالحصول على لقمة العيش و الابتعاد عن ذله العوز .
و انا جالس احتشي الشاي و احلم كالعادة احلام اليقضة و افكر بهذا الموضوع حلمت بان لقوى الخير ثروة و اموال طائلة و تقوم بشراء هذه الاقلام ليس لتسخيرها للخير لكن فقط لاسكاتها و ايقاف بثها للسموم بجسد مجتمعنا فان اوقفتها لن تحتاج الى اقلام الخير فالخير و السلام و الحريه ستنتشر عندما تخرس تلك الاقلام  ….. لكن … للاسف لا يمكن ان يكون لقوى الخير ثروة فقوى الخير هي القوى التي تمثل جميع الكادحين و الفقراء و المحتاجين في مجتمعنا فمن اين تكون لها ثروة فالثروة بيد السراق و القتله و من على رأس السلطة .

أحدث المقالات