8 أبريل، 2024 4:50 ص
Search
Close this search box.

ليت العراق يتعلم من دول الخليج كيف ينظر للتحالفات الدولية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ساسة دول الخليج العربي شكلوا ظاهرة متفردة في الوطن العربي جسدت الحكمة والواقعية السياسية التي وجهت صفعة الى الإستعلاء الحضاري لباقي دول العربية التي كانت ترى ان دول الخليج عبارة عن مجموعة من البدو ، و جلبت هذه الحكمة الى الخليج الخير والإستقرار والأمان والحماية … ولأول مرة في التاريخ العربي المعاصرة ظهر مفهوما جديدا للتحالفات مع الدول الكبرى ، فقد كان الفكر السياسي الغوغائي اليساري والقومي والإسلامي يعتبر التحالفات مع الدول الدول الكبرى مثل أميركا وبريطانيا ( إستعمار وخيانة وعمالة … ) وبعد هزيمة المعسكر العربي الذي تمسك بهذه الغوغائية ونجاح دول الخليج سياسيا وإقتصاديا حصلت الصدمة في العالم العربي وظهرت حقيقة ان العرب لا يستطيعون إدارة شؤونهم بأنفسهم دون وصاية دولة كبرى عليهم !

حكام دول الخليج حولوا شعورهم بالضعف الى قوة ونجاح .. وحينما شعروا بعدم قدرتهم على إدارة شؤونهم وحماية بلدانهم من الأعداء والدول الطامعة .. فكروا بعقل عملي وعقدوا سلسلة تحالفات مع بريطانيا وأميركا وفرت لهم الرعاية والإستشارة والتخطيط والحماية .. وبرزت دول الخليج من بين الاقطار العربية الأخرى التي تدعي العمق الحضاري والثقافة وإمتلاك الكفاءات .. برزت التجربة الخليجية في الإستقرار الإجتماعي والسياسي ، والنجاح الإقتصادي والرفاهية للمواطنين ، مما عرى الفكر السياسي الغوغائي اليساري والقومي والإسلامي وأظهر إفلاسه ووقوفه ضد مصالح الشعوب .

المثير للحزن لنا كعراقيين ان النهج الذي سارت عليه دول الخليج في عقد التحالفات هو نفس نهج العهد الملكي في العراق حيث كانت تربطنا تحالفات مع بريطانيا وأميركا ، وكنا نخطو أولى الخطوات في بناء دولة مدنية منفتحة على العالم المتحضر بعيدا عن المحيط العربي الإسلامي المتخلف ، لكن الشيوعيين وبإوامر من موسكو والقوميين بأوامر من مصر وبعض الغوغاء قاموا بنشاطهم التخريبي في الإحتجاجات والتظاهرات والتخوين وصولا الى الإنقلاب الأسود في 14 تموز عام 1958 الذي دمر مؤسسات الدولة وفتح عهد الإضطرابات والإنقلابات الدموية وأفقد العراق فرصة المضي نحو التقدم والتطور .

من أسخف ما يردده العراقيون قولهم (( أميركا لم تأتي لسواد عيوننا )) وهذا دليل على الجهل الكارثي لقوانين العلاقات الدولية القائمة على المصالح .. فالعراقي لايفهم ان العلاقات بين الدول أخذ وعطاء ، وان الثمن الذي تدفعه دول الخليج الى أميركا وبريطانيا هو ثمن طبيعي وليس إستغلال ونهب للثورات مثلما تفعل إيران مع العراق ، والمثير للسخرية مطالبة الساسة العراقيين لأميركا بتنفيذ بنود الإتفاق الإستراتيجي في التعليم والإقتصاد والصحة والتسليح والحماية من الإرهاب .. وفي نفس الوقت يرفض العراق بأوامر من إيران منح الشركات الإميركية أية عقود .. فهل هذا معقول في عرف العلاقات بين الدول ؟!

التوقعات الإيجابية بالنسبة للعراق تشير الى ان ( سنة العراق ) قاموا بمراجعة أنفسهم وفكرهم السياسي ، وأصبحوا فكريا إمتداد لدول الخليج ، ومستقبلا سيكون الإقليم السني أو عندما يتم سحق النظام السياسي ببغداد وعودة ( السنة ) لحكم العراق .. سيكون العراق أو الأقليم السني جزءا من محور دول الخليج في الإنفتاح وعقد التحالفات مع أوروبا و أميركا وإسرائيل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب