19 ديسمبر، 2024 12:55 ص

ليت الزراعة على خطى الكهرباء .. البق لا يرحم يا معالي الوزير

ليت الزراعة على خطى الكهرباء .. البق لا يرحم يا معالي الوزير

خطوة جميلة تلك التي اقدم عليها وزير الكهرباء بانهاء قطيعته مع الحكومة والالتحاق بوزارته لمباشرة اعماله، والنظر في طلبات المتظاهرين ممن يفهم لغتهم ويعي الطريقة الامثل لتحقيق ما يريدونه، واكثر من ذلك الاعتراض من داخل مجلس الوزراء نفسه.

تلك الخطوة تستحق الثناء، لان سياسة تحقيق الاهداف بحاجة دائما الى طرفين ضاغط ومفاوض، والاستمرار بالضغط وحده لن يحقق اية اهداف بعيدا عن مفاوض من داخل الوسط، عالم بما يدور فيه، مدركا للاستراتيجيات المعدة للقفز على اهدافه –لاسامح الله- والتي ينبغي على زميله الضاغط ان يتوقاها باحداثيات من عنده.

ما يهم في الامر كله صراحة، وبعيدا عن منطق العودة والتخوين الذي دخلت فيه العشيرة لاول مرة باعلانها البراءة من السيد الوزير، بعيدا عن ذلك، فان ما يهم هو ان الوزير اعلن عقب عودته وفي اجتماع لوزارته عزمه انهاء ازمة الكهرباء والاستمرار في خطة الوزارة في هذا الاتجاه.

ذلك ما يدعوني صراحة، وبمنطق اهلنه، التوسل الى السيد وزير الزراعة بانهاء عزلته والعودة الى مباشرة اعمال وزارته، خويه معالي الوزير فدوه اروحلك.. عمي اعتراضك على راسنه من فوك، من حقك تعترض، بس بويه الناس ماتت من البق (البعوض)، بطلنه ما نريد ناكل برتقال ديالى ومشمش كربلا، حته تمر البصرة ما نريده، بس فكنه من البق الله ايفكك من المالكي!!

(البق) يا معالي الوزير اكبر من يدرج في حملة مكافحة عرضية تقوم بها الوزارة ضمن خطط دورية للمكافحة، هو بحاجة ماسة الى تشريع داخل البرلمان، واصدار قانون مكافحة البق على غرار قانون مكافحة الارهاب، او المادة 4 بك على غرار المادة 4 ارهاب…

(البق) يهدد السلم الاهلي مثلما يهدده الارهاب، وانا لا اشك اطلاقا ان بلدان الجوار هي من يقف وراء تنامي ظاهرة البق، واذا كانت المسؤولية في مجلس الوزراء تضامنية كما يعبر السيد المالكي فعلى معالي وزير الزراعة ان يحذر زملاءه في وزارة الداخلية والدفاع والنقل والمالية والتجارة من تسيب الحدود ودخول عشرات الافواج من هذا الحيوان المفترس!

لم نعد يا معالي الوزير، نسأل عما يمكن ان تقوم به الوزارة في دعم المنتوج المحلي او النهوض بواقع الزراعة في البلاد، فما ان تدخل السوق حتى تدرك جيدا ان العولمة وصلت ابعد من غاياتها المعدة، وليس ثمة ضرورة للبحث عن مصدات للغزو الاجنبي المحتمل، او التقليل من حجم الانفتاح على العالم! في السوق لا شيء لنا سوى الباعة الذين يملئون الدنيا صراخا، فالبائع عراقي والصوت عراقي فقط، اما البضائع.. البرتقال والتفاح مصري، والخيار والكلم سوري، والطماطم والبطاطا والباذنجان ايرانية، والموز صومالي، وهناك لالنكي (يوسفي) باكستاني…

لم يبقى معاليكم، حتى الباكستان صدرت الينا ما نأكله، الباكستان يا جماعة الخير..!

ليس ثمة حاجة لان يندب الشيخ البدراني اردوغان الفاتح، كي يحرره من غزو (المجوس) يا معالي الوزير، بامكانك وانت زميل في المظاهرات ان تطمأن فضيلة الشيخ ان المعركة القادمة وضمن تطور اليات المواجهة عالميا لم تعد معركة سيوف وغزو وخيول تسرج للثأر وحلم بانبراطوريات (كما يسميها المرحوم عبد الرزاق الحسني) عثمانية يعيش فيها شركائكم في البلاد كمواطنين من الدرجة الثانية وحتى العاشرة، المعركة اقتصادية بامتياز، والسيطرة فيها لمن يدير دفة اقتصاد السوق.

والسوق لا شيء فيه سوى البضائع التركية، فهي غازية دونما صوت او صدى، وليس ثمة ضرورة لان يغطيها صلاح الدين رماحا، ولا قلق في ذلك اطلاقا سوى دعوة صادقة للشيخ البدراني بالامتناع عن مشاهدة مسلسل (حريم السلطان) الذي الهب به حمية الثأر وجنح ذات يوم بخياله فتصور الجواري تتمايل على جنبيه والمالكي من وراءه ممسكا بريشة كبيرة..

لم يبقى، معاليكم، من السوق ما يثير القلق، وكأن صراع الارادات الايرانية والتركية ممثلة باعلى ما يكون، مع الاعتقاد بتفوق الجانب التركي الواضح في هذا المجال…

وبالعودة الى البق، معاليكم، فانا أعرف انه بحاجة الى طائرات للمكافحة والجانب الكردي رافض للتسليح متحسس من الطائرات الشراعية على الاقل، والطائرات (اف16) غير كافية لمكافحة البق، وهناك اكثر من ضرورة لتشكيل مجلس اعلى لمكافحة البق، تشترك فيه وزارات متعددة، او تشكيل قوات من شرطة اتحادية للغرض ذاته، خشية ان تثار حمية البعض وتفعيل دائرة الاتهامات المتبادلة بين المكونات بالاتهام..

اقولها صادقا، ولست متحسسا من البق، بالقدر الذي اتحسس فيه رؤية اللالنكي (اليوسفي) الباكستاني، ان الابقاء على الازمات دون حلول سوف لن يولد الا ازمات اخرى، الوزارات بحاجة جادة الى عودة وزرائها وممارسة اعمالهم وتمثيل المتظاهرين من داخل مجلس الوزارء نفسه، اما ان يزعل الوزير كل شويه ويختاض ويروح لبيتهم والبق باقي يطنطن على روسنه، ففي المسألة اكثر من رأي…

المثل الشعبي يقول (صاح الديج وأيست المختاضة) وهو كناية عن انتظار النساء الزعلانات من ازواجهن في امكانية ان يأتي الزوج ويعيد امرأته، الا ان صياح الديك افقد المرأة وسبب لها اليأس! واذا ما شئنا ان نستثمر هذا المثل في حكايتنا مع معاليكم، فاعتقد ان طنطنة البق ليلا سيفقدكم نكهة العودة وسيفقد الناس الامل في جديتكم لمعالجة الاوضاع، فمعاليكم وزير لكل العراقيين والمسؤول الاول عن البق…