أسم أرعب الدكتاتورية، وقوته معارضة؛ للقمع والتفرد والدكتاتورية، وتؤسس لمشروع بناء دولة بمفاهيم عصرية، تستطيع من خلالها رص اللحمة وطنية.
قاد المعارضة العراقية، وقارع نظام تسلط على رقاب العراقيين؛ طيلة 35 عام.
السيد محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي (قدس)، (8 تموز1939م – 29 آب 2003م )، نجل المرجع الكبير السيد محسن الحكيم( قدس)، ومن عائلة قدمت قوافل الشهداء، على مذبح الحرية، وإعدم منها 63 من السادة الأجلاء، الّذين رفضوا الخضوع للدكتاتورية.
قائد لم يهدأ له بال، حتى يصل الى غاية تحرير العراق من الدكتاتورية، وقد تصدى للعمل السياسي والفكري الإسلامي منذ بدايات شبابه، حتى كان ساعداً للمفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس)، وهاجر في شهر تموز عام 1980م، من نفس العام الذي إستشهد في الشهيد الصدر، وحمل معه أفكار القيادة والتحرر، حتى أسس جناحه العسكري المسمى (فيلق بدر).
عاد الحكيم الى أرض وطنه، بإستقبال مليوني، وهو يحمل راية النصر، وإستراتيجية بناء الدولة، ترجمها بتحركات سياسية وخطابات جماهيرية، ترسم الخطوط العريضة للدولة، وآلية كتابة الدستور بأيادي عراقية، والتنبأ بالمشاكل والعقبات، التي سوف تواجه عملية سياسية؛ تبدو غريبة في محيطها.
خضع الشعب العراقي، الى عمليات التشويه الفكري الممنهجة؛ خلال حقبة الدكتاتورية، وفتح العراق الجديد عينه بعد عام 2003م، على قمم من الخراب والدمار، وجرائم بشعة ضحياها في مقابر جماعية، كان الحكيم طيلة فترة المعارضة، ساعياً لفضحها، وتدويل مظلومية العراقيين، وحمل فيها راية وطن من شماله الى جنوبه.
أن عملية دخول القوات الأجنبية للعراق، وإعطاء الإحتلال شرعية دولية، حمل في طياته إستراتيجيات دولية بعيدة الأمد، وقد واجهها الحكيم بخطاب؛ يدعو الى عراق موحد، وعدم السماح للتجزءة، والعمل بكل الإمكانيات؛ لرأب صدع خلفته الحروب والظلم، ثم كتابة دستور؛ يضمن حقوق متساوية لجميع الأطياف، ورفض الطائفية، والتنبيه على قنبلة موقوتة، قبل أن يعرف الساسة ، تلك المرامي التي تريدها؛ لحفظ وحدة العراق.
أنفجرت سيارة مفخخة في حادث إجرامي؛ فور الإنتهاء من آخر خطاب صلاة الجمعة، داخل الصحن الحيدري المقدس، وراح ضحيتها مئات الشهداء، من محبي السيد الحكيم، وخطط لها بعناية؛ حتى لا تبقي أثر لجسده الطاهر، ولكن فكره الذي كان بمثابة القائد والمحرك؛ للعمل السياسي نحو هدف سامي؛ بقي عائقاً أمام إستشراء الفساد، والميولات الخارجة عن الإرادة الوطنية.
زلزلت خطابات الحكيم الأرض، تحت أقدام قوى كانت ترسم لتقسيم العراق منذ قرون، وتهدف لفرقة شعبه ونهب خيراته.
فاز الحكيم بالشهادة التي يبتغيها، وخسر العراقيون قائداً، قادراً على جمع شتاته عند الملمات، ونبه شعبه قبل أن يدق ناقوس الخطر، الذي نعيشه اليوم، وجسده تطاير في سماء وطن؛ وإندك في صدور عامرة بحب ترابها، وكسرت مقابضهم، قيود الدكتاتورية والطائفية، وليت الحكيم موجوداً هذه الأيام؛ وينظر ماذا فعل الفساد والطائفية.