23 ديسمبر، 2024 4:31 م

ليتهم يلعبون “طوبة” فعلا

ليتهم يلعبون “طوبة” فعلا

تمنيت ان لا اقرا مقالي الزميلين العزيزين صباح اللامي وطه جزاع في “المشرق” ليوم السبت الماضي قبل ارسال هذا المقال للنشر. فلقد وجدت نفسي بين مطرقة ابي  سيف وسندان ابي ياسين . اللامي يريد من كتاب اخيرة “المشرق” تلمس  نبض الشارع وهموم الناس وكأن  هاشم حسن قبل “جلطته” الشهيرة هو المسؤول عن مزاد البنك المركزي وتهريب 200 مليار دولار.. وطه جزاع هو المعرقل رقم واحد لقانون  البنى التحتية.. وكاتب السطور هو الذي فاوض الروس و”الرجلين” على “كوميشون” صفقة الاسلحة الروسية. اما صديقنا طه الذي هو مثل الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة له يومان يوم بؤس ويوم نعيم فقد ثبت لي بالدليل القاطع انه كتب مقاله الاخير ” اقلامنا الطنبورية” في يوم البؤس فاراد ان يلزمنا الحجة بان ما نكتبه هو ليس مجرد حديث خرافة بل هو على طريقة “عرب وين .. طنبورة وين”.
  مع ذلك ساضطر لعدم الالتزام بالقناعات الجزاعية في اصول الكتابة الطنبورية لاحلق مع افكار اللامي التي تتراوح بين تشخيص واقع سياسي مر مقابل واقع رياضي مزدهر. الاول يقوم على خطاب التفرقة والتحريض والفتنة وكل ما تجود به السنة السياسيين ممن يزفون لنا البشرى تلو البشرى بامكانية العودة الى “المربع الاول” مقرونا  بهوسة “وين يروح المطلوب النه”.. بينما يقوم الثاني على الوحدة والتلاحم والافراح التي تاتينا بها اقدام الرياضيين والمقرونة  بهوسة “احنه الاسسنه الملعب واحنه النلعب بيه” .
المفارقة الاكثر لفتا للنظر ان من يردد اهزوجة “وين يروح المطلوب” هو ذاته من يردد اهزوجة “احنه الاسسنه الملعب” بينما المنطق يقول ان من يفتخر بتاسيس اول ملعب لايبحث عن مطلوب مجهول قد يكون احد ضحايا المخبر السري. مع ذلك هناك امر يستحق التقدير بحق الطبقة السياسية بكل اطيافها ومكوناتها وهو اعترافها    ان حكيم شاكر لا مارتن كوبلر ويونس محمود لا صور اردوغان  او  صور  نجاد هي القادرة على توحيد الشعب العراقي وجمعه على “فرحة” سواء.
 هذه “الحسنة” يمكن تجسيدها على ارض الواقع من خلال مقترح اتقدم به من خلال “المشرق” وذلك بان  ينزل رجال الطبقة السياسية لا الى الشارع خوفا عليهم من الارهاب بل الى ملعب الشعب وتحت حراسات مشددة شريطة ان يكون كل الجمهور افواج حماياتهم الذين يعدلون جيوش رومل في معركة العلمين ويلعبون “طوبة” .. بالعربي الفصيح كرة قدم “من صدك”. نعم “من صدك” عسى ولعل ان يدخلوا الفرحة في قلوب العراقيين ولو لـ 90 ثانية فقط من عشر سنوات من النكد المتواصل على كل المستويات المسبوق منها وغير المسبوق. وفي حال فعلوا ذلك فان الشعب العراقي لن يبخل عليهم لا بالتصفيق ولا بالهوسات. وستختفي اهازيج المسكين “المطلوب النه” لتحل محلها اغنية .. “شفتوا نائب  بالملاعب يلعب وعينه .. اعلى حزبه؟”.