10 أبريل، 2024 11:41 ص
Search
Close this search box.

ليتني كنت بعثياَ

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست تخلياَ عن سنوات المحنة التي عشتها في زنزنات البعث عندما كانت تتلوى على ظهري سياط الجلادين بعد خمس سنوات عجاب عشتها في سجون العراق ولست نادماَ عن تأريخ مواجهتي العنيدة مع ابشع نظام في المنطقة والعالم.
ولست محبطاَ مما عملته في سنوات المحنة والهجرة والمواجهة لان كل ما فعلنا ليس من اجل حطام دنيوي زائل او موقع سلطوي مائل.
لست نادماَ على مواقفي وتعاطفي معي الاسلاميين او حزني على رحيل الصدرين او فرحي بانتصار الاسلاميين في ايران سنة 1979 وفي الجزائر في تسعينات القرن الماضي او تركيا في بدايات الالفية الثالثة.
لست نادماً على تنكر الاسلاميين للشهداء والسجناء والمضحين وامتعاضهم من رفاق الدرب والمحنة والمسيرة المخضبة بالدم ولست نادماً على تزلزل الاسلاميين في ثباتهم ومواقفهم وانشغالهم بشؤونهم الخاصة ولست نادماً على مواقف الاسلاميين في عهد المعارضة عندما كانوا يرسلون ابناءهم لاوربا لنيل الشهادة الجامعية ويرسلون غيرهم الى داخل العراق لنيل الشهادة الدموية.
لست نادماً على مواقف الاسلاميين وانانيتهم في الانهماك في مكاسب الدنيا وانغماس بعضهم في الفساد بكل الوانه لانهم لا يمثلون سوى انفسهم.
ولست نادماً على اعدام الكوكبة المؤمنة من عائلة السيد الشهيد قاسم المبرقع فطريق ذات الشوكة شرف ما يدانيه شرف فان الموت في سبيل الله هو الغاية التي لا يلقاها الا ذو حظ عظيم.
ولست نادماً على قطف ثمار التضحيات والشهداء من قبل اولئك المتسكعين في شوارع دمشق ولندن وامستردام ونجاحهم في التمثيل والتضليل والوصول الى مواقع ليسوا اهلا لها بشهادات مزورة ووثائق كاذبة.
ولكن ما يدعوني الى الندم هو شعور اصحاب التأريخ والجهاد والتضحية بالاحباط وتنكر الاقدار لهم واعتبار ان كل ما قدموه هو سراب وضياع وان الاخلاص والتضحية هو قدر من السذاجة والبساطة المفرطتين.
ما يدعوني الى الندم هو التفكير الجدي بمنح البعثيين الامتيازات والغاء قانون المسائلة والعدالة وتأهيل رجالات النظام بينما اعتبار غيرهم من المجاهدين غير مهنيين وغير اكفاء.
ما يدعوني الى الندم هو اكرام الاخرين خشية هتافهم والسنتهم واقلامهم ومنصتهم الاحتجاجية سواء في الانبار او الموصل بينما اغضاء النظر من اولئك الذين اصبح شرهم مأموناً وخيرهم مأمولاً والسكوت عن هؤلاء الذين لا يطالبون بحقوقهم المهدورة  ولا يصرخون خشية استغلال صراخهم لاضعاف التجربة السياسية ويعضون على جراحاتهم ويكابرون لكي لا يشمت بهم الاخرون.
ما يدعوني الى الندم هو وجود سياسيين يدافعون عن البعث ويحاولون الغاء المادة 4 ارهاب واطلاق سراح القتلة والمجرمين بينما لم نجد سياسياً منا يدافع عن اخوته من رجال المحنة والجهاد والتأريخ المشرف.
ما يدعوني الى الندم هو اهمال المجاهدين والشرفاء والمضحين والاهتمام بالبعثيين وما اخشاه ان يبحث المضحون عن تزكية وتوثيق من البعث لفسح المجال لهم في العمل في دولتهم الجديدة بينما يعتبر صفحات التأريخ الجهادي المشرف وثيقة للطعن بوطنيتهم وهويتهم وانتمائهم.
ما يدعوني الى الندم وما اخشاه هو ان يهتف الشرفاء بصوت عال يا ليتنا كنا بعثيين فنحظى بثقة السياسيين الجدد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب