23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

ليتني كنت بعثياً

ليتني كنت بعثياً

ثمة أشخاص خارج دائرة التاريخ، يدعون السياسة وقد لبسوا بطانتها القذرة، وإستبطنوا حتى بانت بطانتهم الإنتهازية، وخططوا للعراق بسلاح أعداءه، يدعون الخوف على العملية السياسية والخوف منهم، وشعاراتهم محاربة الفشل والدولة فشلت بوجودهم، وظاهرهم محاربة البعث وداعش وهم يعتاشون عليهما؟!
البعث والقاعدة والفساد وداعش؛ كلها قوى إرهابية وأن إختلفت مسمياتها؛ فالمستهدف العراق والنتيجة تهديد وجوده.
يتداول العراقيون دائماً؛ أحاديث تجاذبات السياسة، علهم يجدون مخرج لما تدور به طاحونة الأزمات، التي لا تشبع من أجسادهم، ويتعاقب على مقبضها أجيال ويتواطأ أنذال؟!
إعتاد الساسة تبرير الفشل؛ بالتركة الثقيلة، وما أثرها على البناء المجتمعي، وكل ما يجري لأن البعث نهب أموال العراق وحولها الى أسلحة وحروب وقمع، وهذه النظرية رد على مشاهد أجساد العراقيين التي تمزق في الطرقات، وما على الشعب سوى تصديقهم، وإعانتهم على حملهم الثقيل.
أستغربت قبل أيام من شاب في مقتبل العمر، وهو يتمنى عودة صدام، فأثار أعصابي وسألته عن عمره فقال 22 عام، قلت له: أنك لم تذق مرارة البعث ولم تُشرد أو يهدم بيتك، ولم ترمى في جبهات حروب همجية، وقبل 2003 كنت طفلاً لا تعي ما يدور، قال: والدي أعدمه البعث المجرم؛ ولكن قل لي هل هذه حياة نعيشها، ولو كنت بعثياً لوجدتني في منصب مرموق؟!
كلام غريب أن يتحدث من يمدح البعث ولم يعيش أفعاله، ولكن الأغرب من أوصل هذه الأفكار الى أجيال من المفروض أن تمارس الديموقراطية بحذافيرها، وأن يشاهدوا البناء يتقدم، ويجد فرص العمل والعيش الرغيد، في بلد كثير الخيرات، ولا يذكر وهو لم يشاهد نظام قمعي، من خلال ممارسات سياسية لرجال دولة، لديهم القدرة على التخطيط الإستراتيجي، وليس إستغلال المواطن ثم التنصل منه.
المسائلة والعدالة قانون إنتقالي يلوح بالأفق بين الحين والآخر، ومن المفترض أن تطبق تشريعاته خلال فترة زمنية، لأجل أنصاف المظلومين الّذين طالهم النظام الدكتاتوري، وقد تم إرجاع 90% من المشمولين به، حتى من تظاهر الناس عليه ومنع من الإنتخابات، تجده بقدرة الساسة في هرم السلطة؟! ومن يحرض طائفياً، ويمجد البعث؛ يدخل حليف إنتخابي؟!
أُستِخدِمَ قانون المسائلة والعدالة كورقة سياسية ضاغطة يلوح بها، بعد أن إعيد كيار أقطاب البعث الى السلطة.
المال والسلطة هما من يجعلان المجرم بريء، وهنالك أطراف جعلت ملف المسائلة مفتوح؛ للمساومة والإبتزاز السياسي، وهذه المؤسسة كغيرها غارقة بالفساد، ومنفذ يَدرُّ مليارات الدولارات، ومَنُ يسمح بإعادة البعث لا يتراجع عن دعم الإرهاب، وسبب تراجع الدولة نتيجة لوجود الأيادي السوداء، التي ما تزال تمارس دورها التخريبي العراق، وأن القرار بعثيا،ً وقد تم إجتثاث عوائل الضحايا، حتى قال بعضهم ليتني كنت بعثياً.