على مدى عقد كامل .قدمت العديد من المقترحات لحل الازمة الليبية التي اخذت في التفاقم, اطراف داخلية واخرى خارجية ,تبين مع مرور الوقت انها ليست قابلة للتطبيق, بل يسعى هؤلاء الى استمرار الازمة والاستفادة من الاوضاع القائمة حيث لا حسيب ولا رقيب, آخر هذه المقترحات جاءت من احد مترشحي الرئاسة (عارف النايض-رئيس تكتل احياء ليبيا ومؤسس مركز “ليبيا للدراسات المتقدمة” عام 2012) والذين اسسوا لأنفسهم منتدى اسموه منتدى المترشحين للرئاسة في ليبيا, الفكرة سبقها اليهم رؤساء الحكومات السابقين في لبنان, ويبدو انه لا يوجد فرق بين هاتين الدولتين فكليهما اصيبتا بداء المذهبية والطائفية والجهوية, ويعاني شعبيهما اقسى الظروف المعيشية ,لبنان قذف بأكثر من نصف سكانه الى الخارج, بينما ليبيا اصبحت ملاذا لأصحاب الجرائم وتهريب البشر والوقود, والشعب يتفرج غير مبال بما لحقه, من اناس تشدقوا ملأ افواههم ان القادم افضل. لم نلاحظ الافضل في التغير المعيشي الا لدى هؤلاء.
نعود الى الوصايا العشر التي لا نعلم كم الوقت الذي استغرقه السيد النايض في تجميع افكاره واجهد نفسه ليصيغ وصاياه العشر, تتحدث في اغلب (وصاياها) عن الحكومتين وامكانية اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية موفّى هذا العام وهذا ما صرح به الدبيبة مؤخرا من رغبته في استمراره في الحكم وعزمة اقامة انتخابات حرة ونزيهة, بمعنى ان السيد النايض لم يأتي بجديد بل نجزم بانه جد متضامن مع الدبيبة لانهما وكما اسلفنا ضمن منتدى المترشحين للرئاسة في ليبيا, والمؤكد ان فوز أي منهم سيضمن للآخرين(زملاءه في التنظيم) مواقع حساسة في ليبيا الجديدة ,ليقتسموا الغنائم بطرق مشروعة. أما بقية الوصايا والخاصة بتوزيع الثروة وعدم الصرف الا بالتوافق وفق شروط معينة فإننا نراه استمرارا لمأساة الشعب الذي لم يعد يقو على الايفاء بمتطلبات الحياة البسيطة.
ندرك جميعا ان الاسباب التي جعلت ليبيا لم تتقدم قيد انملة في كافة المجالات هي ان الذين توالوا على حكمها طيلة عقد من الزمن لم يعملوا لصالح الشعب بل عملوا لأنفسهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا, وعندما اجبر بعضهم على ترك الكرسي فروا عائدين الى الدول التي كانوا يقيمون بها وتحصلوا على جنسيتها ليهنؤوا بحياتهم ولم ينفكوا عن اثارة القلاقل في البلد ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المقريف(رئيس المؤتمر الوطني الممدد له الى ما لا نهاية)الذي حسب وصفه بان النظام الديكتاتوري حرمه ولثلاثة عقود من استنشاق عبير الوطن, وعلي وزيدان رئيس حكومته الذي كان يصف نفسه بالمناضل ضد النظام السابق, والذي لايزال يعتقد الى الان بانه رئيس الوزراء الشرعي لليبيا.
كنا على يقين تام بان الدبيبة لن يغادر الكرسي وفق المدة الزمنية المتفق عليها, فالبعثة الاممية اختارت لنا لجنة الـ75 واغلبهم كانوا يعيشون بالخارج, وهم من فرضوا علينا الدبيبة وجماعته وطفت رائحة شراء الذمم الى السطح فأزكمت الانوف, لكن البعثة الاممية,لم تجري التحقيقات اللازمة بالخصوص واسدلت الستار عن المسرحية الهزلية, لكن اثارها لا تزال مدمرة لحياة الشعب.
الذين يتوالون على حكم البلاد هم سبب البلاء ,انهم ينفذون اجندات خارجية, والحقيقة ان هؤلاء لم يقصروا في القيام بالمهام المناطة بهم فهم معاول هدم في كافة مناحي الحياة.