قالوا لها “إن الشعب جائع”..فقالت لهم الملكة ماري أنطوانيت “إذا لم يجد الشعب الخبز فليأكل البسكويت أو ليحرق نفسه”، ثورات الربيع العربي في تونس إبتدأت شرارتها بمواطن أضرم في نفسه النار جراء الغلاء ورغيف الخبز، بالتأكيد أن مفهوم الجوع أكبر من محدودية عقولكم الصغيرة التي ربما تقارن هذا الجوع بربطات العنق التي ترتدونها أو أحدث تسريحات بناتكم وتتناسون أن هذا الجائع إذا أحكم عليه الجوع قبضته لن تردعه حدود وستسمح له الضرورات بأستباحة كل أنواع المحضورات التي تتحدث عنها القواعد والقوانين البشرية، وبعد ذلك تسألون عن الحكمة والعقل.
قد لاتدرك عقولكم الصغيرة أن شرارة الثورات إبتدأت من رغيف الخبز والجوع وأن مايشهده العراق اليوم من حالات الأنتحار والقتل والإغتصاب التي أصبحت ثقافة في هذا المجتمع ماهي إلا نتائج غلاء سعر رغيف الخبز، تلك المحضورات التي ستزلزل عروشكم وتقتلع كراسيكم وأنتم تتسلّون بقوت الشعب ورغيفه ثم عن أي إصلاح تتحدثون بورقتكم السوداء وأنتم تنهبون أرزاق الفقراء وتبيعون عليهم (حلويات) الكلام وتخدعوهم بأن التجّار هم سبب الغلاء وسبب البلاء وسبب الجرائم وتطالبون بمحاسبتهم لأن دينهم دينارهم، إذن ماهو دينكم أيها الراقصون على دفوف خفض سعر الدينار، ماهو دينكم يامن تتاجرون بأرزاق الناس وحياتهم. ماجاع عراقي وأنتحر إلا بسبب مسؤول غبي يرقص على آهات جراحه وجوعه، ما أفتقر عراقي وتشرد إلا بسبب سياسة حكومة فاشلة ورئيس مشكوك بتاريخه السياسي.
هم يريدون منكم أن تنتحروا أيها العراقيون على مذابح الجوع والفقر ليبقوا هم على كراسي الحياة، يريدون منكم أن تقتلوا أنفسكم وتمنحوهم الحياة للإيغال في العبث واللصوصية ويجعلون من حياتكم وأرواحكم أرخص من ثمن كيس الطحين.
قد لايدرك هؤلاء العابثين بجوع الشعب أن كلمات ماري أنطوانيت “ليأكل الشعب البسكويت بدل الخبز” مع ماتحمله هذه الكلمات من مقدار الإستهزاء بالشعب وبحياتهم قد أوصلت هذه الكلمات الملكة إلى مقصلة المشنقة التي فصلت رأسها عن جسدها وتلك عبّرة لمن يريد تجويع الشعب وإذلاله وإفقاره.