هل أصبح العراق , أو بالأحرى شعب العراق , ومع احترامي لشعوب الخليج المنكوبة بقواعد الغرب العسكريّة وبفتنة الأموال الّتي لديها والّتي لا طريق ثالث لتبذيرها < استيراد كلّ شيء وعقار شاهق لا معنى لشهقته مع ديمومة عقد صفقات أسلحة متطوّرة لا قيمة لها على أرض الواقع مع افتراض أنّ قواعد الغرب تحميها كما حصل مع العراق > أو على وجه الدقّة العراق وشعب العراق أصبحا طبيعتهما مثل طبيعة دول وشعوب الخليج , بلد ريعي استهلاكي تحشره حكومته الوشيكة أن تنتخب للمرّة الرابعة , قصدي للمرّة الثالثة , أن تلصق به تهمة “تحت الحماية الأميركيّة” ! .. من الممكن أنّ السيّد رئيس حكومتنا الموقّرة لربّما يقصد حكومته هو من تخضع تحت الحماية والوصاية الأميركيّتين وليس العراق وشعبه , لأنّ العراق بهضابه وصحاريه وأهواره وبحيراته وجباله المخادعة وبدرجة حرارته القاتلة وبشعب العراق وبمزاجه الّذي لا يحزره حتّى ربّ العالمين وبصبره وبدماء الآلاف من أبنائه وبسواعد شبابه وشيوخه جنوباً ووسطاً وشمالاً شيعةً قبل السنّة أرثوذوكس وكلدان وسريان “رحّو” رحمه الله أو “خليل الزهاوي الكردي” رحمه الله وطيلة 6 سنوات من الجحيم من أخرج جيش أميركا أو ما تبقّى من ذلك الجيش المنهك مختبئاً بين المدنيين العراقيين وأخرجه من أرض العراق تحت جنح الظلام وبمواعيد سرّيّة وبحماية قواعده العسكريّة المنتشرة في الخليج وبمديونيّة تريليونيّة ها بدأت تلوّح بشكل مباشر بإفلاس أميركا فعليّاً ونتائج هذا الإفلاس الكوني كما هو متوقّع سيعمل أوّل ما يعمل على بيع أميركا قنابلها النوويّة وأسلحتها المتطوّرة بما فيها حاملات طائراتها كما فعلت بريطانيا مؤخّراً ببيع آخر حاملات طائراتها وكذلك من قبلها الاتّحاد السوفييتي وإغلاق جميع قواعدها العسكريّة في العالم .. هكذا فعل شعب العراق وهكذا فعلت أرض العراق بجيوش الغزو “الأربعينيّة” يا رئيس حكومتنا إن كنت لاهياً وقتها بإعداد نفسك “لقفْصْ” رئاسة الوزراء ولاهياً “في غرفة بمطار المثنّى” بإعداد زمر النهب والسرقة وتزوير الانتخابات وتوزيع عناصر حزب الدعوة “قسم العلس” والضحك على ذقون أهل المذهب وعلى لحاياهم وعلى من اغترّ بظهور عج فرآه فيك ! فكنت مشغولاً بكلّ ذلك , كما صرّحت بلسانك أنت غير مرّة , لم ترى ما كانت تعرضه جميع فضائيّات العالم حينها بإعجاب شديد عن النتائج الغير متوقّعة الّتي أحرجت أضخم جيوش العالم بما فعله العراقيّون الشرفاء به وب ( أسلحته المتطوّرة ) خاصّة في السنتين الأوليّتان من الغزو , العدوّة منها أو قناتين إلى ثلاث من الصديق , غربيها وشرقيها , قبل أن يهدّد “رامسفيلد” الدول الراعية لوسائل الاعلام تلك بإنذاره الشهير : “إذا لم تعزف عن “التشفّي” بأميركا” ! والّذي أنت اليوم سعادة رئيس الحكومة تنافق لساسة أميركا حين وضعت شعب العراق تحت حمايتهم حين قلت من هناك : “العراق خرج من الوصاية الأميركيّة” ! ضارباً بعرض الحائط تضحيات وشموخ وأنفة العراقيين وتعاليهم أن يكونوا بما وصفتهم وكانّهم كانوا عبيد وأنت من أخرجه من “الحماية الأميركيّة” بخضوعك لأوامرهم وليس العكس ! ..
كانت جيوش أميركا قد تحصّنت بدخولها العراق بأحدث ما أنتجه العقل البشري التدميري فماذا حصدت أميركا ؟ .. امتلأت مقبرة “أرلينغتون” وأجزاء من مقابر 130 مقبرة في عموم أميركا بجثث الجنود الأميركيين الّذين سقطوا بأيدي العراقيين ولم تنفعهم تلك الأسلحة الأسطوريّة والّتي ذهبت لأميركا سعادة رئيس الوزراء بحثاً عن تلك الأسلحة ! ؟ أم أنّ لزيارتك أميركا أغراض أخرى نحن لا نعلمها ؟ .. أدعوك “وللمرّة الثانية أو الثالثة سعادة رئيس الوزراء ؛ وأنت في طريقك لوضع أكاليل زهورك على مقابر الجنود الأميركيّون الّذين سقطوا في العراق أن تتذكّر أنّ الأسلحة الّتي تبحث عنها في أميركا “للقضاء على الإرهاب” لن تنفع سعادتكم خاصّةً أن أميركا لا تنصح بما ستبيعك وستبيع زبانيتك لحمايتكم لدورة انتخابيّة ثالثة , إذ أنّ أميركا كعادتها معنا وكما عهدها العالم ستبيعكم أجهزة مكافحة إرهاب مخزّنة لديها منذ الحرب العالميّة الثانية عندما كان الإرهابي في ذلك الزمان يحمل فقط قنبلة “مولوتوف” ! .. وليس بعيدا .. ها أنت الآن تصرف على مليونين ونصف المليون مقاتل بين جيش وشرطة وأمن واستخبارات عشرات التريليونات من الدنانير العراقيّة طيلة دورتين انتخابيّتين أنهكت بنية العراق وكلّفته مئات الألوف من الضحايا دون أن يرمش لك جفن وأرهقت ميزانيّة العراق وأسكنت ثلث سكّانه المزابل وتقاطعات “الإشارات الضوئيّة” ودمّرت بالكامل ما تبقّى من البنى التحتيّة وعطّلت بناءها 10 سنوات وقضت تماماً على الخدمات علاوةً على إرهاقها من قبل برواتب البرلمانيين وتقاعدهم الشريف ورواتب وتقاعد الرئاسات الثلاث ومخصّصاتهم ل”معونة الشتاء” مساكين ,عدى النهب تحت مسمّيات المشاريع بسلسلة فرهود تصل إلى سادس أو عاشر من “مقاولة بالباطن” واستوردت من الأسلحة بالمليارات من الدولارات وأرسلت مئات “الدورات” للتدرّب على طرق مكافحة الارهاب بالمئات من ملايين الدولارات , فماذا فعلت كلّ هذه الارمادة المجيّشة للدفاع عن العراق ضدّ الإرهاب كما زعمت وكلفها الباهظة والمنهكة سوى مزيداً من ترسيخ جذور هذا الإرهاب في العراق وزيادة فاعليّاته ونشاطه مع كلّ خطّة أمنيّة ملياريّة ! ذلك عدى انزلاق سعادتكم إلى مهاوي كذب اضطررتم إليه بعد أن كان الموصولون معكم في السيّدة زينب يطلقون عليكم لقب الصادق الأمين , وهو بالتالي لا يليق بزعامتكم وبما لم تألفه جميع الأنظمة البشريّة وبهذا الكمّ الهائل .. نحن نعلم أنّ انتخابكم لرئاسة ثالثة أمر مفروغ منه ومبيّت خاصّة وأنّ “صورتكم بجانب صينيّة الطعام وبجانبكم الشيف الرگي” الّتي انتشرت مؤخّراً تؤكّد ذلك , خاصّةً بعد تجربة لنفس طبيعة هذه الصور نشرت للرئيس الإيراني السابق “أحمدي نجاد” وهو مقبل حينها على ترشيح ثاني لرئاسة إيران والّتي فاز بها ! تظهر فيها تلك الصور أحمدي نجاد وهو جالس أيضاً على مائدة طعام وبنفس الطريقة “البسيطة” الّتي تستهوي البسطاء والسذّج والمغفّلون الّذين دمّروا العراق بجهلهم بالديمقراطيّة وصناديقها الانتخابيّة , وهو ما يشكّك بنفس المصدر الّذي يروّج للفوز بالانتخابات ! ..
توجد طرق أخرى للقضاء على الإرهاب المزعوم سعادة رئيس الوزراء .. هي الاعتراف بحقّ الآخر في العراق وفي رئاسة العراق وفي حقّ التمتّع بثروات العراق وفي حقّ عدم تبذيرها لأجل ازدهار دول الجوار وفي حقّ تنميتها وترصينها بأسس تحفظ للأجيال العراقيّة القادمة ومن يلحقها كلّ ما يعزّهم ويعزّ العراق .. طرق تجمع شمل جميع العراقيين على مائدة واحدة دون خوف من اختطاف كرسيّ الرئاسة ! ومن دون تفرقة هذا أبيض وذاك فستقي .. العراق عراق الجميع ولا ولاء سوى للعراق لا غنيمة اختطفتموها والعراقيّون مشغولون بطرد حليفكم الاستراتيجي “أميركا” ..
معذرةً سيادة رئيس الوزراء أنّنا نتكلّم معك بهذه اللهجة المتوتّرة , لأنّ قلوبنا كما تعلم مدماه طيلة عشرة أعوام منها سبعة أعوام عجاف ! وهي أيضاً قلوب منهكة من المعارك وحروب العصابات ضدّ قوّات الغزو لم تقم ويضحّي لأجلها العراقيّون بفلذّة أكبادهم لأجل سواد عيونكم وحدكم ولأجل أن يقع العراق في أحضانكم وأحضان ولدكم المصون “علاء” عفواً قصدي “أحمد” ..