19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

لو يأتي هرقل الجبار لن يزحزحني من مكاني

لو يأتي هرقل الجبار لن يزحزحني من مكاني

شُطبّت البدايةُ وبقيّت شريحة العصا ،
 وكان التعليق ممكناً كون الأشياء المبعثرة أمامي كثيرة ومتغيرة
 وقد توقع ظني إذا لم يُصّبِح الملوك وأصبحت أراضيهم تنعق بها الغِربان وغنى سلمان المنكوب عنهم لعبود ،  وقد تعاظمت القوى المحركة للأمل
 حينما إزدهرت المفاهيم الأولية للحضارات ،
 وأقر الإقطاع بذنبه
 والراسمالية بتلوين جشعها
 والماركسية بضخامة تراثها وسائب مضمونه
 واحدودبت ظهور من جعلوا الدين وسادتهم للإتكاء بها على قنفة السياسة سواء من هم من تبعية الدين المسيحي أو الدين الإسلامي وتحرك غير المتحرك والذي يبدو من المستحيل
 بقوة البخار
 وبعض تلك الأشياء بقدرة الفحم وبأرادته
 وبدأت البشرية تلبس صوف المصانع بعدما كانت ترتديه من ظهرالخراف وبالمباشر
ثم أهدانا الإنكليز البنطال والقبعة والأحذية الروغان
 والطعام المعلب وبالأشياء البسيطة كسبت بعض البلدان شهرة كبيرة فسويسرا الثلجية الحيادية الساحرة إشتهرت بصناعة الساعات بجمالها وبدقتها
 وفي فر نسا نافست الشمبانيا برج إيفل
والإيطاليون السباكيتي واليونانيون بالزيتون الذي يضاهي أعمدة الأولمبك وكنا لانعرف من هو ملك اليونان وهل اليونان ملكية أم جمهورية أم دستورية أم وراثية ،
كل هذا لم يكن بالمهم أمام المنتج الفكري والجمالي لماضي وحاضر اثينا
ولا أنكر بأنني شربت قنينة شمبانيا أمام برج أيفل
 وحين شعرت بالنشوة قلت حقا أن الشمبانيا أجمل من برج إيفل
 وأكلت السباكيتي في تريستا وعدت من ترستا الى بلغراد
 ولم يكن هناك شئ تشتهر به الا الفوضى في محطة القطار
 وأمام أعمدة الأولمبك جلست وتساقط نثيث الثلج وصاح السواح الأجانب بي (سنو )
 ولكني بقيت على جلستي والنديف الأبيض غطى نصفي وأصيح بالمارة أريد صورة (أخذولي صوره ) وتسمرت وقاومت الطبيعة وقلت (لو يأتي هرقل الجبار لن يزحزحني من مكاني )
وكعادتهم يأأخي زاهر الجيزاني :

مروا كرادلة
وراحوا
مروا
إنتظرتهم طويلا
عندما وصلوا
أشاحوا

وبعد أن قرأت لهم الكثير مما كتبت أنت في إلتباس القصد عدت أنا وعلى نفس الإيقاع وقرأت لهم وقرأت لهم مما كتبت أنا :
أشكو اليك
أنا
معذبة
تغيث ولاتغاث
أشكو الذي أشكو
وما ترك الرحيل
أشكوك منكسرا ذليل

ولم أستطع أن أُكمل، وليست لدي أسباب
 لم أستطع لأني حين ذكرتك أمامي وقفت اللحظة باصات مصلحة نقل الركاب في مناطق تجمعها في ساحة الميدان وهي تعني لنا بذهابنا وآيابنا الآداة التي كانت تستخدم لقياس أعمارنا لذلك وأنت تدري لم نكن نحبذ الصعود إلى الباص ذي الطابقين لأننا لانريد أن نشطر الفلسفة وكنا لازلنا ندور في مصطلحاتها ،
 خلسة بعد نزولك من الباص
 إنسللت في مكامن المكان وبدأت عالمك في الغربة الذي أنا الأن أتمم مسيرته وكان الله إبتلانا بأوطان بأسماء فقط هكذا بداءوا يقولون عنا ولكني حين سألوني (يجاملوني )عن السمك المسكوف ضجرت وأمتعضت وقلت لهم ليست بلادي بلاد المسكوف ،
 بلاد الأنبياء والأولياء والصالحين بلادي التقية بلادي البلاد النقية بلادي الهوية
وشربت قنينة أخرى من الشمبانيا أمام برج إيفل وبكيت

[email protected]