فكرة الامام المهدي عليه السلام فكرة جدلية لمن لا يؤمن بها ومن يؤمن بها ولا يستطيع اثباتها لقلة اطلاعه، والمشكلة ليس بالفكرة بل بالعقول التي تتعاطى مع هذه الفكرة ، فهنالك عقول راقية تتحدث بالتاريخ والعقل والمنطق وكتيب السيد محمد باقر الصدر قدس سره ( بحث حول المهدي ) ادى الغرض بكل المستويات الثقافية كتيب رائع ، المتعلقات بفكرة الامام المهدي هي المولد والنسب والغيبة وعلامات الظهور والظهور وما بعد الظهور ، ولكل شق رواياته ولا تخلو من دخيل ، ولكن المهم جدا هو اثبات الولادة والنسب اما البقية فانا لا اتابعها لاتها اقل اهمية من الولادة.
هنا يظهر لنا بعض الجهلة او الحمقى او المدفوعين من اجندة خارجية لتسفيه فكرة المهدي ومنهم مثلا شخص يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي يدعي انه رجل حوزة، والذي سبق وان ناقشته بخصوص اشكاله على زيارة الاربعين فوجدته فارغ من الفكر والدليل اقول له هل من يذهب الى الحسين عليه السلام راجلا حرام او فيه اشكال شرعي يجيبني ان الزيارة ليست واجبة فعلمت درجة مستواه الفكري لانه لا يفرق بين اقسام الاحكام الشرعية
الان قرات له منشور عن طريق ممن انخدع بافكاره بخصوص الامام المهدي عليه السلام وعلاجه للمرضى فيعقب باستهزاء لماذا لا يعالجنا من كورونا ولست بصدد نقاش الرواية التي استدل بها ولكني اساله واسال من يتابعه هل الامام المهدي موجود ام لا ؟ فقط هذا السؤال والجواب بلا حماقات ومناورات اما نعم او كلا
جانب اخر مسالة رؤية الامام هذه محل نقاش ليست بالنفي بل بالرواية ولماذا يروي من حدثت له لانها ليست دليل على الاخرين وانها تسمح للحمقى ان يدعوا انهم راوا المهدي فالعاقل والنبيه يلتفت الى فكرة الامام لا يلتفت الى الاخبار الضعيفة .
ومسالة علاج مريض توسل باهل البيت وشفي من مرضه فهذا الامر حدث ومهما يكن الاسلوب نعم حدث وبالدليل ورواية الشيخ الوائلي رحمه الله بشفاء ابنته التي اصيبت بعينها مسالة معروفة .
الامر الاخر نحن لدينا علماء على درجة عالية من التقوى والورع فعندما يقولون التقينا بالامام المهدي عليه السلام نصدقهم ولكن لا يعتبر حجة على الطرف الاخر ولا على الحمقى ومن يسير على هواه نعم عقلا ليس حجة وفي نفس الوقت من العيب ان تنكل وتستهزئ .
المسالة بالمنطق ونسال لو كنا واهمين فماذا ستخسر انت ؟ ولكن لو كنت انت واهم فما هو حجم خسارتك ؟ الامام الحجة هو الامام الثاني عشر للامامية ولهذا يعمل من لا يؤمن بالاثني عشر على انكار وجوده ليجعل الرقم خطا .
سالت ناصبي هل تؤمن بان هنالك رجل سيظهر في اخر الزمان يملا الارض عدلا وقسطا بعدما ملات ظلما وجورا ؟ قال ليس هو مهديكم ، قلت لم اقل من هو وسؤالي ماذا سيفعل هل تؤمن بذلك ؟ قال نعم ، قلت هل تتمنى ان تعيش دولته ؟ قال بالتاكيد ، قلت تعال ندعو سوية بتعجيل ظهوره حتى تعيش دولته ….. لا استطيع ان اصف شكله كيف تغير وتركني ، المسالة مسالة عصيان وجهل .
نعم لا ننكر ان هنالك احاديث موضوعة وهنالك من ادعى المهدوية وعبث بعقول الناس وهنالك من كذب برؤيته للامام لغاية سيئة ولكن كل هذا لا يمنعنا من قراءة التاريخ من منابعه الصافية بعقول نيرة.