18 ديسمبر، 2024 8:23 م

لو لم يخترع النت!

لو لم يخترع النت!

كيف كان يمكن للشعوب العربية ان تدافع عن فلسطين ؟ لك ان تتخيل غلق ال facebook وال Twitterوغيره ،،فماذا سيفعل رجال العرب دفاعا عن القدس!
كيف كان يمكن للذين يدعون الشعر والادب ان ينشروا ويكتبوا ماسرقوه او جمّعوه من هنا وهناك دون موهبة ولا دراية!
كيف كان يمكن لمن كانوا ولا زالوا لايحسنون ان يؤلفوا جملتين صحيحتين في المجالس الواقعية او يتجرّأوا على الحديث على الملأ ، ان يصبحوا حكماء وعلماء وفصحاء”بروسنا”!
كيف كان يمكن للنساء المدعيات العفاف والالتزام امام عوائلهن وجيرانهن ان يفعلن مابدا لهن من تحلل وتحرر!
كيف كان يمكن للفاسدين والسارقين ان يتكلموا في الشرف وينشروا علينا كل يوم مقولات واحاديث اخلاقية لم يسمعوا بها من قبل ولم يحفظوها وانما كل جهدهم انهم نسخوها ولصقوها ..ووجدوا قرودا يضعون لهم علامات الاعجاب عليها!
كيف كان من الممكن ان يزاحم الجاهلُ المثقفَ والمتعلم على مكانته وفنه وادبه ويتجرّأ على الرد عليه ويضع راسه براسه دون حق او استحقاق ،والمجتمع ينظر ويصفق!
كيف كان يمكن للنساء (الشرقيات والعربيات والمسلمات) من المصابات بداء الشهرة وهوس التبرج ان ينشرن صورهن من بيوتهن بملابس الاستعراض بحجة الاطباق والطبخ والتنظيف وحجج اخرى يظنن ان الناس غافلة عنها ويعرفن ان الرسائل الاغرائية وصلت للرجال المقصودين ،وبعلم الازواج والاباء “المنفتحين” او الذين سماهم النبي عليه الصلاة والسلام:”……” !
كيف كان يمكن للطلبة المطالبين ببحوث ان يجتازوا ذلك وهم ادنى مستوى من ان يحققوه ثم يصبحوا خريجين وبشهادات جامعية وعليا يتباهون بها على من هم اذكى منهم ممن لا حظ لهم في التعليم ،،وفوق هذا يتظاهرون من اجل التعيين!
كيف كان يمكن للبنات التائقات للعلاقات والصداقات ان يتظاهرن بالتشدد في الحفاظ على الانوثة ويكتبن للرجال كل يوم بغضب: (ممنوع الخاص)،،(يكفي تحرش ومراسلة ايها الرجال) وما الى ذلك مما يمكن ان يتدارك باسهل من ذلك واكثر سترا!
كيف كان يمكن لمن نعرفهم بيننا بالكذب والبخل وخذلان الصديق وقطع الرحم وكل نقيصة ، ان يخرجوا على الناس بخطابات وكتابات عن اهمية الصدق وعظمة السخاء وعلو الوفاء والولاء وصلة الرحم وانواع المكارم التي فقدوها !
كيف كان يمكن لمن لم يقرأ كتابا بحياته ولم يزر مكتبة ان يزاحم رجلا افنى ردحا من عمره بين الكتب!
كيف كان يمكن لمن هب ودب ان يتكلم بمايعرف وما لايعرف ومايحسن وما لايحسن !
كيف كان يمكن ان يشتهر رجل لاقيمة اجتماعيا نافعة له ويندثر رجل لايعوّض بسهولة !
كيف كان يمكن ان ينال الفاشلون الجوائز ويتجنب المتخبطون النقد ويتصدر الخراصون المشهد ويتحصل الدجالون على المال ويتسيد الناعقون الذوق ويعتلي السفلة أجاويدالناس ويحتكر الطارئون السياسة والاعلام ويصبح من مكانه في الذيل هو الأمام ويحصل كل مانراه من عجائب الدهور والاعوام؟!