23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

لو كنت بمكانك أبو إسراء , ماذا أعمل …

لو كنت بمكانك أبو إسراء , ماذا أعمل …

كنت محتارا بين أمرين , أأكتب؟ , أم أن الكتابه لا تنفع بعد ! , أأكتب ؟ , أم أترك الحزن على أبناء بلدي ,المقتولين غدرا كل يوم ,يقودني الى زنزانات اليأس ؟.. لأني كنت ولا زلت لا أبحث عن منهجية التسقيط وأعتمدها كأسلوب للفضح فقط , لا أنكر أن فضح المفسدين هو أمر واجب شرعا وقانونا وعرفا , إلا أن الواجب الذي ينادي الشرفاء من نخب المجتمع في بلدنا في هذا الوقت , هو التفكير بخلق وإيجاد الحلول , ومحاولة توظيف كل ما هو متاح من أدوات الإعلام من أجل تصدير هذه الأفكار الحَلِّيه لأبناء الشعب , فعندما يكون أبناء بلدنا على وعي ومعرفه , ليس فقط بتشخيص أسباب مشاكلهم , بل وأيضا بالحلول المطروحه التي تعمل الأدوات الإعلاميه الشريفه على تصديرها , سيكون من الممكن عندها لأبناء هذا الشعب أن يخلق مصدات وعي نفسيه وعقليه تقف بالضد من عمليات التضليل الإعلامي والسياسي التي يمارسها ضده سراق الشعب الجدد .. ويمكن لهذا الشعب أيضا في هذه الحالة أن يلزم ويحرج أدعياء السياسه الفاضله , من خلال متابعة ومراقبة اعمالهم وإنجازاتهم وكفائتهم في إيجاد الحلول , أو تنفيذ ما يتم طرحه ..
طباعا لا أريد الخوض كثيرا بامور هي معروفه ومشخصه عند كل شرائح الشعب العراقي , من أطفاله الى شبابه الى نسائه , الكل يعلم ويعي وبنظر ويعرف بأن بلدنا الآن يتعرض لهجمة إباده شامله , تهدف الى قتل الإنسان العراقي , وفي الحقيقة لم يتبين لي هدف آخر أكثر وضوحا من هذا الهدف .. ومن المفترض أن هناك أجهزة إداريه مهمتها مراعاة الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم , وهي مؤسسات الدوله الأمنيه , طبعا هنا ملاحظه مهمة يجب أن يعلم بها أبناء بلدنا , القوات الأمنيه وما فيها من افراد ورتب معظمها يؤدي واجبه المناط به على أكمل وجه , بل والكثير منهم يسترخص دمه وحياته من أجل حماية بلده , وخير دليل على ما أقول هو سقوط العشرات منهم كل يوم كشهداء , فإلقاء اللوم عليهم من قبل أغلب أبناء شعبنا وتتفيه عملهم وجهودهم هو أمر غير صحيح , بل أنا أقصد أن المسؤوليه الكبيره تقع على عاتق قادة الملف الأمني في البلد , والذين هم مطالبين ومسؤولين عن وضع الخطط الأمنيه ورسم إستراتيجياتها , وهم المسؤولين عن إصدار الأوامر بتطوير القوات الأمنيه , وتسليحها , وخلق الإمكانيات المتطوره فيها , ومع أن كل شيء في العراق يسير عكس ما يسمى النظام والإنتضام في كل دول العالم , نجد أن مسؤولية الملف الأمني قد إنجذبت بقوة الجذب الغيبيه نحو عبقرية نادرة الوجود ! جمعت الملفات الأمنيه بكل إختصاصاتها الوظيفيه في تلك الشخصيه , فأصبح ذلك الشخص هو : وزير الدفاع وكالة , وزير الداخليه وكالة , مدير جهاز المخابرات , مدير جهاز الأمن الوطني , رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحه ! ..
وللأمانة أقولها للناس , وقد وعدتهم أن أفكر ليس من أجل التسقيط فقط , أمانة أقولها لهم أن شخص السيد المذكور ( رئيس الوزراء ) قد قام بإنتزاع هذه المناصب من شرعياتها الأصوليه , إنما كان يهدف بذلك تصدير فكره وخلق إنطباع جمعي عند ابناء الشعب بأنه الرجل القوي , وهو يعلم جيدا ان أبناء بلده يركنون الى من تمظهر بمظاهر القوة , وليس هذا فقط , فهذا الأمر لا يكفي , فهو يريد الآن أن يحصد مطمئنا منصبا لولاية ثالثة في رئاسة الوزراء , بل وأُمنية دولة القانون بولايه رابعه كما صرح محمد الصيهود .. ماهو الأسلوب الذي سوف يتبعه الأخ رئيس الوزراء من أجل أن يحقق صدمه نوعيه قويه , وعصفا ذهنيا , يجعل أبناء بلده ينقلبون على أعقابهم ..
أساليبه هي هي نفسها لم تتغير , معتمدا فيها إعتمادا كليا على القاعده السياسيه الميكافلليه التي تقول : الشعب دائما غبي .. نعم السيد رئيس الوزراء مؤمن وبشكل كبير بهذه المقوله , والدليل هي تصريحاته المستمره التي يحاول فيها دائما الهروب والتنصل من مسؤولياته .
الخطه القادمه للسيد رئيس الوزراء (في إعتقادي الشخصي ) ستكون إرخاء القبضه في الملف الأمني .. مما يسمح بحدوث حالات قتل وترويع وتخويف وترهيب للشعب , وغض النظر عن إرهاب عتاة المجرمين , سينسى فيها الشعب كل إخفاقات المالكي , ويبدأ الشعب يركز في وعيه الحاضر على إنتقاد المالكي بموضوعة الملف الأمني , وينسى ما دون ذلك , أي أن , ما نشهده من إنحدار في ضبط هذا الملف والخروقات والتفجيرات والدماء والجثث المتناثره تعني في أدبيات السيد المالكي : عملية مسح (دلييت) للذاكره الماضيه في الوعي العراقي .. وتركيز شعبنا فقط على موضوعة الملف الأمني .. وهنا تكمن حيلته السحريه , سيعيد الى الأذهان صدى صولاته الفرسانيه الماضيه , ويذهب مسرعا الى أمريكا لإستجلاب القوة العسكرية الأمريكيه لترابط في هذه الفتره في العراق , ويعمل بما لديه من قوات أمنيه بمساعدة القوات الأمريكيه على ضبط الوضع الأمني , وإعادة إعتقال عدد ممن هرب من السجون , والقضاء على المليشيات المسلحه , ووووو … وهنا ينهض الشعب (الغبي) مصفقا فرحا لبطل الأمن والأمان الذي أعاد الأمان وقضى على الإرهاب والمسلحين , وأعاد الحياة لبني العراق , بل سيكون هو من أعاد الحليب الى أثداء النساء الرضع .. واعاد الفرحه والسرور إلى البلد المقهور ,, وليس من المهم وقتها عند شعبنا ما حصل من قتل وتهجير , وفساد إداري ومالي , وتهاون في كل ملفات البلد , في الفتره السابقة لهذا الحدث التأريخي, بل المهم عندها سيكون هو : فوز البطل في نهاية الفيلم وخروجه سالما … ليبقى هو والشعب يعيش 4 سنين أخرى نشوة هذا النصر وهذه البطولات …… والله أعلم ..